د.حمزة زوبع

عفواً (إيران) خارج نطاق الإصلاح!

الإثنين، 15 يونيو 2009 10:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد الأول
كان مشهدا وحشيا ينم عن عقلية متأخرة تعود بجذورها إلى ما قبل القرون الوسطى، عشرات الرجال من الحرس الثورى يضربون شبابا فى عمر الزهور اعترضوا على نتائج الانتخابات التى جرت مؤخرا ... كانت الهراوات تتساقط على رؤوس وظهور الشباب تساقط المطر وأين؟ فى جمهورية إيران الإسلامية وليس فى الصين أو روسيا أو حتى مصر التى عرفت هذه النوعية من التعاملات خلال الانتخابات الأخيرة عام 2005، رغم أنها فى نظرى كانت الأقرب إلى النزاهة عبر تاريخ مصر السياسى.
كنا نتوقع معاملة إسلامية تليق باسم الجمهورية وثورتها، لكننا فوجئنا بعصبية شديدة واستعداد مسبق لقمع كل من يخالف أهل السلطة، أين الرحمة والإسلام يا بلد الإسلام؟

المشهد الثانى
وزير الداخلية يخرج على الهواء وبعد أن أعلن فوز نجاد عاد ليؤكد أن الأمر كله بيد المرشد الأعلى للثورة، المفترض أن هناك لجنة عليا للانتخابات هى التى تعلن النتائج وتقبل الطعون ولا دخل هنا للداخلية ولا المرشد الأعلى، لكن فى بلد تتداخل فيه وتتعدد طبقات الحكم لا يملك أحدا أن يتجرأ باتخاذ موقف سيحسب له تاريخيا، ولكن من يبحث عن التاريخ وسط هذه المجموعات المختارة بعناية لخدمة النخبة الحاكمة.

المشهد الثالث
مراسل الجزيرة فى إيران يطل عبر شاشتها متحدثا عما يحدث وما قد يحدث مستقبلا ومؤكدا على قطع السلطات لجميع خطوط الهاتف المحمول (النقال)، وقبل الانتخابات بيوم قامت السلطات بمنع خدمة الرسائل عبر المحمول حتى تمنع التواصل بين مؤيدى المرشح الإصلاحى، ولتضمن عدم استخدام المحمول فى اندلاع ثورة يعمل أهل السلطة أنها قاب قوسين أو أدنى. هكذا تعمل النظم المستبدة تسيطر على كل شئ وتستحوذ على الثروة وتصادر الرأى وتقمع المعارضين والحجة دائما جاهزة (الحفاظ على استقرار الوطن)، الرسالة الوحيدة التى وصلت للعالم هى (عفوا إيران خارج نطاق الإصلاح)

المشهد الرابع
أحد المتحدثين من حماس قام بتهنئة إيران بفوز نجاد قبل أى حكومة فى العالم ويطالب العالم باحترام اختيار الشعب الإيرانى وكأنه يقول للمعارضة الإيرانية (نحن فى حماس ضدكم)، ولا أعرف ما الذى يمكن أن تجنيه حركة تحرر وطنى مثل حماس من هكذا تصريحات قد تضر ولا تنفع؟ وأهمس فى أذن قادة حماس: السكوت فى مثل هذه الحالات ليس من ذهب فقط بل من ذهب وفضة والماص وزبرجد وياقوت ومرجان.

المشهد الخامس
تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن اعتماد فوز نجاد ودعوة المعارضة للانصياع للقرار (العلوى) وعدم الانصياع وراء المخططات الخارجية. نفس الخطاب السلطوى المتبع فى كل بلد مستبد ونفس الاسطوانة المشروخة عن المؤامرة .. احترموا عقولنا قليلا أيها الملالى!

آخر السطر
كتبت غير مرة مشيدا بقدرة إيران على إدارة ملفاتها الخارجية ببراعة فائقة، ولكننى وفى ظل مشاهد البطش المؤسفة التى نقلت عبر شاشات العالم أقول إن مشهدا واحدا من مشاهد الاستبداد والبطش تلك يمحو كل الإنجازات مهما بلغت ...
ماذا يكسب النظام إذ كسب العالم وخسر شعبه؟؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة