لوفيجارو: "الصحة العالمية" تضع حدا لتسمية "أنفلونزا الخنازير"

الجمعة، 01 مايو 2009 04:29 م
لوفيجارو: "الصحة العالمية" تضع حدا لتسمية "أنفلونزا الخنازير" منظمة الصحة تسعى لتغيير اسم "أنفلونزا الخنازير"
عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"وأخيرا انتهت حرب الأسماء" هكذا قدمت صحيفة لوفيجارو لمقالها حول خبر إعلان منظمة الصحة العالمية أمس، الخميس، على موقعها الإلكترونى قرارها بالشروع من الآن فصاعدا فى استخدام المصطلح العلمى "أنفلونزا A(H1N1)" للإشارة إلى الفيروس الذى يجتاح العالم اليوم، حيث إن تسميته بـ"أنفلونزا الخنازير" يثير جدلا عنيفا وفهما خاطئا لطبيعة المرض على مستوى العالم.

تشير الصحيفة إلى عاصفة الاختلاف حول اختيار اسم الفيروس التى شهدها العالم خلال الأسبوع الماضى بشكل موازٍ مع عاصفة انتشار الفيروس ذاته، بدءا من تنديد تجار الخنازير ومنظمة العالمية للصحة الحيوانية، مرورا بتقديم اعتراضات مكتوبة إلى منظمة الصحة العالمية من قبل عدد من منظمات تجارة الخنازير خاصة فى كندا والبرازيل، حول التداعيات التى قد يسببها استخدام تعبير "أنفلونزا الخنازير" على منتجى الخنازير فى العالم بأسره والخسائر المادية الضخمة على هذا القطاع الذى بدأ بالفعل يشهد انخفاضا فى الأسعار.

كما تشير تلك المنظمات إلى أن عدم دقة مصطلح "أنفلونزا الخنازير" من الناحية العلمية، حيث ذهبت منظمة الصحة الحيوانية إلى أن هذا الفيروس يحمل خصائص مزيج من ثلاثة فيروسات، أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر. ومن ثم فقد سبق واقترحت خلال الأسبوع الماضى إطلاق اسم "الأنفلونزا الشمال أمريكية" على هذا الفيروس.

ومن ناحية أخرى، فإن تسمية "أنفلونزا الخنازير" قد أثارت انزعاجا فى إسرائيل، إذ أن الديانة اليهودية تعتبر الخنزير "حيوانا نجسا"، ومن ثم وتجنبا لنطق لفظ "خنزير"، فقد لجأ نائب وزير الصحة الإسرائيلى الأرثوذكسى المتشدد، يعقوب ليتزمان، يوم الاثنين إلى حل آخر وهو الاستعانة بمصطلح "أنفلونزا المكسيك". إلا أن هذا الحل قد باء بالفشل، إذ تقدم سفير المكسيك فى إسرائيل باعتراض رسمى على هذه التسمية.

وقد أدى ربط هذا الفيروس باسم "المكسيك" إلى إثارة قلق تلك الدولة، الأمر الذى عكسه قيام سفارة المكسيك فى باريس مثلا بالاتصال بوسائل الإعلام الفرنسية المعنية لمحاولة التصدى لظاهرة استخدام كلمة "أنفلونزا المكسيك" التى لجأ إليها عدد من الصحفيين فى فرنسا خلال الأيام الماضية. حيث أكد البيان الصادر عن سفارة المكسيك أن استخدام هذا النوع من التسميات إنما هو نوع من التمييز الذى يضر بصورة المكسيك التى تحارب بشكل سريع وفعال لتجنب انتشار هذا الفيروس، والتى أشادت عدد من الدول والمنظمات، من بينها منظمة الصحة العالمية، باستراتيجيتها فى هذا الصدد.

وقد تساءل من جانبه سفير المكسيك فى فرنسا لماذا يتم استهداف المكسيك فقط، على الرغم من هذا الفيروس قد بدأ فى الانتشار من أمريكا الشمالية. وفضلا عن ذلك، فقد أوصت اللجنة الأوروبية، حرصا منها على المصالح الاقتصادية الخاصة بتجار الخنازير الأوروبيين وحفاظا منها على علاقاتها بشركائها الأجانب، باللجوء إلى استعمال تعبير ثالث وهو "الأنفلونزا الجديدة".

ويؤيد البروفيسور جون فيليب دورين، رئيس قسم أمراض الرئة بمستشفى لابيتيه سالبيتريير فى باريس وأحد مؤلفى كتاب "الوباء.. الخطر الأكبر"، عدم استخدام مصطلح "أنفلونزا الخنازير" فى حوار له مع صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية، لما قد يؤدى من عواقب وخيمة فى دول إسلامية، مثل مصر، حيث اتهم بعض المسئولين الدينيين الأقباط الذين يقومون بتربية الخنازير بمسؤليتهم إزاء احتمال انتقال المرض إليها. كما يضيف أنه من الخطأ أيضا استخدام لفظ "أنفلونزا المكسيك"، حيث لم تتأكد بعد أن بؤرة الفيروس موجودة بالفعل فى المكسيك، خاصة مع وجود حالات كثيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة