الجارديان: "الإيموز" نتاج سياسة مصر المريضة

الأربعاء، 06 مايو 2009 08:04 م
الجارديان: "الإيموز" نتاج سياسة مصر المريضة "الإيموز" آخر نتائج السياسات الحكومية الخاطئة
إعداد رباب فتحى عن الجارديان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت صحيفة الجارديان فى عددها الصادر اليوم، الأربعاء، فى مقال كتبه جاك شينكر، على جماعات "الإيموز"، تلك الجماعات التى انتشرت بين ليلة وضحاها ودون سابق إنذار فى مصر، بعد أن اكتسبت شهرة واسعة لقيام أعضائها برسم مزيج من الأشكال غير المفهومة على أرض بعض الشوارع فى أماكن متفرقة من القاهرة، بينها منطقتا الزمالك ووسط البلد.

وأثارت هذه الظاهرة الفنية الغامضة ذعر وهلع السلطات المصرية، التى قامت باستدعاء القوات الأمنية، وبدأت فى حشد المشتبه فيهم. وبالطبع احتفت وسائل الإعلام المصرية كثيراً بهذه الظاهرة، وطرحت الكثير من التساؤلات حول مصدر هذا الإبداع الفنى الغريب، وحول معنى الرموز الغريبة التى امتلأت بها شوارع القاهرة. وتفاوتت التكهنات حول غرض الرسومات والهدف منها، حيث رأى البعض أنها نتاج عمل جماعة مختلة فوضوية تسعى لإشعال فتنة، وأعتقد آخرون أنها دعوة خفية من قبل خلية شيعية إرهابية غير معروفة، بينما خاف البعض من أن تمثل هذه الرموز شعار موجة جديدة من الجهاديين.

ولكن جاءت حقيقة هذه الرسومات لتفاجئ جميع الطوائف على اختلافها، فالجماعة المسئولة عن هذا المشهد الفنى الغامض، لم تكن سوى نسخة مصرية من جماعات "الإيموز". يشتهر أعضاء مجتمع "الإيموز"، وهى اختصار كلمة "emotion"، وتعنى العاطفة، بارتداء القمصان السوداء الضيقة، وصبغ خصلات من الشعر باللون الأسود، والتزين بالأحزمة المرصعة، والنظارات السميكة، وسماع الموسيقى التى تحث على الاعتراف ومحاسبة النفس، كما يتسمون بنوع من النرجسية وكراهية الذات.

ويقول الكاتب إن كشف النقاب عن المبدعين الحقيقيين وراء الرسومات، لم يكن له أى تأثير على تهدئة الذعر الجماعى الذى سيطر على أعمدة الرأى، وبرامج الـ"توك شو"، داخل أكبر دولة عربية، بل عزز من وجه النظر التى تقول إن الرجال ذوى اللحى الطويلة، والذين يرتدون الأحزمة الناسفة، يشكلون طائفة، بينما يشكل المراهقون الذين يستمعون إلى فرق الروك الصاخبة فى غرف نومهم طائفة مختلفة تماماً. وعلى الرغم من قدرة السلطات المصرية على إخضاع هذه الجماعات إلى سيطرتها، إلا أن السؤال مازال حائراً: "كم يبلغ عدد أعضاء هذه الجماعات، وما الذى يريدونه؟".

ويشير شينكر إلى أن ما يقرب من 10 آلاف مصرى كانوا أعضاء على جماعات "الفيس بوك"، المتعلقة بـ"الإيموز"، ويتبعون طائفة غربية تروج للمثلية الجنسية، وتهدد بتقويض الإسلام. وعرض بعض القراء مجموعة من النصائح للتعرف على أعضاء "الإيموز"، ومنها إظهار ملامح العاطفة الجياشة، والتسكع فى الشوارع، "والشعور بالحزن والبكاء.

ويقول الكاتب إن كل المجتمعات فى جميع أنحاء العالم تهتم بسلوك شبابها الأخلاقى، على الرغم من اختلاف استجابة كل مجتمع عن الآخر. وينتهج هؤلاء الشباب سياسة حياتية من اختيارهم، مما يفرض تهديداً على القيم التقليدية.

وبدأت ثقافة جماعة "الإيموز" فى استقطاب رد الفعل قبل الكشف عن الرسومات فى شوارع القاهرة، عندما خصص برنامج "الحقيقة" على قناة "دريم"، والذى يقدمه وائل الإبراشى، حلقة كاملة فى شهر مارس الماضى للإشارة إلى ظاهرة "الإيموز" المقلقة فى مصر. واستضاف البرنامج أحد أعضاء هذه الجماعة، ويدعى "شريف"، الذى أكد على أن "الإيموز"، ليست جزءاً من حركة منظمة، وأن "الإيموزز" ليسوا جميعهم مثليى الجنسية.

ونشر موقع إسلام أون لاين مقالاً يحذر فيه من الخطر الذى تمثله ثقافة "الإيموز" على الأسرة المصرية، كما تم إنشاء "جروبات" مناهضة لهم على موقع "الفيس بوك" منذ ذلك الحين. ويرى الكاتب أن "الإيموز" المصريين يتعرضون لمعاملة لا يتعرض لها نظراؤهم فى المكسيك وروسيا، فهم فى موقف حرج، وذلك لأن الشرطة المصرية تستهدفهم، ويقول أحدهم إن "القوات الأمنية ترانا كفئة خطيرة شيطانية".

ويقول الكاتب إن الحكومة لديها مصلحة فى التهويل من حجم التهديد التى تمثله هذه الجماعات المكونة من المراهقين، وذلك لأن نظام الرئيس مبارك فقد شرعيته على الساحتين السياسية والثقافية داخل مصر، وهو الأمر الذى تحاول الحكومة عكسه عن طريق خلق أعداء داخليين وخارجيين، وتصوير نفسها على أنها الأمل الأخير للشعب المصرى، لذا استقطب "الإيموز" شك وكراهية العامة، بعيداً على الديكتاتورية التى تعانى منها البلاد. ويقول الكاتب إنه وسط هذا الزخم، لم يسمع الكثير عن "الإيموز"، وذلك لقلة أعدادهم، ورغبتهم فى البقاء بعيداً عن العامة، والاختلاء بأنفسهم للتفكر بشأن مشاعرهم الجياشة.

ويرى الكاتب أن مشكلة الشباب المصرى الحقيقية لا تكمن فى قصات الشعر السيئة، أو الموسيقى التى يسمعونها، وإنما فى سياسة البلاد المريضة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة