أنا وأنت وحواديت ساعات السفر

الأحد، 24 مايو 2009 04:51 م
أنا وأنت وحواديت ساعات السفر للقطار حكاياته وأسراره الخاصة
كتبت يمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عالم آخر فى محطة السكة الحديد، العيش داخل المحطة محور حياتهم، تتوه ملامحهم بين المسافرين والعائدين والهاربين والسائحين، كل بقصته وروايته وأفكاره، لا تجمعهم سوى نظرات أو كلمات مختصرة تلغرافية وربما مشاجرات عابرة أو حوارات عبثية، كلهم فى انتظار سماع صفارة القطار، فتشكل وجهتهم كل لحال سبيله.

عمال النظافة:
لا يلفتون نظرك فى أغلب الأحيان، وإن شاهدتهم لن تعيرهم أى اهتمام رغم أهمية مهنته التى لولاها لأصبحت تلال القمامة تحيط بنا من كل جانب، عمال النظافة فى محطة مصر ينقسمون إلى فئتين عمال تحت الرصيف وعمال فوق الرصيف.

صابر عطا (42 سنة) أحد عمال النظافة الذين يعملون تحت الرصيف يتركز عمله على جمع العلب والكارتون من فوق قضبان السكة الحديد، يفترض أن يحصل على مرتب شهرى من السكة الحديد إلا أن إجمالى ما يحصل عليه فعليا هو 230 جنيهاً بعد الخصومات التى تفرض عليه.
يحاول تدبير نفقات زوجته وأولاده الأربعة بـ 230 جنيها "بمشى على قدى، شوية ملح على بتنجان وحتة جبنة والحياة ماشية".

بائعو الصحف:
حالة من الرواج يشهدها موزعو الصحف فى محطة مصر قبل قيام القطارات المكيفة سواء الأسبانى أو التوربينى بحوالى ساعة، خاصة المجلات، لأن ركاب قطار الإسكندرية من مستويات اجتماعية مرتفعة نسبياً عن باقى القطارات وكذلك الأمر بالنسبة للقطارات القادمة من الإسكندرية.

أحد موزعى الصحف بمحطة مصر يصف قراء صحيفة الأهرام بأنهم ينتمون إلى الطبقة الارستقراطية أو رجال الأعمال الذين يحرصون على قراءة الإعلانات والمناقصات بالجريدة أما قراء الجمهورية والمساء فهم من طبقة العمال الذين يحرصون على متابعة صفحات الحوادث والرياضة.

ضيق ذات اليد قد يجعل البعض يتصفح العناوين الرئيسية للجرائد دون أن يشتريها إلا أن بعض القراء قد يتناول الجريدة ويقرأها أمام بائع الجرائد الذى تستفزه مثل هذه التصرفات فى بعض الأحيان وإن التمس لبعض القراء العذر فى ذلك.

استراحة المحطة:
"واحد لمون لو سمحت بسرعة عشان القطر" تخرج الكلمات مسرعة وهى تفتح حقيبة يدها لتخرج سيجارة بينما تحمل يدها الأخرى الهاتف المحمول، مكالمة هاتفية عابرة تشرب بعدها عصير الليمون وتغادر مسرعة للحاق بالقطار.
نظام القطارات يسيطر على المكان فيجعل الناس تتحرك بشكل سريع حتى أن الجرسونات يتعاملون عن بعد بلغة الإشارة، ينظر إلى زميله مشيراً إلى الرجل الذى غادر الاستراحة لتوه متسائلاً فيومئ برأسه.

فى أحد أركان الاستراحة، سيدة فى منتصف العمر ترص أدواتها على المائدة وتبدأ فى إرضاع طفلها ومن ثم تغير له الحفاضة، ينظر إليها الجرسون من آن إلى آخر ليستطلع إذا كانت ستطلب شيئاً من الكافتيريا.

الكافتيريا مزدحمة قبل وصول القطارات المكيفة، وخاصة قطارات الساعة الثانية والرابعة والسابعة مساء، وقد يتهرب البعض من دفع الحساب بدعوى عدم تمكنه من اللحاق بالقطارإلا أن البعض الآخر يعود ليدفع ثمن المشروبات فى اليوم التالى.
إلا أن أغرب موقف صادفه مدير الاستراحة، ذلك الرجل الذى عاد ليدفع حسابه بعد أكثر من عامين، حيث برر ذلك بأنه كان فى ليبيا طوال العامين الماضيين ولم يعد إلا مؤخراً.

أما الركاب فى الاستراحة فى انتظار القطار، فترة لا يمكن تحديدها بدقة مما يعطى الفرصة لبعض الركاب للتعارف وتجاذب أطراف الحديث، الأمر الذى قد يتطور فى بعض الأحيان إلى إعجاب أو حب، يحكى مدير الكافتيريا الذى فوجئ فيه بعروسين يريدان أن يكتبا الكتاب فى الكافيتريا، حيث كان المكان الذى جمعهما أول مرة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة