الشباب السعودى يهرب من القمع لحرية الإنترنت

السبت، 09 مايو 2009 02:29 م
الشباب السعودى يهرب من القمع لحرية الإنترنت صحيفة لوفيجارو الفرنسية تحقق فى هروب الشباب السعودى من التربية الصارمة لحرية الإنترنت
عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تحقيق أجراه مراسل صحيفة لوفيجارو فى الرياض، ألقى الضوء على واقع الشباب السعودى، الذى تلقى تربية صارمة داخل مجتمع قائم على قواعد جامدة، والذى يسعى إلى الهروب منه بأشكال عديدة من بينها شبكة الإنترنت.

تشير الصحيفة إلى ظاهرة قيام عدد من الشباب السعودى، الذى تقل أعمارهم عن 25 عاماً بالتمرد على القواعد والمعايير الاجتماعية. الأمر الذى لم يعد حكراً على أبناء كبرى العائلات السعودية، التى تمتهن الأعمال التجارية، والتى تسنح لها الفرصة بالتنقل بين جدة ولندن ونيويورك، بل أنه بدأ يشق طريقه بين أبناء الطبقة المتوسطة من مدرسين وكوادر تعمل فى مجال النفط.
يدمن هؤلاء الشباب الحالم بالحرية الإقبال على الإنترنت والتليفون المحمول، وفى الوقت الذى يظلوا فيه مرتبطين بالدين، حيث لا يستطيع أحد فى المجتمع السعودى الإجهار بكونه ملحداً، فإن مظاهر الحياة العصرية تستهويهم أيضاً.

تستشهد الصحيفة برأى أحد الشباب السعودى، واسمه أحمد العمران، وهو صاحب أكثر المدونات السعودية قراءة Saudi Jeans، الذى يشير إلى كم التعليقات التى يتلقاها على مدونته، من الشباب السعودى، الذى يملك طموحات كثيرة وإرادة حقيقية فى التعبير عن ذاته، ومن ثم يقدم لهم الإنترنت تلك المساحة من حرية التعبير التى لم تكن متوفرة سابقاً.

يضيف أحمد، والذى منحه والداه تربية تمتاز بمساحة كبيرة من الحرية، وهو فى السنة النهائية فى كلية الصيدلة ويحلم باستكمال دراسته فى الولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك عدداً كبيراً من الشباب فى مثل ظروفه يتمنون الذهاب إلى الخارج ليعيشوا لفترة حياة شاب أو فتاة طبيعية. يقوم أحمد على مدونته بشكل دائم بانتقاد تجاوزات الشرطة الدينية فى السعودية التى تعمل على تضييق الخناق على أى شكل من أشكال التقارب بين الشباب والفتيات.

تضيف الصحيفة، أن المملكة العربية السعودية تظل مكاناً يصعب فيه العيش بالنسبة للشباب، حيث يوجد عدد ضئيل من النوادى الرياضية والقليل من وسائل الترفيه. وقد انعكس الضيق الذى يشعر به الشباب فى مظاهر عديدة بدءاً من توجه عدد منهم إلى العراق للمشاركة فى "الحرب المقدسة" ضد الأمريكيين، وصولاً إلى إدمان البعض الآخر للمخدرات.

يؤكد نزار الصالح، مسئول المركز القومى للشباب الذى أقامته الدولة فى إطار برنامج إعداد المربين فى أنحاء المملكة، على حقيقة وجود تلك المشكلات وأيضاً على محاولاتهم إيجاد حلول لها.

ويرى أحمد العمران، أن الحل الحقيقى سيأتى من الشباب السعودى نفسه، فهناك بالفعل الكثير منهم يقومون بمبادرات، أو يخرجون أفلاماً، أو يشاركون فى الأعمال التطوعية فى المجال الاجتماعى ويكونون مجموعات لمساعدة الفقراء، وبفضل الإنترنت، يكتشفون جميعاً أنهم ليسوا وحدهم فى هذا التوجه، على غرار الفتاتين إيمان ونجلاء، حيث تقوم الأولى بحملة للتبرع بالأعضاء مع مجموعة من الفتيات، والثانية تتولى مؤسسة للأيتام وتنشر كتباً لغير المبصرين، وجميعها مبادرات فردية بعيدة عن الشبكات الدينية التقليدية.

وتشير الصحيفة، إلى أن المرء يتعلم فى السعودية كل يوم قواعد جديدة سرية للتحايل على المعايير الاجتماعية الصارمة، وتسوق مثالاً على ذلك من خلال مجموعة الفتاة السعودية نجلاء التى تراسل من خلال البريد الإلكترونى مجموعة من الشباب السعودى تقوم بنفس الأعمال الخيرية، حيث لا يمكن للاثنين العمل معاً بشكل علنى.

تقول إيمان، إن أموراً كثيرة، منها الفصل بين الجنس ومنع المرأة السعودية من قيادة السيارات، هى جميعها مشكلات ثقافية أكثر منها دينية، وأن الوضع الآن فى المجتمع السعودى بات أكثر انفتاحاً من ذى قبل وهو يشهد تغييراً فى عاداته، إلا أن الشباب السعودى لا يزال بحاجة إلى مزيد من الحرية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة