إليزابيث طفلة العامين تحير المختصين برسوماتها

السبت، 30 مايو 2009 01:45 م
إليزابيث طفلة العامين تحير المختصين برسوماتها نوعية الخط المرسوم من الطفل بداية موهبة لابد من تنميتها
نقلاً عن الجزيرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاشت إليزابيث بو يونس منذ نعومتها مع الألوان والرسم، فمارسته تقليداً لما يجرى حولها، دون إدراك لما تقوم به أو يقوم به الآخرون، وساعدها على تطوير قدراتها كون والدتها متخصصة بالفن التشكيلى، ووالدها طبيب أعصاب وهاوٍ للرسم فى آن معاً.

وعندما بلغت الثانية من عمرها، أقيم معرض لرسوماتها لفت الأنظار وجمع المتخصصين فى أمور الفن والتربية وعلم النفس، لمناقشة حالتها كظاهرة فريدة، فأعطيت تفسيرات كثيرة، لكن أحداً منها لم يستطع بلوغ التفسير العلمى الدقيق.

وقد يبدو الأمر مدهشاً عندما ترى طفلة تحمل قنينة الحليب بيدها اليمنى والقلم بيدها اليسرى واقفة أمام ورقة الرسم، تنطلق من وسطها وتمرر القلم فى خط واحد ثابت متداخل ومتعرج، مبقية مسافات متقاربة على هوامش الورقة، بعد ذلك تأخذ أقلام التلوين المتعددة لتظهير الرسم دون أن تخرج الألوان عن الخطوط، وعندما يسألها والداها عن ما ترسم، تقول لهم: بابا، ماما، حصان، أو ما شابه.

الصور، كما ترسمها، لا تظهر الأشكال التى تتحدث عنها، وقد حاول والدها طبيب الأعصاب تفسير ما تقوم به، لكنه لم ينجح إلا بعد أن قلب بالمصادفة الصورة رأساً على عقب، فظهر ما قالت الطفلة عنه، وطبق ذلك على بقية الصور، فظهرت حقائقها جميعاً.

ورجح والدها أن يكون اعتماد الطفلة فى الرسم على يدها اليسرى سبباً كافياً لتبرير طريقة الرسم، لكنه أشار إلى عدم وجود برهان علمى قاطع على هذه الفرضية.

فكما هو مثبت علمياً، تنعكس الأمور فى الدماغ، حيث يقوم الجزء الأيمن بإعطاء الأوامر للأعضاء اليسرى من الجسم والعكس صحيح.

من جانبها قالت د.ناتالى شويرى أستاذة الفنون الجميلة فى جامعة البلمند، للجزيرة نت، "هناك طريقة رسم اسمها الرسم على الجهة اليمنى من الدماغ، وهذه الطفلة تستخدم يدها اليسرى ما يعنى أن الجهة اليمنى من دماغها تتحكم باليد، وهذا يفسر بأن الجانب الأيمن هو أقوى من الجانب الأيسر فى هذا المجال، لأن الجانب الأيسر متخصص بالمنطق".

وتوضح شويرى، أن هذه الظاهرة تعرف باسم ""المعكوس" أو "المقلوب" ويسمى لدى المتخصصين الرسم الآلى، مشيرة إلى أن الطفلة إليزابيث لا تتطلع إلى ما ترسمه بل ترسم الخطوط التى تراها دون أن تفكر إن كان هذا الخط سيعطى يداً أم عيناً.

أما الدكتورة جوال باشا المتخصصة فى علم التربية ورئيسة جمعية التحدى اللبنانى، فقد ذكرت للجزيرة نت أن "ما ترسمه الطفلة إليزابيث لا يتوافر عند أولاد آخرين، فضلاً عن قدرتها الباهرة على الخلق والخيال، وتحديداً فى استعمال عدة الألوان".

وأضافت موضحة، أن أى طفل بهذا السن عادة "ما يختار لوناً أو لونين، وعندما يصل إلى السادسة، يخلط الألوان، ولكن ليس بعمر العامين"، أى كما هو الحال مع إليزابيث التى "تخلط الألوان بطريقة لافتة، وتحب تغييرها، وتنقل الأقلام بيدها، وعندما ترسم، تدور حول الصورة وترسمها من كل الجهات وهى طريقة غريبة".

وفى نفس السياق يرى عصام خير الله المسئول السابق عن قسم الترميم فى جامعة الكسليك، أن الطفلة إليزابيث تمثل ظاهرة هامة جدا، منوها بقدرتها الفائقة على رسم الخط دون توقف، حيث تبدأ من وسط الورقة وتتبع الأطراف كالميزان فتأخذ الهوامش المتكافئة وبطريقة ملفتة للأنظار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة