◄الشكعة وبيومى والأطرش اتفقوا على «شهادة» الضحايا وتأثيم من يلقى بنفسه فى التهلكة
وسط كل هذا الجدل الدائر بين علماء الدين حول تأجيل العمرة أو إلغاء الحج هذا العام، خوفا من انتشار عدوى أنفلونزا الطيور، كان طبيعيا جدا أن يولد هنا مصطلح جديد وهو «فقه الأزمة» ليحل كل هذه التعقيدات الناتجة بين تطلع الناس لممارسة الشعائر والوقاية من المرض فى الوقت نفسه.
غير أن السؤال عن مدى شرعية إلغاء الحج والعمرة ليس السؤال الوحيد الذى يتبادر إلى الأذهان، حيث يبرز سؤال آخر: هل المتوفى جراء الإصابة بأنفلونزا الخنازير يحتسب عند الله من الشهداء؟.. ومتى يتحول شهيد الأنفلونزا إلى منتحر آثم؟
الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية أكد أن ضحايا أنفلونزا الخنازير من المسلمين شهداء، مضيفا لـ«اليوم السابع» أن القاعدة الفقهية تقول إن ضحايا الأوبئة ينالون شرف الشهادة، وإن كانت ليست فى مستوى شهادة الجندى الذى يقتل فى الجهاد فهذه هى أعلى درجات الشهادة أما غيرها مثل الغريق والحريق وضحية الوباء فهذه درجات من الشهادة دونها.
الشكعة شدد أيضا على ضرورة ألا نستسلم لهذه النتيجة أو نركن إليها فنحن مطالبون بمقاومة المرض وعلاجه والتماس كل السبل للقضاء عليه وأضاف قائلا «لا ينبغى للمسلم إذا عرف أن هناك وباء أن يغامر ويذهب للحج فهو بذلك لن يكون شهيدا، بل إنه يلقى بنفسه إلى التهلكة وهى درجة أقرب للانتحار وليس الشهادة».
الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر أكد أن من يموت بهذا المرض من المسلمين فهو شهيد لأن هذا يندرج تحت من قال عنهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) «من مات بمرض فى بطنه ومن مات إثر حادثة من الحوادث ومن مات غريقا أو حريقا».. لكن الأطرش يختلف مع من يقولون بأن من يذهب إلى العمرة ثم يموت هناك جراء إصابته بمرض أنفلونزا الخنازير يعد منتحرا، فهو يرى أنه آثم فقط لأنه ألقى بنفسه فى التهلكة لكن لا يصل الحد إلى تسميته منتحرا، لأنه مات بمرض، والمرض هو جند من جنود الله يسلطه على من يختار من عباده.
وقريبا من هذا الرأى قال الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية إنه لا حرج على فضل الله فى الحكم على ضحايا أنفلونزا الخنازير بالشهادة أو عدمها فإن دخول الجنة أو النار هى أمور بيده سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أن الانشغال بهذا لا يجب أن ينسينا أن الوباء خطير، النجار رفض القطع بالقول بأن من يذهب للحج بعد أن يتم تحذيره يكون منتحرا، فهو يرى أن هذا الفعل يلزمه النية، وقاعدة الشرعية هنا تلزمنا بترجيح جانب العفو عن جانب الإصابة. ومن جانبه اتفق الدكتور عبدالمعطى بيومى عميد كلية أصول الدين السابق مع رأى «الشكعة» قائلا: القاعدة الشرعية تدلل فعلا على أن الذى يموت بأنفلونزا الخنازير شهيد مثله مثل الذى يموت بالطاعون، وإن كان ليس كشهيد القتال، إلا أنها لا تخرج عن كونها درجة من درجات الشهادة، بيومى أيضا ربط هذا الأمر بما أسماه ضرورة الأخذ بالأسباب «قائلا: ليس معنى أن ضحية هذا الوباء شهيد أن نترك أنفسنا للموت به فالرسول نهى عن تمنى لقاء العدو، فما بالنا بالاستسلام للوباء.
لمعلوماتك...
◄3 عدد الحالات المصابة بأنفلونزا الخنازير فى المملكة العربية السعودية ليس من بينهم مواطنون سعوديون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة