ألقت صحيفة لوفيجارو الضوء على ظاهرة لجوء مسلمى فرنسا، الأصوليين منهم والمعتدلين، إلى الإنترنت كمساحة للتعبير عن أنفسهم بأسلوب أكثر حرية منه فى المساجد. فكما أن الإمام الدينى يعد مرشدا، فقد بات الإنترنت بدوره مرشد أيضا.
حيث لوحظ مؤخرا أن المناقشات الخاصة بالإسلام فى فرنسا، تدور اليوم على شبكة الإنترنت، التى أصبحت تملك قوة تأثير كبيرة على الشباب تتعدى تأثير الأئمة المتحفظين عليهم، خاصة وأن الخطب العامة فى المساجد تخضع للرقابة، مما يجعل الأئمة يتجنبون التصريح بأية تعليقات سياسية. وقد وجدت تلك الأخيرة طريقها إلى الشباب من خلال صفحات الإنترنت. حيث تستند الحركات الأصولية مثل التيار السلفى بقوة فى الآونة الأخيرة على الإنترنت.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من وجود شيوخ المرجعية الدينية فى المملكة العربية السعودية، إلا أنهم يكونون مع طلابهم مجتمعا على شبكة الإنترنت، حيث يتناقشون فى تفاصيل مبهمة لمدة ساعات، وحيث يسيطر على الشباب شعور بالألفة فى هذا العالم المغلق الذى يتشابه فيه الجميع.
وقد كلفت اللجنة الأوروبية من جانبها مجموعة بحث لدراسة ذلك الاتجاه الخاص بتلقين العقائد على شبكة النت.
وبعيدا عن الحركات الراديكالية، فإن الإنترنت يحدث الآن ثورة حقيقية فى الفكر الإسلامى، حين يعرض على مستوى واحد الآراء الدينية للتيارات المتشددة والليبرالية على حد سواء، دون رقابة أو حذف، وهو وضع لم يكن مألوفا من قبل، كما تؤكد أستاذة الدراسات الإسلامية جوسلين سيزارى. فبمجرد ضغطة واحدة، يمكن للشاب الانتقال من آراء المتشددين الذين يلزمون المرأة بتغطية وجهها كاملا إلى وجهات النظر الليبرالية التى تتحدث عن إخفاء الرقبة فقط أو حتى ارتداء حجاب رمزى. ومن ثم يستطيع الشاب التزود بالحجج التى تلائمه.
يقول دليل بوبكر، عميد مسجد باريس، إن عدد المسلمين الذين يجتمعون حول "مساجد الإنترنت" كما يمكن أن يطلق عليها، يزيد عن عددهم فى قاعات الصلاة، مضيفا أن حرية التعبير والإسرار التى تميز المناقشات على شبكة الإنترنت قد أحلت محل دراسة النصوص. ومن ثم قد يجد العديد من المنضمين الجدد للعقيدة الإسلامية فى هذه الطريقة الوسيلة للولوج إلى الخطوات الأولى للممارسات الدينية.
مساجد الإنترنت تجذب الشباب المسلم فى باريس
الأربعاء، 08 أبريل 2009 10:58 ص
المسلمون فى أوروبا لا يزالوا يعانون من التجاهل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة