"كلما ارتقت المرأة فى سلم التعليم،كلما قلت فرصتها فى الزواج" ذلك ما أكده تقرير لمركز الأرض لحقوق الإنسان حول أوضاع المرأة الريفية واعتبره ردة ثقافية واجتماعية خطيرة تعود بالمجتمع عشرات السنين إلى الوراء، حين كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تقف خلف تفضيل الأب خروج ابنته من المدرسة وزواجها للخلاص من مسئولياتها.
هل ارتفاع المستوى التعليمى للفتيات يمكن أن يقودهن إلى العنوسة؟ سؤال طرحه اليوم السابع على عدد من الفتيات. "الانتماء لبعض كليات القمة ليست ميزة على طول الخط" هذا ما أكدته دينا سعيد التى ترى أن بعض الكليات تتسم بالمشقة مثل كلية هندسة حيث ظروف العمل تجبر الفتيات على أن التعامل بخشونة، خاصة أنهن يتعاملن مع فئة معينة من العمال مما يجعل الشباب يرفضون الارتباط بمثل هذه الفتاة اعتقادا منهم أنها "مسترجلة".
على الجانب الآخر، تختار بعض البنات الالتحاق بكليات القمة فى سبيل الحصول على زوج من مستوى تعليمى عال حيث تؤكد سارة (20 سنة) أن كثير من البنات يحرصن على إيقاع العريس المناسب وارتداء الدبلة فى يدها اليمنى قبل أن تنتهى سنوات الجامعة، وفى سبيل ذلك تهمل البنت دراستها "وكله يهون فى سبيل عدم الحصول على لقب عانس" .
لكن على جانب آخر،أصبح شباب اليوم يبحثون عن امرأة عاملة لتتحمل معه أعباء الزواج وتشترك معه فى الإنفاق على البيت.
"الشباب يبحث عن الفتاة التى تدر عليه دخلا" هكذا فسرت رباب المحلاوى (28 سنة) إقبال الشباب على الزواج بخريجات كلية صيدلة بعكس الكليات الأدبية التى يصعب على خريجاتها إيجاد فرصة عمل بدخل مميز، حيث تقول رباب أنهن الأكثر عرضة للعنوسة.
آية مجدى (21 سنة) تدرس فى كلية الصيدلة وتؤكد أن البنات اللاتى ينتمين إلى الكليات العملية يعانين من ضغط عصبى شديد مما يتسبب فى تقليل من هرمونات الأنوثة، إضافة إلى أنهن لا يجدن وقتا لأى اهتمامات أخرى بخلاف الدراسة.
وتضيف آية أن خريجات كليات القمة يعانين عدم وجود من يناسبهن من الناحية الفكرية خاصة مع إصرار الوالدين على أن يكون زوج المستقبل أعلى من ابنتهم من الناحية العلمية والمادية لأن البنت فى نظرهم "متربية على الغالى". وإذا وجدت الشخص الذى يناسبها يقف أمام رغبتها فى العمل وإكمال دراستها العليا خوفا من أن تصبح أعلى منه فى شىء وكأنها قضت سنوات الدراسة للظفر بهذا العريس.
الاعتقاد بأن الفتاة الطموحة التى تهتم بدراستها، لا تهتم كثيرا بنفسها و شكلها،اعتقاد خاطئ لدى كثير من الشباب خاصة الذين يركزون على الشكل فقط ومن بينهم هيثم (30 عاما) الذى يفضل الزواج بفتاة ليست على مستوى كبير من التعليم اعتقادا منه أن الجامعيات يركزن على الدراسة وينسون الاهتمام بأنفسهن.
دكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق أكدت أن ارتفاع المستوى التعليمى يضيق من مساحة الاختيار أمام المرأة، فالبنت غير المتعلمة يمكن أن تتزوج من أى شخص أيا كان مستواه التعليمى بينما المتعلمة تطمح دوما للزواج بشاب فى نفس مستواها الاجتماعى والمادى.
ورفضت دكتورة هدى زكريا استخدام لفظ "عانس" مؤكدة أنه لفظ منحط كان يلاءم فترة معينة تجاوزتها الفتيات بعد أن وصلت إلى مراحل التعليم العليا، حيث تفسر كلمة "عانس" بالبضاعة غير الرائجة التى لا تجد من يشتريها. مؤكدة أن المجتمع يخلق حالة من القلق تدفع الفتيات إلى الزواج بأى رجل للهروب من شبح العنوسة.
الانتماء لكليات القمة يقلل فرص زواج خريجاتها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة