نظرا للهجوم العنيف والضربات المتلاحقة التى تشنها جميع الشركات والمؤسسات باختلاف أنواعها، وما يتتبعها من آثار سيئة جدا على الشباب المتدرب لديهم بمختلف مستوياتهم الدراسية ومؤهلهم العلمى، رصد اليوم السابع الكثير من آراء هؤلاء الشباب التى تعبر عن حالة غضبهم الممزوج بالتعجب والضحك أحيانا مما يحدث لهم تحت شعار "أصل إحنا بنعيد الهيكلة".
"الوضع الخاااص.. الله يحرقه.. هو السبب فى اللى إحنا فيه"، هذه الكلمات باتت تتردد على لسان أى شخص تتحدث معه عن حقك الضائع، لتكون إجابته "معلش أصل ده ليه وضع خاص"، إذن فما هو المعنى اللغوى لكلمة الوضع الخاص؟. يعرف فى قاموس العمل بـ"واسطتى" وانتبه لياء الملكية فى كلمة واسطتى، وهى ضمير مستتر تقديره بابا أو ماما أو خالوا أو عمو. فإذا امتلكت هذا الضمير عزيزى الشاب تكون امتلكت الوظيفة التى تحلم بها، وتكون امتلكت هذا "الوضع الخاص".
فتذكر حسناء محمود (20 عاما)، حاولت أن أتدرب بإحدى الشركات والحماس للعمل الأول فى حياتنا ينبض فينا فيبدأون بإعطائنا "كلام فى الهوا.. وإحنا عيال بقة بنصدقهم"، وتحقق لهم العديد والعديد من العمل، وتفاجأ أن زميلتك "اللى أصغر منك ولسة جاية مبقلهاش شهرين" بتاخذ مرتب، واتثبتت وأنت لا والسبب "هى أنها وضع خاص".
"عــايز اشتغــل يا كبيــر.. ولو حتى فى سنتمــبر الجاى"، هل هناك شهر من شهور السنه التى نعيش فيه اسمــه "سنتمبر"؟ بالطبع لا وهذا هو سر استخدام الموظفين لها لكى يقولوا لك "لما تشوف حلمة ودنك بس بشياكة"، فهذه الجملة باتت علامة مسجلة حقوق الملكية الفكرية محفوظة للموظفين الحائزين على الدكتوراه فى علم ومبادىء "كيف تحبط اللى أمامك"، ومن البديهى أن يكون أحد الشباب الذى يرغب فى خوض تجربة العمل "بدرى شوية"، فإذا كان العمل بالواسطة، وهى حقيقة لا جدال فيها، فما بالك إذا كان التدريب أيضا فى معظم الأماكن بالواسطة، فيذكر نور أنه "غلط غلطة عمره وفكر يدرب" بأحد الأماكن، فذهب وسأل عن التدريب وكانت الإجابة "مبندربش حد تعالى لى سنتمبر الجاى"، وبعد ثوان معدودة يأتى شخص ويقول له "أنا من طرف مش عارف إيه علشان أدرب"، فإذ فجأة يتحول وجه الرجل العبوس إلى "أتفضل يا بنى ده أنت هتنورنا والله إحنا محتاجين ناس زيكم ده إحنا بنشحت الشباب!!"... لا يا راجل!!!.
"وكل ده وبرضه بنشتغل لله وللوطن"، فالشباب المتدرب عموما فى أى مكان يرضون "بقليله" لكى يكون لهم مكانا بعد ذلك، ولكن المشكلة تكمن فى إذا كان "قليله كمان مش عاجب"، فما هو الحل؟.. فأغلبيتهم يعملون ليل نهار فى شركات ومحلات ومؤسسات وبدون مقابل، وبدلا من تقدير هذه التضحيات وتشجيعهم يستغنون عن خدماتهم نهائيا، بحجة أنهم يشكلوا عبئا على المؤسسة.
ويقول عمرو (19 سنة)، إنه تدرب فى إحدى الشركات "اللى طلعت عين أهله"، فى العمل وعندما تخرج وحان وقت تعيينه وجنى ثمار شقاء سنوات التدريب، كانت النتيجة "أرسل لنا سيرتك الذاتية وهنتصل بيك"، ويضيف أنه مر الآن أكثر من 3 شهور ولم يتصل به أحد.
شباب الجيل ده:
بنشتغـل لله وللوطن .. وياريته عـاجب!
الجمعة، 12 يونيو 2009 11:27 ص
شباب مصر يعملون بالسخرة.. وياريت عاجب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة