من أفقر 100 قرية فى مصر..

الجبل بقسوته يحتضن قرية أبجاج الحطب بالمنيا

السبت، 20 يونيو 2009 05:00 م
الجبل بقسوته يحتضن قرية أبجاج الحطب بالمنيا الفقر يدفع شباب قرية الجبل إلى عبور الحدود المصرية الليبية للعمل فى ليبيا
كتب محمد عبد العاطى ويمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن يخطر فى بالك يوماً أن تزور تلك المنطقة، التى قررنا الذهاب إليها، فهى لا تدخل ضمن المناطق السياحية ولا تلك التى تذهب إليها رحلات السفارى، إنها ببساطة من أفقر مائة قرية فى مصر طبيعتها الرملية توحى لك أن قدميك هى القدم الأولى على هذه الأرض، فلا توجد أى دلائل على وجود حياة حقيقية، فالجبل الذى تأخذ القرية اسمها منه يشعرك أنك أمام أرض بكر لم تلمسها يد بشر.

قرية أبجاج الحطب أو كما يطلق عليها سكانها "قرية الجبل" تتبع مركز مطاى وتعد من أفقر قراها، فسكانها الذى يتعدى عددهم الخمسين ألف نسمة يعيشون جميعاً تحت خط الفقر وسط نسبة بطالة عالية تزيد عن 15%، حيث الطبيعة الجبلية تجعل الإنتاج الزراعى هزيلاً، مما يدفعهم إلى عبور الحدود المصرية الليبية للعمل فى ليبيا.

تلك القرية التى نسيتها خطط الحكومة التى تتحدث ليل نهار عن تنمية الصعيد تغيب عنها البنية التحتية الأساسية والمرافق باستثناء عدد قليل من المدارس لا ينتظم بها المدرسين لبعدها الشديد عن الحضر وصعوبة الحياة فيها، مما جعل نسب الأمية فيها تتخطى الـ 42%.

ويعتمد سكان القرية على مياه الآبار، مما يجعلهم عرضة لأمراض الكلى لسوء حالة المياه، بينما لا يوجد مستشفى إلا فى مركز مطاى، أى على بعد نصف ساعة تقريباً من القرية، وكذلك بالنسبة لنقطة الإسعاف والإطفاء "لو البلد ولعت.. عقبال ما المطافى توصل تكون القرية كلها اتحرقت"، قالها الدليل الذى كان يقود بنا السيارة إلى الجبل.

قوافل جمعية رسالة للأعمال الخيرية بشبابها المحب للخير كانت أول من اخترق هذه القرية فى محاولة لمساعدة أهل هذه القرية شديدة الفقر.

5 ساعات كاملة استغرقتها رحلتنا من القاهرة إلى مركز مطاى بالمنيا، بعدها كانت السيارة النصف نقل هى وسيلة المواصلات الوحيدة للوصول إلى الجبل.

لكن دخولك إلى القرية دون الاستعانة بدليل يجعل مصيرك محصوراً ما بين أمرين إما الضياع وسط الصحراء أو الوقوع فريسة ثمينة للحراس الموزعين على منازل القرية لتأمينها، إنها كلاب الحراسة الهائجة التى تبدأ معزوفتها الخاصة بمجرد مشاهدة أى غريب، والتى أخذت تطارد سيارتنا.

ونسه وراضية وذهب أسماء البيوت شديدة البدائية فى الجبل، فأغلب سكانه من الأرامل التى غاب عنهن أزواجهن ولم يعد لهن أى عائل أو عائد مادى، ومع ذلك تلمس فيهن قدراً كبيراً من التعفف.

فرغم الفقر الشديد الذى يجعل حياتهم شديدة البدائية، إلا أنهم لم يتجمعوا حول عربات رسالة المحملة بالمساعدات، كما يحدث فى أى من مناطق القاهرة الشعبية.

بل إن البعض رفض المساعدة، حيث فوجئنا بعد دخولنا لبيت سكينة البسيط الذى يخلو إلا من أربع جدران تعيش فى ظلها وحدها بعد أن سافر أولادها إلى خارج البلد تصرخ فى جيرانها بلكنتها الصعيدية: "لا تتسولوا من أجلى، أنا مش شحاتة، ولادى حيرجعوا قريب".

أحلامهم بسيطة تتلخص فى السفر لليبيا على أمل العودة بالأموال، التى لن تغير حياتهم كثيراً وأن كانت ستخلف لديهم شعوراً بالأمان، فالحلم قد يتشكل فى أحد البيوت من سقف يظلهم لا تتسرب منه أمطار ورياح الشتاء، أو بامتلاك حمام خاص داخل البيت.

ومع غياب الشمس لم يبقَ غير ضوء القمر الخافت يضىء لنا طريق العودة من الجبل تاركين خلفنا قرية غابت عن الناس واحتضنها الجبل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة