ذهبوا للبحث عن لقمة العيش بعدما ضاقت بهم السبل فى بلادهم..سافروا إلى ليبيا فاستقبلتهم سجونها ليغادروا سجن البطالة إلى خلف الأسوار هناك.. استجاروا وذووهم بكل المسئولين.. لإنقاذهم من السجون.. لم يحتمل الآباء الصدمة، فمنهم من مات والباقى يقتلهم الخوف على أولادهم الذين سافروا بحثا عن لقمة العيش بعدما أغلقت فى وجوههم كل أبواب الرزق.. هم أهالى قرية ميت ناجى التابعة لمركز ميت غمر الذين التقت بهم «اليوم السابع» ليحكوا عن مأساتهم:
بدأت المأساة عام 2004 حينما قرر 36 شابا من مركز ميت غمر السفر إلى إيطاليا بعدما أغراهم أحد السماسرة بامكانية السفر عبر ليبيا.. فهناك زوارق تعبر بهم البحر مقابل 14 ألف جنيه لكل شاب، فباعوا كل ما يملكونه وسددوا للسمسار.
«قلبى يصرخ عليه» هكذا بدأت الحاجة اعتماد إبراهيم والدة أحمد السيد كلامها: ابنى أحمد حصل على دبلوم صناعى وعمل لفترة فى صيانة الثلاجات، ولكنه أراد أن يساعد والده فى تربية إخواته الـ5، ولم أجد أنا ووالده غير الاستدانة لجمع المبلغ المطلوب، وتابعت اعتماد: «أبوه أصابته الجلطة، وعندما ذهبنا إلى الخارجية المصرية نطلب المساعدة، لم يتحرك أى مسئول، وأنا خايفة أموت أنا وأبوه قبل ما نشوفه».
ولم تتمالك الحاجة عساكر شاهين، وانهارت وظلت تتوسل إلى الله أن يرد لها ابنها أحمد عطية الشحات خريج كلية العلوم وهو أب لطفل عمره 6 سنوات، وقالت «إن ابنها لم يجد عملا سوى فى شركة للبطاريات ولكنه كان لا يوفر شيئا، فقرر السفر ليوفر لزوجته وابنه وأمه حياة كريمة، وحصل على قرض من البنك بمبلغ ـ14 ألفا وسافر، وليته لم يذهب».
واستكملت عساكر حديثها قائلة: أحمد طلب من موظفة ليبية تعمل فى سجن ليبى الاتصال بأسرته ليطمئنوا ويبحثوا له عن مخرج، وفى عصر يوم فوجئت بها تتصل وتقول لها «أنا من طرف ابنك أحمد فهو مسجون داخل سجن أعمل به فى ليبيا» وأنه أعطاها رقم الهاتف، وأنها اتصلت بكل الأسر المنكوبة.
واستكملت عساكر حديثها: إن الموظفة الليبية حكت لها قصة اعتقال الشباب المصريين، حيث تم القبض عليهم على السواحل الليبية وتم حبسهم.
«الوزير أحمد أبوالغيط قال مش عايز اسمع منكم كلام».. هكذا بدأت فادية السعيد والدة أحمد سيد الذى يبلغ عمره 18 سنة ومسجون أيضا حديثها، ولكنها أكدت أنها تلقت اتصالات من ابنها، وقالت إنه كان يبكى وينادينى، الحقينى يا أمى أنا باموت خلوا المسئولين يتحركوا إحنا بنتعذب، أخذوا فلوسنا وتليفوناتنا.
«عايزه ولادى ياريس» هكذا استمرت خميسة عباس وهى تصرخ ضاع منى اتنين من أحلى شباب البلد ياسر 20 سنة مؤهل متوسط ومحمود 26 سنة مدرس كانت أحلامهم أن يتزوجوا فى يوم واحد ولكن أحلامهم ضاعت، وتابعت: «ياسر اتصل بى من هناك وقالى: قولوا للرئيس مبارك احنا ولادك.. فى حد يترك ولاده للتعذيب.
أما عفاف عبدالفتاح والدة وائل السيد محمود المسجون فى ليبيا فقالت: «كان وائل يبلغ من العمر 24 عاما وعمل بمدينة شرم الشيخ بعد حصوله على بكالوريوس السياحة والفنادق، وكان حلمه هو السفر وإنشاء شركة للسياحة بمصر بعد عودته من إيطاليا، فطلب منى بيع ما أملك من ذهب، واقتراض الباقى من زوج أخته، واستطردت قائلة: وائل اتصل 5 مرات وكل مرة كان يبكى ويقولى: «سامحينى يا أمى.. يا ريت كنت سمعت كلامك».
«سافر عشان يجوز اخواته البنات».. هكذا بدأت رضا إسماعيل وهى تصرخ «ابنى عبد الله سافر وهو عنده 18 عاما وكان يعمل باليومية فى مصنع للألمنيوم بالقرب من بلدتنا الصغيرة، ولكنه وجد أنه لا يستطيع توفير متطلبات اخواته البنات وعلاج أبوه المريض».
الوزير أحمد أبوالغيط قال لأهاليهم «مش عايز أسمع منكم كلام»..وأهالى قريتهم «ميت ناجى» يناشدون الرئيس
مغامرة 36 شابا سافروا إلى أرض الأحلام.. وانتهت رحلتهم فى السجون الليبية
الخميس، 14 مايو 2009 09:49 م
أهالى المعتقلين فى ليبيا يتحدثون للزميلة نجلاء كمال - تصوير- أحمد عبد الفتاح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة