ناصر عراق

هل ينهار الرؤساء نفسياً؟

الأربعاء، 27 مايو 2009 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس الكورى السابق «روه موهيون» الذى انتحر قبل أيام أثار مسألة، أظن أنها فى غاية الأهمية وهى: هل ينهار رؤساء الدول نفسياً؟ وما الأسباب التى تؤدى برئيس يتمتع بسلطات لا نهائية إلى الاختلال النفسى الذى يعقبه انهيار مريع تكون نتيجته الإقدام على الانتحار؟
ثم متى بالضبط تعترى الرئيس أعراض المرض النفسى الذى يصعب علاجه أو الشفاء منه؟
أرجو أن ننتبه إلى الفروق التى بين المرض النفسى والانهيار النفسى، فوفقاً لأطباء علم النفس، فإن كل من تولى السلطة وأصبح ديكتاتوراً ينهب ويقتل ويسجن فهو مريض نفسى بشكل أو آخر، من أول كاليجولا الرومان إلى صدام العراق مروراً بهتلر ألمانيا وموسولينى إيطاليا وفرانكو أسبانيا وبينوشيه الأرجنتين وستالين الاتحاد السوفييتى والقائمة ممتدة.
أما الانهيار النفسى، فأمر آخر تماماً، ذلك أنه يؤدى بصاحبه إلى نتائج كارثية من أخطرها التفكير فى الانتحار والإقدام عليه!

حسناً.. هل رأيت رئيساً عربياً واحداً أصيب بانهيار نفسى؟
ولأن الإجابة بالنفى، فتعالوا نحاول أن نفسر لماذا ينجو الرؤساء العرب من هذا المرض المخيف! أغلب الظن أن الذين تضطرب نفوسهم إلى حد التدمير والانهيار هم من أصحاب القلوب الرهيفة والأرواح الشفيفة. بينما معظم رؤسائنا العرب منحدرون من المؤسسات العسكرية التى تربى أبناؤها على الانضباط والخشونة والحسم وقتل الأعداء إذا لزم الأمر!

وللأسف لا تهتم مؤسساتنا العسكرية العربية بتثقيف رجالها، فنادراً ما يخرج منها شاعر أو روائى أو رسام إلى آخره. وإن كان هناك قلة من الضباط الذين كتبوا ومثّلوا وأخرجوا أمثال يوسف السباعى وثروت عكاشة وأحمد مظهر وعز الدين ذو الفقار، فهذا يعود إلى أن مواهبهم لم تحتمل الإقامة الجبرية فى الزى العسكرى، فهجروا البندقية وصادقوا القلم أو الكاميرا! وعليه عندما يصل ضابط ما إلى قمة السلطة فى الدول العربية سواء بانقلاب عسكرى، أو بطريقة «شرعية»، فإن حظّه الشحيح جداً من الثقافة سيحرمه من التعامل مع شعبه بقلب رحيم وروح مسالمة، فضلاً عن أن كرسى السلطة سيمنحه قوة طاغية تجعل من الصعب أن يتعرض لانهيارات نفسية!

حتى موت الأحبة والأقارب لن يؤثر فى رئيس قادم من ثكنة عسكرية، فالسلطة وصولجانها ومزاياها الهائلة تحميه من أى خدش مؤثر قد تتعرض له نفسه أو روحه! لذا، أستبعد تماماً أن يقدم أحد رؤسائنا العرب على ما فعله الرئيس الكورى السابق الذى اكتشف فى لحظة تنوير هائلة أنه غير قادرعلى احتمال وجع ضميره من فرط ما أذى شعبه ونهب من أموال مستغلاً منصبه الاسمى، فألقى بنفسه من فوق الجبل ليرتطم بالأرض جثة هامدة!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة