العصافير تزداد طربا فى الظروف البيئية الصعبة

الخميس، 21 مايو 2009 03:55 م
العصافير تزداد طربا فى الظروف البيئية الصعبة العصافير تحاول الحفاظ على سلالتها بالغناء
واشنطن (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما اضطرب الطقس، وكلما تزعزع "السلام" البيئى، ازدادت زقزقة العصافير "إطرابا"، هذا ما تؤكده خلاصة دراسة نشرت فى مجلة "كارنت بيولوجى" الأميركية، اليوم، الخميس، وأظهرت أن أنواعا من العصافير تصبح أكثر "إبداعا" فى غنائها، فى ظل طقس غير مستقر وظروف بيئية صعبة.

واعتمدت الدراسة على أبحاث واسعة أجريت على فصيلة "الطيور المحاكية" فى مواطن عدة، وأجراها مركز "ناشيونال ايفولوشينيرى سينتيزيس" فى دورهام بولاية كارولاينا الشمالية، بالتعاون مع مختبر علم الطيور فى جامعة كورنيل، ومع جامعة ماكجيل.

ويقول الباحث فى مركز دورهام، د. كارلوس بوتيرو، إن تغريد هذه العصافير "يصبح أكثر اتقانا كلما كانت البيئة التى تعيش فيها متقلبة"، ويضيف أن "غريزتى البقاء والتناسل تصبحان أكثر تعقيدا مع تقلب الطقس، لأن الطير لا يعلم متى، أو إلى متى، سيكون الغذاء متوفرا"، ويتأثر التغريد بذلك فيصبح هو الآخر أكثر تعقيدا، وهذا الأمر له تأثير على إناث هذه الطيور فى اختيارها للذكور.

وذكر "الطيور المحاكية" يغرد خصوصا لاجتذاب إناثه، وكلما تميز بمهاراته الغنائية كلما أصبحت مهمته أسهل، ويوضح بوتيرو أيضا أن الذكور "الموهوبة" غنائيا "عادة ما تحمل أنواعا أقل من الطفيليات، وتكون بالتالى أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة"، فى ظل ظروف بيئية ومناخية صعبة. وهو ما يجعل إناث الذكور تقبل فى هذه الظروف على الذكور الأعلى نوعية الأكثر "إطرابا" لتضمن بقاء أسرتها، مما يحسن من نوعية الأجيال المقبلة.

والواقع أن موهبة التغريد لا تلد مع هذه الطيور، بل يكون عليها أن تتعلمها مع الوقت، ويقول بوتيرو وزملاؤه، إن قدرة الطير على تعلم الزقزقات الأصعب والأدق، هى مؤشر على موهبته فى التلقن والتطور. ويعتبر الباحث الأميركى أن "العصافير التى تغنى بشكل أفضل تقول للآخرين، ولو بشكل غير مباشر: (انظروا إلى أنا تلميذ جيد)". وقد بحث بوتيرو فى أرشيفات الأصوات حول العالم، وسافر إلى النصف الجنوبى من الأرض لتسجيل زقزقات وأغانى العصافير البرية، وجمع حوالى 100 صوت من 29 فصيلة من نوع "الطيور المحاكية"، ثم استخدم برمجيات إلكترونية لتحويل تسجيلاته إلى رسوم بيانية صوتية بهدف وضع مقارنة فيما بينها بالقياس إلى قاعدة بيانات تتعلق بالظروف المناخية والبيئية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة