تعكف مكتبة الإسكندرية فى الوقت الحالى، وفى إطار ذاكرتها التاريخية التى توثق لتاريخ مصر منذ عهد محمد على وحتى نهاية حقبة أنور السادات، على توثيق تاريخ الحصان العربى المصرى، وذلك بالتعاون مع محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة بعين شمس بالقاهرة، برئاسة أحمد حمزة رئيس مجلس إدارة المحطة.
وصرح أحمد حمزة لليوم السابع، بأن محطة الزهراء تمتلك مجموعة من أندر الكتب التى تروى تاريخ الحصان فى مصر، ومكتوبة بخط اليد، كذلك فإن هناك مجموعة من الصور التاريخية الهائلة.
ويقول الدكتور خالد عزب المشرف العام على ذاكرة مصر المعاصرة، إن تاريخ الحصان العربى المصرى ثرى جدا، وإن كثيرا من الناس لا يعرف عنه شيئا، وأنه وفقا لسجلات ذاكرة مصر التاريخية التى سوف تتاح قريبا على شبكة الإنترنت، فإن تاريخ الحصان العربى فى مصر يرجع إلى عدة قرون، ففى القرن الثالث عشر استورد السلطان الناصر بن قلاوون والسلطان برقوق عددا ضخما من الخيول العربية من شبه الجزيرة العربية، وفى بداية القرن التاسع عشر استورد محمد على باشا (1769 -1848) مؤسس مصر الحديثة عددا قليلا من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية وذلك بعد عام 1811، وقد واظب على الاستيراد من بعده ابنه إبراهيم باشا (1789 - 1848) وحفيده عباس باشا الأول (1813 - 1854)، الذى أنفق أموالاًً طائلة فى سبيل اقتناء الخيول العربية الأصيلة، وجمع معلومات عنها من قبائل شبه الجزيرة العربية، ترك عباس باشا الأول بعد وفاته، خيوله العربية لابنه إلهامى باشا الذى لم يكن متحمساً لتربيتها، ولحسن الحظ فقد اشترى على باشا شريف معظم هذه الخيول واعتنى بها، وقبل وفاة على باشا شريف عام 1897 بلغ عدد خيوله حوالى 400، وقد بيعت خيوله فى مزاد عام، كان معظم مربى الخيول المصريين من العائلة المالكة مثل الخديوى عباس حلمى الثانى، الأمير أحمد كمال، الأمير محمد على توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم. وفى عام 1908 تم تكليف قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية بالبدء فى تربية خيول عربية أصيلة بعد الحصول على أفضلها، تلك المنحدرة من خيول عباس باشا الأول، وذلك من الخديوى عباس باشا حلمى الثانى والأمير محمد على توفيق، وليدى آن بلانت وابنتها ليدى ونترورث، وقد جمعت هذه الخيول فى مزرعة بهتيم، وفى عام 1928 اشترت الجمعية حوالى 60 فداناً فى كفر فاروق بصحراء عين شمس شرق القاهرة، وذلك لتهيئة ظروف أشبه ما تكون بالبيئة الطبيعية للخيول العربية، وقد انتقلت الخيول إلى المزرعة الجديدة والمعروفة الآن بمحطة الزهراء والتى تبعد عن مطار القاهرة الدولى بحوالى 15 دقيقة، وفى عام 1952 تحول اسم الجمعية الزراعية الملكية إلى الهيئة الزراعية المصرية، وهى الآن جهة التسجيل الرسمية للخيول العربية فى جمهورية مصر العربية، وهى عضو مؤسس فى المنظمة العالمية للحصان العربى ( WAHO).
من جانبه أوضح الباحث عمرو شلبى، أن الهدف الرئيسى للمشروع هو توثيق الجهود المصرية تاريخيا فى الحفاظ على نقاء سلالة الحصان العربى المصرى الأصيل، وما تقوم به الهيئة الزراعية المصرية بتسجيل الخيول العربية الأصيلة المملوكة لمحطة الزهراء أو المزارع المصرية الخاصة فى سجلات أنساب الخيول لدى الهيئة الزراعية المصرية، أيضاً إجراء اختبارات إثبات النسب للأمهار المولودة حديثاً، وإصدار شهادات النسب والتعريف والتّصدير والاستيراد، وكذلك إصدار كتاب أنساب الخيل الرسمى، وقد صدر منه حتى الآن عشرة أجزاء، كذلك الإشراف العام على مزارع الخيول الخاصة، وتنظيم البطولة السنوية التى تقام فى شهر أكتوبر من كل عام على أرض محطة الزهراء، كما تعمل الهيئة الزراعية المصرية ما فى وسعها للحفاظ على نقاء الحصان العربى المصرى الأصيل، وذلك بالسماح للمربيين المصريين باستخدام طلائق محطة الزهراء الأصيلة للتزاوج مع أفراسهم العربية، وأيضًا بيع عدد من الأمهار والمهرات من إنتاج محطة الزهراء فى مزاد علنى يقام مرتين سنوياً.
الخيل العربى الأصيل.. تاريخ طويل فى مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة