التايم: أزمة إيران تمثل مشكلة لحلفائها فى الشرق الأوسط

الأربعاء، 24 يونيو 2009 02:39 م
التايم: أزمة إيران تمثل مشكلة لحلفائها فى الشرق الأوسط "التايم" تلقى الضوء على الأزمة الإيرانية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن حزب الله يريد أن يواجه أزمة جديدة بعد خسارته فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن لتشهد إيران موجة احتجاج غير معتادة على إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدى نجاد، الذى يحتاجه حزب الله بشدة أكثر من أى وقت مضى. مجلة التايم الأمريكية علقت على تأثير ما تشهده إيران على حلفائها فى المنطقة (سوريا وحماس وحزب الله، وخاصة الأخير). وتقول إنه إذا كانت المظاهرات الاحتجاجية التى اندلعت فى شوارع إيران بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل والتى شهدتها البلاد، قد خلقت مشكلة للقيادة فى طهران، فلنا أن نتخيل المعضلة التى تمثلها هذه الأزمة لحلفاء إيران فى الشرق الأوسط.

حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبنانى كان سريعاً فى الخروج لتهنئة الرئيس محمود أحمدى نجاد عندما أعلنت السلطات فى طهران إعادة انتخابه، واعتبر نصر الله أن النتيجة تمثل "أملاً كبيراً لكل المجاهدين والمقاومين الذين يحاربون قوى الاستبداد والاحتلال". لكن منذ نزول أنصار المرشح المهزوم مير حسين موسوى إلى الشوارع للاعتراض على نتيجة الانتخابات التى تم التلاعب بها كما يقولون، أصبح نصر الله أكثر حذراً. ورفض نصر الله الاقتراحات التى تشير بأن المرشح الآخر قد يكون أكثر تأييداً لحزب الله من الآخر، وقال بالتحديد إن إيران تحت سلطة ولاية الفقيه وستجتاز هذه الأزمة. نصر الله كان دائما ًعميلاً لإيران، وكان حكيماً لعدم الإفصاح عن رهانته، لأنه سيحتاج إلى المال والسلاح من أى كان الفائز فى معركة ما بعد الانتخابات. لكن حذره زائد عن الحد فى السياسات الحكيمة: فالأزمة الانتخابية فى إيران تمثل مشكلة لحزب الله ولحلفاء إيران الآخرين فى المنطقة يتجاوز مداها ببساطة من الذى سيسطر فى إيران.

وبالنسبة لسوريا، التى تعد أقرب حلفاء إيران، فإن المشكلة بدت قريبة من الداخل: فحركة الاحتجاج الضخمة المعادية للحكومة بسبب إدعاءات بتزوير الانتخابات غير مرحب بها من قبل النظام السلطوى السورى الذى فاز رئيسه بشار الأسد فى أول استفتاء رئاسى له بنسبة 97% من الأصوات. ومن ثم لم يكن غريباً أن يتجاهل موقع وكالة الأنباء السورية الرسمية أخبار الانتخابات الإيرانية. وبالنسبة لسوريا، كلما قامت الحكومة الإيرانية بتنظيف هذه الفوضى بشكل سريع، وبأى وسائل، كلما كان ذلك أفضل.

لكن بالنسبة لحركات المقاومة التى تدعمها إيران مثل حماس وبصفة خاصة حزب الله، فإن المعضلة أكثر صعوبة. فكلا الحركتان منظمتان إسلاميتان ملتزمتان بالشريعة الإسلامية والديمقراطية العلمانية. فكانت شرعية حماس كتعبير عن الرغبة السياسية الفلسطينية موضع تساؤل عام 2006 عندما انتخابها ديمقراطياً كحزب حاكم فى البرلمان الفلسطينى. حزب الله استغل حقيقة أنه أكبر حزب سياسى فى لبنان والتزامه الذى يدعيه بدستور الدولة لتأكيد مزاعمه بأن حمل سلاحه هو دفاع عن المصالح اللبنانية. كما أن إخلاصه للإسلام السياسى منح كفاحه أصداءً كبيرة بين الشعوب التى يحكمها الاستبداديون العلمانيون عبر العالم العربى.

وبحسب تعبير المجلة، ربما يكون هناك تناقض جوهرى بين إتباع القوانين الإلهية غير القابلة للتفاوض وبين براجماتية الديمقراطية. لكن إيران، بكل أخطائها وحدودها، تمكنت من المزج بينهما طوال 30 عاماً وصمدت أمام العداء الدولى الشديد لها. لكن بعد أن أصبح المصدرون الذين تدعى إيران أنهما يمثلان أساس سلطتها، الدين والديمقراطية، فى حالة صراع، فإن إيران ربما تصبح أكثر استبداداً وبالتأكيد سيجعلها هذا تبدو أكثر مثل بعض الأنظمة التى يحارب ضدها أنصارها فى الشرق الأوسط.

الأساليب فى النظام الإيرانى مكررة إلى حد ما داخل حزب الله الذى يقول رسمياً إن هدفه تحويل لبنان إلى جمهورية إسلامية، لكنه تبنى منذ فترة طويلة الواقعية النفعية، بأنه لا يمكن لقطاع واحد أن يسيطر على المجتمع اللبنانى المتنوع دينياً.

فحزب الله يلعب بدرجة كبيرة بقواعد الجمهورية اللبنانية: فلقد تقبل هزيمته فى الانتخابات اللبنانية البرلمانية بداية الشهر الجارى. لكن يظل هناك درجة من الإيمان الأعمى لدى أنصار حزب الله الذين قد يفعل الكثير منهم أى شىء قد يطلبه منهم زعيمهم نصر الله بما فى ذلك الحرب المقدسة والشهادة وتصويب أسلحتهم نحو أشقائهم اللبنانيين من أجل حماية مقاومتهم.

فى الحقيقة، يبدو أن الأزمة فى إيران عمقت الحساسيات الطائفية والسلطوية لدى بعض الشيعة اللبنانيين. فقد أظهر استطلاع أخير أن سكان الضاحية الجنوبية ببيروت والتى تعد معقل حزب الله، يؤيدون بشكل كاسح الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، ليس فقط لوقوفه فى وجه الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن أيضا باعتباره بطل الشيعة اللبنانيين. ولم يكن هناك كثير من الدعم للثورة التى يقوم بها موسوى وأنصاره.

إيران بنت نفوذها الإقليمى على إظهار نفسها فى صورة متناقضة مع الأنظمة العربية التى وقفت لا حيلة لها عندما دخلت الدبابات الأمريكية بغداد أو عندما دخلت الدبابات الإسرائيلية إلى غزة. ربما تفقد صورتها بعضا من بريقها فى الشوارع العربية إذا دخلت الدبابات الإيرانية شوارع طهران.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة