أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فى مقال كتبه جون هيوز، أن الإسلام والديمقراطية وجهان لعملة واحدة، على الرغم من محاولات الرؤساء الأمريكيين على مر السنوات إثبات عكس ذلك عن طريق الدعوة لتحقيق الحرية داخل الدول "غير الحرة" فى العالم.
تقول الصحيفة إن العالم العربى فى الآونة الأخيرة كان محور اهتمام الولايات المتحدة، وذلك لبطء تقدم مسيرة الديمقراطية داخله، وعلى الرغم من ذلك، أسفرت محاولات الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، لتحقيق الديمقراطية، ومنها الحرب على العراق، عن نتائج مختلطة بين صفوف الشعوب العربية.
وترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكى الحالى، باراك أوباما، يسير على مضمار مختلف عن سلفه بوش، معتمداً على مزيج من الكاريزما الشخصية بالخارج، وعلى جهوده داخل الولايات المتحدة لرسم صورة للبلاد على اعتبار أنها مثال للديمقراطية يحتذى به. ومع ذلك، لا يزال المتشككون يقولون إنها قضية خاسرة، وإن الديمقراطية والإسلام لا يتوافقان معاً.
لا يتفق كاتب المقال مع وجهة النظر تلك، ويشير إلى ثلاث دول نجح أغلبية سكانها المسلمين والذين يشكلون ما يقرب من ثلث سكان العالم، فى المزج بين الإسلام والديمقراطية، وهى اندونيسيا، والهند، وتركيا.
يقطن اندونيسيا أكبر كتلة مسلمة فى العالم، حيث يبلغ عدد المسلمين بها 205 مليون نسمة، ولقد شهدت فى الآونة الأخيرة تقدماً ملحوظاً أدى إلى خوض انتخابات وطنية سيكون من شأنها تعزيز مستقبل ديمقراطى مزدهر.
أما عن الهند، التى يقطنها ما يقرب من 150 مليون مسلم، فقد أنهت لتوّها انتخابات استمرت لمدة شهر، اشترك فيها ملايين الهنود الذين يدينون بديانات مختلفة. وأخيراً، تركيا، التى يبلغ تعداد سكانها المسلمين ما يقرب من 77 مليون شخص، وتقدم مثالاً حياً يحتذى به على الديمقراطية العلمانية فى دولة إسلامية.
على الرغم من أن هذه الأمثلة لا تقدم مخططاً تسير على خطاه معظم شعوب العالم العربى التى تعانى انعدام الديمقراطية، إلا أن نجاح هذه الدول يقدم دليلاً دامغاً على أن الإسلام والديمقراطية يمكن أن يتعايشا معاً، بل ويتحدا لصالح المجتمع.