"عالم السيوف" هو اسم ورشة عم سلامة إبراهيم 49 سنة، التى بدأت رحلته مع السيوف منذ أكثر من 40 عاما، عندما كان طفلا فى السادسة من عمره، واصطحبه والده الحاج إبراهيم السياف أشهر صانع سيوف بالجمالية إلى الورشة، ليدهشه بريق السيوف ولمعانها منذ الوهلة الأولى، فتعلم بدايات الصناعة على يديه، ثم أعطاه قطعة من المعدن وطلب منه أن يصنع سيفا. وحين تمكن من صناعة أول سيف فى حياته، قرر أبوه حفر اسمه على السيف، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره أصبح يتولى مهام الورشة بمفرده بعد أن توفى والده.
يقول عم فتحى "هذه صنعة صاحبة تاريخ عظيم، له طعم ورائحة، زمان كان الإقبال على الشراء كبيرا للغاية، وكنا نقوم بالتصدير لبعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات وعمان وقطر والبحرين، وكذلك الدول الأجنبية مثل: ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وكان سعر السيف قديما يتراوح من 10 إلى 50 جنيها، أما الآن فقد قفز السعر إلى 800 جنيه وصولا إلى عشرة آلاف جنيه للسيف إذا كان مرصعا بالذهب الذى يفضله العرب لاقتنائه فى أغلب الأحوال، بينما الأكثر تداولا هو السيف المطعم بالفضة.
نموذج آخر نادر يشبه نموذج عم سلامة، فى "ورشة العربى لصناعة السيوف" بشارع الجيش التى أنشاها الحاج "عربى" منذ حوالى 25 عاما، وبها نوع آخر من السيوف التى تصنع من النحاس، وألوان من الخناجر التى تصدر إلى الدول العربية والأجنبية.
ويروى تامر العربى ابن صاحب الورشة قصته من البداية مع السيوف، يقول "أعشق تلك المهنة منذ نعومة أظافرى والتى ورثتها عن والدى وأجدادى، حيث انبهرت بلمعان السيوف وبريقها، وقررت أن أتعلم المهنة وأتقنها واعتدت أنا وشقيقى إسلام فى الذهاب يوميا إلى الورشة لمتابعة والدى، الذى احتضننا، وتعملنا كل أصول المهنة فى ورشتنا".
ويضيف قائلا "إن المهنة تدهورت إلى أبعد الحدود، وتزداد سوءا يوما بعد الآخر والسبب فى ذلك أن الإقبال ضعيف، والسوق هو الذى يتحكم فى المهنة، حيث إننى أقوم بعرض كل ما أنتجه فى البازارات السياحية، لكن إقبال السياح على شراء سيوف الزينة يقل". وعن استخدامات السيوف يقول تامر "السياح يشترونها للزينة ويستخدمها بعض العرب فى الرقص والاستعراضات، والمصريون يشترونها للثمثيل فى المسرح والسينما، وبخلاف ذلك فإن السوق فى حالة ركود تام ولا يبشر بأى خير، وأنا لا أنوى أن أعلم أولادى هذه المهنة لأنها تحتضر.. أصبحت الخامات غالية جدا ومكلفة مما يجعلنا نضطر إلى رفع السعر وخاصة السيوف المطلية بماء الذهب والفضة والتى يصل ثمنها إلى مئات الجنيهات، فضلا عن اقتحام المنتجات الصينية وغزوها للسوق المصرى، بما فيها السيوف المقلدة رخيصة الثمن، مما جعل الإقبال يتزايد عليها نظرا لرخص ثمنها وتوفرها، حيث لا يدرك الكثيرون الفرق بيننا وبين الصينى، وهذا أثر بالطبع على المهنة والزملاء، وقلص عدد الورش فى السنوات الأخيرة من حوالى 1000 ورشة إلى 150 ورشة، مما يعنى انقراض المهنة نهائيا فى الأيام القليلة القادمة".
ويقول تامر "لا أستطيع أن أنسى الفترة المضيئة فى ازدهار المهنة حينما كنت أعمل بتوجيه والدى وتحت إشرافه، وكان يقوم بطرح الفكرة علىّ أنا وشقيقى ثم نقوم بتنفيذها، وكنا نسمى السيوف بأسمائنا".
صناعة السيوف.. فى طريقها للانتهاء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة