د.حمزة زوبع

الانتخابات الجزائرية والبحث عن منافسين للرئيس!

الخميس، 09 أبريل 2009 10:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بوتفليقة الزعيم الأوحد، والذى لم تنجب الجزائر مثله ويبدو أنها لن تنجب مثله، قرر أن يضحى ببقية عمره وأن يكمل مسيرة العطاء والبناء والتنمية والتعمير فى الجزائر، هكذا قرر الرجل وأسعفته القوانين والتشريعات تماما كما أسعفتنا نحن هنا فى مصر ولا تزال تسعفنا، إن عَنّ للمسئولين رأى أو رأوا فى المنام ملامح تغيير..

بوتفليقة قرر أن يعدل الدستور عبر بوابة مجلس الشعب زى مصر تمام ( سبحان الله – شوف الصدف ) وألغى من رأسه فكرة الاستفتاء على التعديل بعدما تبين لمستشاريه أن فكرة الاستفتاء قد توُدى بحلمه فى الاستمرار من أجل التنمية والإعمار !! (حلوة مش كدة ). بوتفليقة المرشح الأوحد وبدلا من أن يركز فى حملته الانتخابية على شرح برنامجه العظيم من أجل البناء والتعمير، راحت حملته الانتخابية تركز على أهمية مشاركة منافسين ( منافسين يا ولاد الحلال).

أفهم أن الرئيس الذى قام بتعديل الدستور من أجل أن يفوز لا يهمه شيئا سوى بقائه فى الكرسى ( ليس بعد التعديل ذنب) ولكن أن يقوم الإعلام بحملة من أجل تشجيع مرشحين للتنافس ضد بوتفليقة فيذكرنى بالحملة المصرية لتشجيع منافسين مثل الحاج أحمد الصباحى ونعمان جمعة للدخول فى حلبة المنافسة.

دخل نعمان جمعة بحملة إعلامية وإعلانية شرسة اسمها "اتخنقنا"، وكانت حملة قوية وصادمة تكشف الكثير من سوءات الفترة السابقة، وأدرك أهل الحكم أن نعمان ربما أخذ الموضوع بجد وأن عليه أن يفهم أن دخوله فى الحلبة من باب أن يقال إنه دخل الانتخابات وليس من باب أنه منافس ( حقيقى للرئيس ) وكانت النتيجة أن أوقفت الحملة الإعلامية، وتمت معاقبة نعمان جمعة بعد الانتخابات مباشرة لأنه تصور أن بإمكانه منافسة السيد الرئيس . وبالطبع الحديث عن جزاء أيمن نور لم ينته بعد فلا يزال الرجل يعاقب، أما الحاج أحمد الصباحى الله يرحمه فدخل المنافسة ليعلن على الملأ أنه مبسوط بالرئيس مبارك وسيعطيه صوته فى الانتخابات ويكفيه أن التاريخ سجل اسمه فى أول انتخابات تنافسية.

الرئيس بوتفليقة وبعد أن ضمن ترشح بعض الأسماء ( النكرة ) فى عالم السياسة تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن المرشحين ( مش قد كده ) وأنه خايف أن تكون نسبة الإقبال ضئيلة، لأن الناس ستدرك أو أدركت أن بوتفليقة فائز لا محالة وأنه لا توجد انتخابات ولا يحزنون .. إنما تزكية بالثلاثة، لذا فقد بادرت أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الإعلام وحتى وزارة الأوقاف ( تصوروا ) بعمل حملات فى المساجد لتشجيع الناخبين على التصويت من باب أنه لا بد من المشاركة لتفعيل دور المواطن وأن من لن يشارك فقد ( أذنب ) وبالتالى قد يكون عليه ( كغارة ) فى الدنيا والآخرة ...

حدث نفس الشىء فى مصر والقانون كما تعرفون ينص على معاقبة من يتخلف عن التصويت، كما أن الدولة تعاقب من يصوت ضد الرئيس، وهما خياران كلاهما مر .. هل تغيب وتدفع الغرامة أم تصوت ضد الرئيس وتأخذ مخالفة !!!

فى الحقيقة قرر المواطنون فى مصر ألا يذهبوا مقابل دفع الغرامة على ألا يحضروا ويخالفوا ضميرهم، وقامت الأجهزة بعمل اللازم، فقد صوتت نيابة عن المواطنين وأثبتت حضورهم وبالتالى لم تقم بتغريمهم وهذا حل وسط أرضى جميع الأطراف إلا طرف واحد، هو أجهزة الإعلام التى لا ترحم والتى نقلت صور المقار الانتخابية وهى خاوية على صناديقها وكشفت أن الأرقام التى أذيعت إن هى إلا ظن وأن الظن لا يغنى عن التصويت شيئا.

على الجزائريين إن أرادوا استنساخ التجربة المصرية أن يبحثوا عن طريقة للتعامل مع وسائل الإعلام التى ولا شك ستفضح مؤامراتهم لتصوير الانتخابات الجزائرية على أنها عرس للديمقراطية، وأن الشعب كل الشعب حتى الجنين فى بطن ( مامته) شارك فى التصويت للرئيس الملهم ( بوتفليقة )، واقترح ما يلى:

اعتبار قناة الجزيرة غير مرغوب فيها أثناء الانتخابات.
طلب تغيير مراسلى قناة العربية و BBC لأنهم مشاكسون ومؤدلجون.
منع قناة 24 الفرنسية لأنها حاقدة وكارهة للجزائر.
منع قناة CNN من دخول الجزائر لأن القناة تابعة لأمريكا وأمريكا كما تعلمون ضد العرب وضد استمرار التنمية.
تجنيد مجموعات تصويت متنقلة MOBILE VOTERS ترافق القنوات الفضائية من مكان لآخر ومن محافظة لأخرى لضمان وجود مقترعين حيث تتواجد القنوات( وخصوصا المغرضة منها).
تغيير الزى الخاص بقوات الأمن والشرطة وصرف ملابس مدنية حتى لا تتهم السلطات بأن الشرطة كانت تعمل لصالح بوتفليقة وليس لصالح الشعب.

عموما الانتخابات الجزائرية مثلها مثل أخواتها العربيات، ولكن لنا الفخر فى مصر أن تجربتنا يتم استنساخها بين الحين والآخر ... مبروك علينا الريادة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة