ظاهرة قتل الأقارب تفزع الشارع المصرى

الخميس، 21 مايو 2009 01:44 م
ظاهرة قتل الأقارب تفزع الشارع المصرى فوبيا حماية الأطفال بعد ظاهرة قتل الأقارب
كتبت شيرين الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الآونة الأخيرة، صرنا نسمع ونقرأ كل يوم عن حادث قتل، وأكثر ما يفزعنا هو قتل الأقارب، وخاصة أفراد الأسرة الواحدة، ولم تعد تلك الجرائم قاصرة فقط على الفقراء كى نجزم بأنها ضغوط مادية، وإنما منتشرة أيضا بين أبناء الطبقات الراقية، ومن هنا كان علينا البحث فى الدوافع والأسباب.

ولكن سنبدأ أولا بالشارع المصرى لمعرفة رد فعل الأمهات على تلك الجرائم، وكيف تحاول كل أم حماية أسرتها وأبنائها. وهنا تقول سناء على، ربة منزل وأم لبنتين وولد، إنها منذ سماعها عن حادث قتل شهد وزياد الطفلين اللذين قتلا على يد ابن عمهما بغرض الانتقام من الأب، وهى وزوجها مفزوعان، حيث أن الأب صار يغلق باب الشقة عليهم بالمفتاح عند خروجه للعمل بعد تركه النسخة الأخرى مع الأم، ليضمن أنها هى فقط من تفتح الباب.

أما هاله رفعت، وهى أم لولد وبنت، فبدأت تبحث عن الوسائل الأكثر أماناً من الكالون أو الترباس العاديين، وتحاول شراء كاميرا لوضعها على الباب، كما أنها تشدد على أبنائها بعدم فتح الباب أبدا، حتى وإن تعرفوا على صوت أحد أقاربهم.

أما عن الأطفال، فقالت سارة أسامة، عمرها تسع سنوات، إنها لم تعد تفتح الباب أبدا، فبعدما كانت والدتها تنصحها بأن تسأل من الطارق قبل فتح الباب، صارت تمنعها من فتحه تماما، حتى وإن كانت تعرف الزائر. كما قال عبدالرحمن محمد، ست سنوات، "بابا وماما بس هم اللى بيفتحوا الباب علشان ما حدش يخطفنى، ومش بسيب إيد ماما فى الشارع".

ومن المؤكد أن مصائب قوم عند قوم فوائد، حيث أكد أستاذ سعيد النبراوى، صاحب محل لبيع وسائل التأمين المنزلية، أن الإقبال تضاعف على شراء كل وسائل تأمين المنازل، ومراقبة الزوار، والأقفال التى يصعب تقليد مفاتيحها.

وعن رأى علم النفس الجنائى فى انتشار تلك الجرائم، تفيد دكتورة نجية إسحاق، أستاذ علم النفس الجنائى بجامعة عين شمس، أن الجريمة هى عدوان موجه نحو الآخر، وفى بعض الأحيان تكون وليدة اللحظة كرد فعل انفعالى يتفجر نتيجة زيادة الضغوط، وتدهور القيم والسلوكيات ونقص الوازع الدينى. وعن أسبابها تؤكد دكتورة نجية، أن الأسباب متعددة، ولا تقتصر على الطبقات الفقيرة والعشوائية فقط، وإنما ومع الأسف نجدها منتشرة أيضا بين المثقفين، كما يرجع ذلك أيضا إلى التدليل المبالغ فيه منذ الصغر، والذى يجعل الشخص غير قادر على مواجهة المشكلات بحكمة، وعدم قدرته على تحمل الضغوط المحيطة به.

كما تشير د. نجية أيضا، إلى أن التفكك الأسرى، وعدم إجراء حوارات وعدم الاجتماع أثناء تناول الوجبات الأساسية، وأيضا عدم حرص الوالدين على حث أبنائهم على صلة الرحم، له بعض الأثر على تحجر القلوب وتغلب المصالح الشخصية على الروابط الأسرية، حيث أن عدم الحرص على تلك العلاقات يجعل الشخص عرضة للانفجار والخروج عن توازنه النفسى أو غياب عقله فى لحظات انفعاله.

كما تنصح بالحد من مشاهدة أفلام العنف التى تثير الميول العدوانية، وتساعد على تفجير طاقات الغضب، خاصة فى ظل الظروف الحياتية المكتظة بالهموم والمشاكل، كما يجب مراقبة أفلام الأطفال أيضا "التى نجدها وللأسف لا تخلو من مشاهد عنف وقتل، خطيرة جدا على تنشئة جيل يتمتع بخلق طيب وتوازن نفسى".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة