"من فات قديمه تاه" من أكثر الأمثلة التى يسعى أمجد نجيب لتطبيقها، حيث ينقب فى الماضى بحثا عن أى شئ قديم حتى لو كانت مجرد تذكرة أتوبيس دون عليها صاحبها جملة أعجبته أو ورقة حسابات قديمة تذكرنا بالعصر الذى كان يعيش فيه فهى بالنسبة له تمثل جزءا من التاريخ.
الصور الفوتوغرافية القديمة أهم كنز يمتلكه نجيب، يجمع أى صورة تقع بين بيديه، سواء كانت تعبر عن حدث أو حتى شخصيات غير معروفة "الصورة تجمد لحظة قديمة وتأتى بها إلى فى 2009"، فالصورة تجمد شخص يمشى فى الشارع فى فترة الثلاثينات لنشاهدها اليوم ونتعرف على شكل الشوارع والملابس فى تلك الفترة.
ومن خلال الصور الفوتوغرافية، استطاع نجيب الذى ما زال فى مرحلة الأربعينيات أن يكون معرفة هائلة عن مصر وكأنه عاصر فترات الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات "أنا أعرف مصر زى العواجيز".
فيذكر أن مدينة القاهرة حصلت على لقب أفضل عاصمة فى العالم مرتين فى فترة الأربعينيات، الخديوى إسماعيل كان حريصا على أن تكون القاهرة أجمل من باريس ويؤكد أمجد أنه بإزالة مظاهر الانفتاح وأموال الخليج من القاهرة نلاحظ روعة المعمار الإسلامى والفاطمى وبخاصة فى منطقة وسط البلد.
ولأمجد نجيب هواية قراءة الخطابات القديمة التى يتمكن من خلالها من معرفة العلاقات بين البشر، ويذكر أنه عثر على بطاقة بريدية تعود إلى عام 1898 كتب عليها "وصلت لندن اليوم إنها العاصمة البائسة، طنطا أجمل منها بكثير"، كما يؤكد أن مدينة الزقازيق كان بها مقاهى أجمل من مثيلاتها فى باريس.
مكتبه فى شارع الجمهورية أشبه بمتحف، الصور الفوتوغرافية تنتشر فى كل مكان، وثائق ومجلات يرغب فى تحويلها إلى أرشيف يستعين به الباحثون والصحفيون وأيضا اسطوانات نادرة لم يسمع بها أحد، فهل سمعت يوما عن المطربة تودد أو نعيمة المصرية؟
عندما سألته عن أغلى شئ قديم استطاع الحصول عليه أجاب: "الحاجة مش لازم تكون غالية ماديا، لكنها عزيزة عليه جدا وهى صورة لأم كلثوم وهى لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، ارتفاع الصورة متر ونص فى عرض 70 سم وفى الخلفية عمود فخم حصل عليها مقابل 1500 جنيه فقط ومعها صورة الملك فؤاد أثناء افتتاحه لكوبرى قصر النيل سنة 1933.
ويعترف نجيب أن رغبته فى جمع الأشياء القديمة وصلت إلى حد الهوس، لكن المتعة التى يحصل عليها أثناء جلوسه ليلا لفحص الأشياء التى يقتنيها لا تضاهيها أى متعة أخرى "لما بلاقى حاجة نادرة بشعر بسعادة رهيبة".
"الحاجات القديمة بها تصميم رائع وخامات ممتازة، صنعت لتعيش لكن دلوقتى بيصمموا الحاجة عشان تبوظ ويشترى المستهلك غيرها" لذلك قرر أمجد أن يخلو بيته من أى شئ جديد باستثناء بعض الأجهزة الكهربائية، ويؤكد أن الأشياء الجديدة لن يكون لها أى قيمة فى المستقبل لاعتمادها على الإنتاج الكبير الذى يسعى وراء الربح بصرف النظر عن الجودة والتصميم.
سألته فى نهاية حوارى إن كانت ملامح الناس تختلف باختلاف الزمان بحيث يمكن أن نصف ملامح معينة بأنها قديمة فوافقنى الرأى وقال "أنا معنديش أولاد عشان الأولاد لازم تكون جديدة لكن لو فيه أولاد أنتيكة كان ممكن يبقى عندى أولاد !!".
أمجد نجيب - تصوير: إيمان شوقت<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة