"العنف" أصبح ضرورياً كالخبز اليومى

أصبح العنف ظاهرة منتشرة فى جميع الدول النامية والمتقدمة، بغض النظر عن التقدم الهائل وتطور الثقافات، حيث يمارس بين أفراد الأسرة وفى أماكن العمل والمدارس والمراكز الصحية والمؤسسات الإصلاحية، ولا يقتصر العنف على القتل أو الاعتداء الجسدى فقط، بل هناك عنف عن طريق النظرة والكلمة، فالتهديد يعتبر عنفا لفظيا، هذا ما أكدته دكتورة فاطمة الشناوى خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية، وقالت "العنف أصبح بمثابة الخبز اليومى الذى لا تستطيع أن نحيا بدونه".

وعرفت د. فاطمة العنف، على أنه رغبة فى الانتصار عن طريق إيذاء من حولنا أو إيذاء أنفسنا، حيث لا يمتلك بعض الأشخاص القوة التى تجعلهم يمارسون العنف ضد الآخرين، فيضطرون إلى ممارسة العنف ضد نفسه لتفريغ إحساسه بالغضب، وأوضحت أن الانتحار يعتبر نوعا من أنواع العنف ضد النفس، وتقول الإحصائيات إن 75% من المنتحرين يعانون اكتئابا، ومن الأسباب الرئيسية لمرض الاكتئاب هو العنف.

وأضافت أن هناك العديد من القوانين التى تمنع ممارسة العنف ضد الأطفال، ولكن للأسف لا تنفذ فى كثير من الأماكن، وهذا ما يعطى الطفل إحساسا بالدونية، وأحيانا يقوى نزعة العنف بداخله، ويجعله يشعر بالإهمال العاطفى وعدم الإحساس بالأمان.

وترجع فاطمة الشناوى أسباب العنف إلى:
1-فقد الإنسان السيطرة على أعصابه.
2-قلة الصبر فى مواجهة الأمور.
3-استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الذات.
4 -وسيلة للمناورة.
5-رد فعل نتيجة لعنف مسبق.
6-تقلب المزاج.
7-تناول المخدرات والأدوية النفسية دون استشارة طبيب.
8- وجود نزعة تخريبية، فهناك أشخاص يولدون حاملين جينات عنف، وهذا ما أثبتته الدراسة التى أجريت على مجموعة من القتلة، ووجدت أكثر من 50% منهم ولدوا بجينات العنف إضافة إلى طريقة التربية التى دعمت ذلك.

لمعلوماتك
"حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية"
* هناك 8 ملايين طفل فى مراكز الرعاية يتعرضون للعنف.
* بنسبة 99% المرأة هى الضحية والرجل هو المعتدى نتيجة للثقافة الذكورية.
* 25%من النساء فى فلسطين يتعرضن للضرب من قبل الرجال مرة كل عام على الأقل، 38% من نساء الأردن، 30%نساء أمريكا، وتأتى نساء الهند بنسبة 80% ونساء فرنسا بنسبة 75% فى الصدارة، 7%من النساء من سن 15-40 يتوفين بسبب العنف.