هل العذرية هى قطرات حمراء أم سلوك؟!
سؤال أثير ويثار دائماً، خاصة بعد انتشار ظاهرة فحص العذرية فى المجتمع الأردنى، حيث يسجل المركز الوطنى للطب الشرعى هناك 1200 حالة فحص سنوياً لفتيات يجرين الفحص مع صديقات أو أمهات وحالات أخرى لشباب مع ذويهن لا يتزوجون، إلا بعد أن يتأكدوا من سلامة غشاء البكارة للفتاة التى تقدم لخطبتها!
فما هو مدى تقبل الثقافة الاجتماعية للأمر، وهل يمكن أن يبنى الزواج على الشك وعدم الثقة؟ وإلى أى مدى يمس هذا الأمر كرامة الفتيات وأسرهن؟ وماذا لو كانت الفتاة قد أخطأت بالفعل وتم رتق غشائها بعملية جراحية أفتى البعض من العلماء بجوازها؟!
تقول الدكتورة هبة ياسين، خبيرة العلاقات الزوجية، "هذا أمر غريب بالفعل، فالخطيب لايزال غريبا عن خطيبته، وليس له الحق فى الخوض فى أمور لا يجوز التعامل معها إلا بعد الزواج، حيث يجب أن تكون فترة الخطوبة فترة تعارف من الطرفين لسلوكياتهما وطريقة تفكيرهما، وأسلوب مواجهة المشاكل التى قد تعترض الحياة الزوجية مستقبلا، ولكن أن ينظر إلى الزواج بهذه الإهانة والتحقير لآدمية المرأة، فهذا شىء يجب أن تخجل منه المجتمعات الشرقية".
وفى العموم "البنات المنحرفة" لديها من الأساليب التى تجعلها فى نظر الآخرين ونظر خطيبها شريفة وعفيفة، ولديها من الخبرة الكثير فى أن تظهر للجميع أنها "الحياء بعينه"، وأى علاقة خاطئة قد أقامتها يمكن معالجتها ومداراتها قبل الزفاف، والآن أصبح هذا الأمر شائعا ولا يخفى على هذه الفئة من البنات.
وتوجه الدكتورة هبة عدة تساؤلات إلى" المتفذلكين": متى سيتم توقيع هذا الكشف؟ وهل إذا لم تتوج الخطوبة بالزفاف ماذا سيكون شعور الخطيبين؟ وهل ستتعرض الفتاة لهذا الأمر مع كل من يتقدم لها؟ وماذا لو أن الخطيب الذى لم يكمل الزيجة حاول أن ينم على خطيبته ويدعى عليها ما ليس فيها خاصة أنه شاهد على الكشف الطبي؟
ويرفض الدكتور على ليلة، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس، هذه البدعة، ويشدد المسئولية على الفتاة محور الموضوع، ويلزمها بأن تقف فى وجه هؤلاء المنحلين وتصمد بكبرياء وتعلى مبدأ الرفض لهذا الأمر على مبدأ الاهانة "وهى جوازه والسلام"، ويجب عليها الاعتزاز بكرامتها وآدميتها، وتكون ثقتها بنفسها أكبر من هذه المهاترات، وعلى المجتمع أن يتعامل معها على أنها كائن كرمه الله، ولا يمكن لأحد أن يهينه.
ويجب على المجتمع أن يعلو فوق هذه الثقافة السطحية ويرفض هذا الأمر كلية، ويقف ضده قبل أن يبدأ، ولا يمكن أن تبنى علاقة هامة مثل الزواج على عدم الثقة والقدح فى أخلاق شريكة الحياة، فمن يشك فى الفتاة التى يتقدم لخطبتها الأفضل له ولها وللمجتمع كله ألا يرتبط بها أساسا، إن هذه الفتاة سوف تصبح أما لأبناء وسوف يقع على عاتقها مسئولية تربيتهم وتوجيههم، فكيف تبدأ الحياة الزوجية، وهى فى موضع الشك ومتهمة بالانحراف إلى أن يثبت العكس، إن هذه الفكرة سوف تقود مجتمعاتنا إلى مجاهل غريبة ليست لها أى علاقة بالدين أو الأخلاق التى تربينا عليها وألفها الجميع.
تقاليع جديدة تحط من كرامة المرأة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة