نشر موقع الحوار المتمدن مقالاً للكاتب صلاح الدين محسن فى 12 يونيو 2007، تحت عنوان "هؤلاء يعرفون معنى النكسة" جاء فيه:
• الفتيات اللائى كن مخطوبات فى عام 1967 وزفافهن متوقف فقط على انتهاء العريس من أداء واجب الجندية والعودة من الجبهة بالنصر والسلامة.. فعاد إليهن العرسان ملفوفين بعلم مصر شهداء.. هؤلاء هن اللائى يعرفن معنى نكسة 1967.
• الرجال والنساء الذين عمرهم الآن (40 عاما)، وكانوا أطفالاً رضعاً فى عام 1967، واستشهد آباؤهم فى جبهة القتال فى يونيه 67، ولم يروا آباءهم ولا يعرفون عنهم إلا ما تحكيه لهم أمهاتهم وبعض الأقارب.. هؤلاء يعرفون معنى النكسة.
• الرجال والنساء الذين عمرهم الآن (50 سنة) وكانوا وقت حرب يونيه 67 فى العاشرة من العمر، واستشهد آباؤهم فى المعركة ولا يزالوا يتذكرون آخر مرة رأوا فيها آباءهم، يوم ودعوهم وقبلوهم القبلة الأخيرة.. وقالوا لهم: أدعوا لنا بالنصر والعودة سالمين غانمين، وذهبوا ولم يأتِ النصر ولا أتى الآباء لأولادهم مرة أخرى.. هؤلاء يعرفون معنى نكسة 67.
• الذين هدمت بيوتهم من أهالى مدن القناة، ففروا إلى القاهرة وباقى مدن مصر يستجدون الغذاء والإيواء.. هؤلاء يعرفون معنى نكسة 1967.
• الذين أنهوا دراساتهم وتخرجوا فى عام النكسة وسألوا عن الوظيفة فقيل لهم: ما فيش تعيينات ولا وظائف إحنا فى نكسة والبلد موقوف حالها، ولا تقولشى إيه إديتنا مصر، وقول ح ندى إيه لمصر.. هؤلاء يعرفون معنى نكسة 67.
• النساء اللائى خلعن مصاغهن وقدموا ما لديهن من حلى.. لأجل ما سمى وقتها بـ "المجهود الحربى ولإزالة آثار العدوان" – تلبية لمناشدة أذناب وأعوان وإعلام القيادة التى جلبت لمصر الهزيمة والنكسة – بل الهزائم والنكسات ـ.. هؤلاء النساء فقدن مصاغهن، كما فقدت مصر سيناء وقتها، وفجعت فى 25 ألفاً من فلذات أكبادها بين قتيل وجريح وأسير.. هؤلاء النساء تعرفن معنى النكسة.
• الذين عندما سمعوا خطاب عبد الناصر بالتنحى عقب الوكسة، انفجروا باكين، لأنهم اكتشفوا سراب وكذب وعود الحاكم الديكتاتور عبد الناصر وزملائه الضباط لصوص القصور الملكية، ولصوص القطاع العام.. فلا تحرير لفلسطين بل ضياع سيناء! ولا وحدة عربية! ولا عودة بالسلامة لأولادنا من الجبهة..
• الذين لا يزالون يمشون بساق خشبية بعد فقدان سيقانهم فى نكسة عبد الناصر وشيخ الخفراء الذى أمسكه عبد الناصر قائداً للجيش! - عبد الحكيم عامر - وباقى زملائهما.. هؤلاء الذين انفجروا بالبكاء وقت علمهم بالخبر والتنحى، هم يعرفون معنى نكسة 67.
• الذين شاهدوا زملاءلهم من الجنود فى المعركة، بينما طائرات العدو تحصدهم حصداً.. هؤلاء يعرفون معنى النكسة.
• الذين شاهدوا زملاءلهم من الجنود، بعد أن أصيبوا، وهم يحتضرون حتى الموت، هؤلاء يعرفون معنى النكسة.
• الذى دفع ما كان يدخره لبناء شقة فى بيته ليزوج فيها ابنه بعد شهور قليلة ويكون معه فى نفس البيت، ثم وقعت النكسة وفوجئ بأحد المهاجرين من مدن القناة يفتح الشقة المغلقة بالقوة ويسكنها، فلم يقدر على الاعتراض، حيث كان ذلك بأمر من القيادة: من يجد من المهاجرين، شقة مغلقة يفتحها ويسكنها.. هذا وأمثاله يعرفون معنى نكسة 67.
هؤلاء هم فعلاً الذين يعرفون معنى نكسة – فجيعة مصر وشعبها – فى 5 يونيه 1967.
أما الذين لا يتذكرون شيئاً عن النكسة سوى عبد الحليم حافظ وبليغ حمدى وهم يعسكرون باستوديوهات التليفزيون ليغنوا الأغانى.. ومن لا يعرفون سوى الحرص النزق على إذاعة أغانى النكسة وبطل النكسة، ويتمايلون طرباً وانسجاماً وهم يستمعون لتلك الأغانى..! فهؤلاء لا يعرفون شيئاً عن النكسة، وهم آخر من يجوز له الحديث عن النكسة، بل هم وأمثالهم جزء من نكسة 67، وهم من أسباب نكسات مصر التى يعيشها المصريون حالياً.
لا يعرف معنى النكسة إلا الذين اكتووا بنارها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة