سيدتى زمن "العصفورة قالتلى" انتهى

الأحد، 21 يونيو 2009 04:18 م
سيدتى زمن "العصفورة قالتلى" انتهى التكنولوجيا استحدثت نوع الطفل الساذج ليصبح أكثر ذكاء ودهاء
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العصفورة "قالتلى" عبارة تكررها الأم لأطفالها يوميا، منذ قديم الأزل وحتى الآن حتى بعد أن اجتاح الإنترنت والفضائيات عقول أطفالنا إلا أن كثيرا من الأمهات تصر على ترديد نفس الكلام، وهو ما يستوقف عقل الطفل مرددا لها السؤال الأكثر دهاء "ماما هيه العصفورة بتتكلم؟".

وهنا تقع كثير من الأمهات فى أخطاء التبرير المغلوط الذى يضعهن فى موضع لا يحسدن عليه أمام أطفالهن، وهو ما أكدته الدكتورة هبة العيسوى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسى "عصر الطفل الساذج الذى يستهان بقدراته العقلية انتهى، فالكمبيوتر والإنترنت والدش أفرزوا للمجتمع طفلا حديثا له سمات مختلفة لم نتعارف عليها من قبل، الطفل أصبح له فكر، فلا يمكن أن نتعامل معه على أنه "عبيط" أو "غبى"، لابد أن يتغير أسلوب تعاملنا مع الأبناء ويكون الثقة بالنفس من أهم ما تهدف الأسر لغرزه فى الصغار من خلال تنشئة سليمة وسوية.

وعلى الآباء أن يدركوا أن عقلية أطفالهم لم تعد محدودة مثل أيام زمان، حيث أصبح الطفل يتعرض لمؤسسات تربوية مختلفة تبدأ من الدش والفضائيات وتنتهى بالإنترنت مرورا بالمدرسة والأهل والجيران والأصدقاء، وإن كان أطول وقت هو الذى يقضيه الصغير أمام التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر، وهذا ما جعل عبء التربية أصعب على الأهل، حيث أضيفت مهمة تصليح الأفكار التى يتعرض لها الطفل من وسائل الاتصال المختلفة إلى مهمات تنشئته على القيم والأخلاق.

وتشير الدكتورة هبة إلى أسلوب معالجة أخطاء الأطفال من خلال منهجين، الأول يعتمد على الطريقة المباشرة التى توجه الأم فيها الطفل إلى ما صدر منه من أخطاء، والتنبيه عليه بعدم حدوث ذلك مستقبلا، أما الثانى فيعتمد على التوجيه غير المباشر من خلال تغليف النصيحة فى قالب قصصى أو حدوتة، أو كأن تحكى له موقفا حدث بين إحدى صديقتها وابنها وكان تصرف الصديقة كذا وكذا، وكان العقاب الحرمان من الجلوس على الإنترنت مثلا أو التعرض لأى عقاب آخر قد تراه الأم مناسبا، ولكن دون "الترهيب بالنار" وربنا "هيشويك فى النار"، وغير ذلك من أنواع العقاب التى ترهب الصغير بمجرد سماعها، أو أن تروى الأم الموقف على أنه حدث بين الحيوانات والطيور.

وتحاول الأم دائما احترام عقلية طفلها فى التفكير وتطرد هذه العصفورة "الفتانة" من المنزل، وإن كان فى هذه الطريقة حفاظ على كبرياء الطفل وعدم جرح كرامته، بل إعطاؤه " كبسولة مركزة " من الأخلاق والقيم مع تصحيح لمفاهيم توقع بفكره البسيط أنها جميلة.

وتذكر الدكتورة هبة أن كثيرا من الأمهات يقعون فى خطأ كبير عندما يواجهون الطفل بأن جدتهم أو إحدى خالات الطفل أو عماته وشت به فى تصرف ما، فيبدأ الطفل فى النفور من هذا الشخص أو كان سببا فى تعرضه للعقاب، وتتكسر بعدها مصادر الثقة بين الصغير وتلك "الفتانة" من وجهة نظره، وعلى الأم ألا تبيح بمن علمها بتصرف الطفل الخاطئ حتى يظل الطفل محبا لأقربائه، خاصة الذين تثق الأم فيهم، ويقع على عاتقهم مساعدة الأم فى التربية، وهم يمثلون للصغير قدوة ومثل أعلى ومرجعية له فى معرفة التصرفات السليمة من الخاطئة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة