مشهد يتكرر فى نهاية كل دورة برلمانية، يبحث فيه بعض نواب المعارضة عن أسهم جديدة تزيد من شهرتهم داخل المجلس قبل انتهاء دورته بعدة أشهر لتمنحهم الفرصة للحفاظ على مقاعدهم فى الدورة المقبلة، تلك الأسهم هى الهجوم على حزب "الوطنى" كممثل للنظام رغم أن المعارضة خلقت للاعتراض على القرارات الخاطئة التى تقرها الحكومة، إلا أن هؤلاء النواب لم يعد أمامهم سوى المعارضة من أجل المعارضة.
ربما كان التفسير المفاجأة هو ما قالته نائبة الوطنى جورجيت القلينى إن بعض هؤلاء من نواب المعارضة يكون ولاؤهم إلى الوطنى، حيث يوافقوا على كل اقتراحاته وأفكاره خلال الجلسات البرلمانية، من بينهم خلال الدورة الماضية كان خالد محى الدين مؤسس حزب التجمع، منير فخرى عبد النور سكرتير عام حزب الوفد وأبو العز الحريرى القيادى بحزب التجمع، وعن أسماء النواب الحاليين، رفضت النائبة ذكر أى من الأسماء قائلة "المواطنين والإعلام لديهم الذكاء لمعرفة تلك الشخصيات" فيما أوضحت أن الجزء المتبقى من نواب المعارضة يكون بينه وبين بعض أعضاء الوطنى والتى وصفتها القلينى بأنها "صفقات سياسية".
النائب المستقل جمال زهران أكد أن ما يدور الآن ما بين أغلب نواب المعارضة ونواب الوطنى داخل البرلمان بأنه "سيناريو" يتكرر فى نهاية كل دورة برلمانية، وإن اختلف هذا العام، حيث شهد المجلس حماسا غير عادى عند كل من الطرفين، لكنه اقتصر هذا النشاط فى بداية الدورة البرلمانية وفى نهايتها فقط عامه الأخير، حيث يبدأ نشاط الزائد لأغلب النواب الذين يبتعدوا عن واجبهم فى تقديم المساعدات والخدمات إلى أهالى دوائرهم طوال فترة الدورة البرلمانية ليقتصر جهده لمصلحتهم الشخصية.
موضحا أنه الشهور الأخيرة من الدورة البرلمانية يسعى كل من تلك الطرفين فى إبراز جهوده بتقديم الخدمات إلى أهالى دائرتهم خاصة نواب المعارضة الذين يبحثون عن الإعلام والفضائيات من أجل إظهار أعمالهم إلى الجميع، فى حين يتركز عملهم طوال الدورة فى السفر إلى الخارج تبعا للبرلمان دون التركيز فى استخدام قوته فى تفجير قضايا تهم المواطنين، بخلاف آخرين يتغيبوا لأسابيع عن الجلسات البرلمانية لأسباب عديدة منها المصلحة الشخصية وإدارة الأعمال الخاصة.
وأضاف زهران أنه بالنسبة لنواب الوطنى فعملهم داخل المجلس لا يذكر، خاصة وأن معظم الإنجازات التى تقوم بها الحكومة تنسب إلى الكثير من نواب الوطنى، وذلك نتيجة لدور الولاء والنفاق الذى يقوم به معظم نواب الوطنى تجاه الحكومة.
أما النائب الإخوانى صبحى صالح فأكد أن هذا الوضع لم يقتصر على رجال المعارضة فقط، ولكن على عدد من نواب الوطنى أيضا، موضحا أن مثل هذه الأعمال لا تقتصر على المجلس فهناك معايير للمواطنين تختلف عن المعايير التى يقاس عليها النائب داخل المجلس وقد وصفه بأنه "شو إعلامى لا أكثر"، مضيفا أن هناك بعض نواب الوطنى يفوزون كل دورة دون أن يراهم
أحد داخل المجلس.
فيما أوضح الدكتور ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن ما يحدث فى نهاية بأنه "عادة"، فمن الطبيعى، على حد قوله، أن يكون نواب المعارضة معارضين للحكومة وليس العكس، وهو ما دفعة إلى وصف تلك الأحداث قائلا "ربنا ما يقطع لهم عادة" .
معلومة:
شهر أغسطس بداية إجازة الدورة البرلمانية القادمة.
نواب المعارضة يستيقظون مع نهاية الدورة البرلمانية برفع أصواتهم ضد الحكومة.. صبحى صالح يعتبرها "شو إعلامى" ورشوان يقول "ربنا ما يقطع لهم عادة"
الإثنين، 15 يونيو 2009 10:24 ص