د.إبراهيم عبد العليم حنفى

فتاوى القهاوى

الخميس، 09 أبريل 2009 05:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت الفتاوى تصاغ على كل القنوات لكل من هب ودب، فهناك شخصيات بعينها إذا فتحت أى قناة تجدها ملازمة ومرابطة حتى إنك لو فتحت حنفية المياه تجدها تسيل فتوى لحد متطرطش عليك من كمية الغث التى تملأ فتواها المثيرة للبلبلة والتى لا تنفع ولا تضر لأنه كلام سهارى على المصاطب.

هذا هو حالنا وما وصلنا إليه فماذا يفيد الإسلام بترقيع غشاء البكارة لبنات الليل من ذكاة المسلمين؟ ألم تكن بنات الليل أعرف بأساليبهن كما يعرفن دروبها وأبوابها؟ فبدلا من أن نتكلم فى تعاليم الإسلام السمحة وبدلا من أن نخوض فى توظيف العلم والحث على طلبه والبحث كى نضاهى الغرب، رحنا نبحث عن ترقيع غشاء البكارة لبنات الليل. هذه هى مهمة الدعاة وقد سلط عليهم مقدمو برامج يصطادون فى الماء العكر كى يحدثوا ضربا وسبقا إعلاميا. (واللى مش عاجبه يغير القناة), المصيبة الكبرى أنك تجد أمثال هؤلاء على قنوات أخرى(جتنا نيلة فى حظنا الهباب).

فلاشك أنها سبوبة للطرفين للقناة وللضيف والذى يدفع الثمن هو المشاهد الذى يأمل فى شىء جديد يقال فيجد نفسه ملقى فى بحر ملوش قرار من التفاهة. ومن غشاء البكارة لإرضاع الكبير يا قلبى لا تحزن مادمنا نمتلك القدرة على الصياغة ورمى الشباك فى الوقت المناسب فلا يهمهم اصطياد سمكا مسموما أم لا, أهم شىء اسمه سمك والباقى على الجمهور بما أننا فى سوق وعلى عينك يا تاجر.

أصبحنا لا نجيد فن الفتوى ولا نرجع للقياس أو للكتب القيمة، ولكن الفتوى تفتى على الهواء مباشرة دون تفكير فلم أجد مفتيا يحتار فى مشكلة أمام المشاهد أو السائل، فيقول سأبحث لها عن حل وسأرد عليك. حتى يحترمه الناس, ولكن نجد الكل يفهم فى كل شئ يعنى(بتاع كله) مطلقا لسانه عنان السماء راقصا متلويا مشيحا بيديه (ومش ناقص إلا أنه يحلف بالطلاق) أن رأيه صحيح وكأنه على قهوى بلدى.

أما بخصوص فتوى نقل الأعضاء فحدث ولا حرج فقد أثير جدل كبير بسبب فتوى نقل أعضاء المحكوم عليهم بالإعدام، فإذا كان المحكوم عليه قد نال جزاءه لماذا نستبيح نقل أعضائه؟!
ألم يكن (الضرب فى الميت حرام) فكيف يعدم مرتين وكيف يستباح جسده ويقتص منه مرتين؟!

وهل هناك قياس فى القرآن يشير من بعيد أو من قريب يبيح ذلك أم هى عنترية الذى يفتى بذلك, والتى مصدرها التشفى من المحكوم عليهم لعله ينال رضاء الشعب. لكن لشعب ينظر بعين العدل ألا يكفى الحكم عليهم بالإعدام فقد ارتكب الجريمة حيا فكيف نعاقبه ميتا؟!

لقد نفذ الغرب وصعد القمر ونحن مازلنا فى مصيرنا إلى الجنة أم للنار. فالنار والجنة حق ولا ننكرهما، ولكن فى حياتنا نحتاج إلى علوم القرآن و(ما فرطنا فى الكتاب من شىء).
فقد أصبحت الفتوى تصاغ على القهاوى والمنتديات والقنوات الفضائية التى سهلت لهؤلاء أن يكونوا نجوما فى سماء الدين.

وما هو مثير للضحك لقد سأل مذيع دريم ضيفته عن الفرق بين الفتوى والرأى، فقالت لا فرق بين الرأى والفتوى. فهل حقا لا فرق بين الرأى والهوى الشخصى وبين فتوى من القرآن مستندة للحديث والسنة إلى هذا الحد وصلنا؟!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة