الساعة البيولوجية للجسم موجودة فى مخ الإنسان، وهى آلية شديدة الحساسية تعمل على مدار 24 ساعة فى اليوم، هذه الآلية تتدخل فيها عوامل الوراثة، وتتحكم فى عملها كما تتحكم هى فى كثير من التغييرات الفسيولوجية فى جسم الإنسان، مثل النوم والاستيقاظ والتمثيل الغذائى، وهى قادرة على استشعار التغيرات المحيطة بالإنسان. وسلامة الفرد فى المحافظة على دقة الساعة البيولوجية، لأن أى اضطراب فيها يسبب كثيرا من المشكلات، مثل الأرق والاكتئاب وأمراض القلب واختلال الجهاز العصبى.
وتشير الدكتورة شهيرة لوزة استشارى طب النوم، إلى أن الساعة البيولوجية شديدة الحساسية للضوء، حيث تعطى رسالة أثناء النوم فيستشعر الإنسان برغبته فى الاستيقاظ، وتغيير أوقات النوم تحدث خللا فى عمل الساعة، فتصبح شبيه بساعة اليد ممكن تأخر أو تقدم، وهذا يتضح عندما يغير الفرد مواعيد نومه، كالمسافر إلى دولة بينها وبين البلد التى يعيش فيها فرق توقيت، أو الإنسان الذى يعمل فى غير مواعيد العمل الاعتيادية يجد نفسه فى حالة عدم اتزان، وفى هذه الحالة تنصح الدكتورة شهيرة أن من يعمل ليلا عليه أن يراعى قدر استطاعته أن يكون التغيير متمشيا مع عقارب الساعة، فمثلا إذا عمل الشخص 4 أيام ليلا يأخذ إجازة لمدة يومين ثم يعود إلى العمل صباحا 4 أيام أخرى.
وتضيف الدكتورة شهيرة إلى أن المراهقين وكبار السن، من أكثر الفئات التى قد يحدث لديها خلل فى وظائف الساعة البيولوجية، حيث يحب المراهق –عادة – أن يسهر كثيرا ويصحو متأخرا، ويظل هكذا إلى أن يضبط مواعيد نومه واستيقاظه، إلا فى بعض الحالات التى تتدخل فها العوامل الوراثية، فيمكن أن يصبح "كائن ليلى" يحب النوم متأخرا والاستيقاظ كذلك، أما بالنسبة لكبار السن فهم على العكس، حيث ينامون مبكرا فى الساعة السابعة ليلا ويستيقظون فى منتصف الليل ويعتبرون أنفسهم "صاحيين بدرى".
وأثبتت الدراسات أهمية نوم القيلولة الذى يخلد فيه الإنسان إلى الراحة بعد عودته من العمل، ما بين الساعة 4 – 6 عصر، ويكون ما بين فترة ربع الساعة إلى ساعة إلا الربع، وهذا لا يتعارض مع ساعات النوم الذى يجب أن ينامها الإنسان ليلا، وهى تقدر باحتياج كل شخص، المهم ألا تقل عن 5 ساعات ولا تزيد عن 11 ساعة كل ليلة، وتكون فى ميعاد ثابت.
الساعة البيولوجية.. ترتبط بتغييرات البيئة المحيطة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة