أكد تقرير إرنست ويونج السنوى لعام 2009 بشأن المخاطر التى تواجه شركات الاتصالات، والذى تم نشره بالتعاون مع «أوكسفورد أناليتيكا»، أن الفشل فى توليد تدفقات نقدية مستدامة من نماذج عمل جديدة وعدم القدرة على التنبؤ بالإيرادات بدقة، يتصدران لوائح المخاطر التى تواجهها شركات الاتصالات الرئيسية، ومع اشتداد أزمة الائتمان وضعف توقعات السوق، يواجه قطاع الاتصالات فى جميع أنحاء العالم مخاطر كبيرة على صعيد الأنشطة المختلفة، ووفقا لآراء من شملهم الاستطلاع، تأتى المراتب العالمية العشر الأولى للمخاطر عام 2009 كالتالى: فقدان ملكية العملاء والتوافق مع القوانين وعدم الدقة فى التنبؤ بالإيرادات من استثمارات التكنولوجيا والبنية التحتية والفشل فى توليد تدفقات مالية مستدامة من نماذج عمل جديدة وعدم القدرة على إدارة عمليات الاندماج والاستحواذ بكفاءة وجذب وإدارة الكفاءات ورأس المال الفكرى وسوء إدارة الشركات الاستراتيجية ومخاطر الخصوصية والمخاطر الأمنية وعدم القدرة على احتواء وخفض التكاليف.
وقال وضاح صلاح مسئول خدمات استشارات قطاع الاتصالات لدى إرنست ويونج فى الشرق الأوسط، إن الدراسة أظهرت أن شركات الاتصالات فى جميع أنحاء العالم تواجه نفس المخاطر، غير أنه يعتقد أن قطاع الاتصالات فى المنطقة قد يرى أولويات هذه المخاطر بترتيب مختلف من الواقع، حيث يقول إن عدم القدرة على تحقيق إيرادات مستدامة، جاء فى المركز الرابع عالميا، وسيكون فى الواقع واحدا من أكبر المخاطر بالنسبة للمؤسسات فى الشرق الأوسط.
ومن المفارقات أنه حتى الماضى القريب كان يعتبر هذا الأمر تحدياً، اضطرت الأسواق الناضجة لمواجهته، أما الآن، ومع ندرة التمويل والتعقيد المتزايد للعروض الجديدة، باتت شركات الاتصالات المحلية الفاعلة تمر أيضاً بهذه المرحلة العصيبة، وينطبق ذلك بصفة خاصة على صغار اللاعبين والداخلين الجدد إلى السوق نوعاً ما.
وأضاف أنه بالنسبة خطر التنبؤ بالإيرادات فإن ذلك يضاعف فى الفشل فى استثمارات التكنولوجيا والبنية التحتية بدقة، فعملية التنبؤ بالأعمال التجارية فى قطاع الاتصالات هى فى حد ذاتها ممارسة غير مؤكدة بطبيعتها، وينشأ التعقيد فى كونها تتطلب تخطيطاً بعيد المدى ضمن بيئة سريعة الوتيرة والتطور، وهذه هى السمة الفريدة المميزة لهذا القطاع.
وأضاف أن التنبؤ غير الدقيق يندرج أيضاً بين أكبر المخاطر التى تواجهها شركات الاتصالات فى الشرق الأوسط، فقد كانت معظم التوقعات تستند إلى ظروف السوق فى وقت سابق، عندما لم تكن آثار التراجع قد ظهرت فعلاً فى منطقة الشرق الأوسط كما أسهمت توقعات السوق الإيجابية للغاية فى تشجيع الخطط التوسعية الكبرى وخطط الاستثمار التى أجرتها العديد من الجهات الفاعلة، وقد يدفع الوضع الحالى المتمثل بعدم التيقن، إلى إعادة النظر فى القرارات الاستثمارية.
كما يبين التقرير أنه من المرجح أن يشهد قطاع الاتصالات الكثير من عمليات الاندماج على المدى المتوسط فى حين يمكن أن تتحول عمليات الاندماج والاستحواذ إلى أداة لتحقيق النمو وتحسين الكفاءة التشغيلية، لكنه قد يترتب عدد من الآثار السلبية عند الفشل فى اتخاذ الخيارات الاستراتيجية الصائبة فى حين يمكن أن تتحول عمليات الاندماج والاستحواذ إلى أداة لتحقيق النمو وتحسين الكفاءة التشغيلية، إلا أنه قد يترتب عدد من الآثار السلبية عند الفشل فى اتخاذ الخيارات الاستراتيجية الصائبة أما عدم القدرة على إدارة عمليات الدمج فكان ترتيبه الخامس عالمياً، بيد أن هذا الخطر سيكون أعلى مرتبة على لائحة شركات الاتصالات الشرق أوسطية.
ويكمن جزء من المشكلة فى صعوبة إدارة نموذج أعمال إقليمى أو عالمى والحصول على ما يكفى من المهارات لتوجيه عملية الانتقال إلى أسواق جديدة، ويشكل هذا الأمر عقبة رئيسية أمام التكامل السريع فى مرحلة ما بعد الاندماج، أما الاتجاهات العالمية التى تعيد هيكلة القطاع، والرؤية التنافسية ونتائج التكنولوجيا فهنالك تطور ملحوظ على الصعيد العالمى، وهو أن شركات الإنترنت ومزودى خدمة الكابلات وشركات تصنيع المعدات، باتوا شركاء ومنافسين جددا لشركات الاتصالات، وأدى ذلك إلى سيناريو غريب، حيث تتنافس هذه الشركات بشدة للسيطرة على نفس العملاء كشركات الاتصالات التقليدية، ويخلق هذا بدوره جوا تنافسيا تزداد شدّته ويصبح أكثر تعقيداً بكثير فى الوقت ذاته، ومع ذلك، يبدو أن المنطقة قد قاومت هذا الاتجاه حتى الوقت الراهن.
كما ترتبط العديد من المخاطر التى تواجه هذا القطاع فى جميع أنحاء العالم بموازنة حاجتها لتظل قادرة على المنافسة من خلال عروض الخدمات الجديدة، والشركات الاستراتيجية وخفض التكاليف، بينما تقاوم الأخطار الاقتصادية المتمثلة بالتراجع ودخول لاعبين جدد فى السوق فى آن واحد.
ومن المتوقع أن يؤدى التباطؤ الحالى إلى التراجع فى مجمل خدمات الاتصالات، وخصوصا أحدث الخدمات المعتمدة على التكنولوجيا الفائقة، بالإضافة إلى ذلك، هنالك تهديد متزايد فى بعض الأسواق الناشئة، حيث تواجه شركات الاتصالات التى تقدم خدمات عالية الجودة منافسة متزايدة من قبل الشركات التى تعتمد نماذج أعمال جديدة منخفضة التكلفة، وهو أيضا السيناريو الذى يخيم على ساحة الاتصالات فى المنطقة.
لمعلوماتك...
◄28 مليار جنيه ساهم بها قطاع الاتصالات للخزانة العامة للدولة من 2005 إلى 2008