الغارة الغامضة على السودان.. معركة بين إسرائيل وإيران

الأحد، 05 أبريل 2009 10:43 م
الغارة الغامضة على السودان.. معركة بين إسرائيل وإيران إسرائيل وإيران تخوضان حرباً على الأرض السودانية
إعداد ريم عبد الحميد عن الإيكونومست

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظراً لشراسة الهجوم الذى شنته إسرائيل على حركة حماس فى قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يناير الماضى، كان من المنطقى أن تقدم إسرائيل كل ما باستطاعتها أيضاً لمنع حماس من الحصول على مزيد من الأسلحة، والآن فقط، تبرز قصة غامضة توضح المدى الذى يمكن أن تذهب إليه إسرائيل، أكثر من 1400 كيلو متر عند الحدود السودانية الشمالية.

"من يحتاج إلى المعرفة يعلم الإجابة" كان هذا تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت، الذى أكد به ضمنياً ما ورد فى سلسلة من تقارير وسائل الإعلام بأن طائرات عادية أو طائرات بدون طيار إسرائيلية دمرت قافلة من 23 شاحنة تحمل أسلحة إيرانية كانت موجهة إلى حماس، وذلك فى شمال شرق السودان فى منتصف يناير الماضى.

وبعد بعض الإرتباك، اعترفت الحكومة السودانية أن هذا الهجوم، الذى شنته إسرائيل على الأرجح، وقع بالفعل فى شمال بورسودان على البحر الأحمر، ونشرت العديد من وسائل الإعلام تقارير غريبة، وإن لم يتم التحقق منها، تشير إلى أن الموساد الإسرائيلى حصل على معلومات تفيد بأن هذه الأسلحة كانت سيتم تهريبها إلى قطاع غزة عبر مصر والسودان، وأن القوات الجوية الإسرائيلية قامت بضرب القافلة، وقتل من كان فيها والذين يصل عددهم إلى 40 شخصاً بينهم إيرانيون.

قيل أن هدف إسرائيل منع حماس من الحصول على صواريخ فجر الإيرانية المصممة لكى يمكن حملها مفككة، ومن ثم تهريبها عبر الأنفاق من مصر إلى غزة، ومن هناك حيث يتم إطلاقها على المدن الإسرائيلية علماً بأن مداها على الأقل 40 كيلو متراً، أى يفوق صواريخ القسام. والهدف الثانوى قد يكون تذكير إيران بالذراع الطويلة لإسرائيل، وأن الأخيرة بإمكانها فى يوم ما أن تتجرأ وتستخدم هذه الذراع ضد البرنامج النووى الإيرانى.

فى سبتمبر 2007، قامت إسرائيل بغارة دمرت فيها ما قالت أمريكا فيما بعد أنه مفاعل نووى سرى تم بناؤه فى سوريا بمساعدة كوريا الشمالية.

والمعروف أن السودان وإيران يتمتعان بروابط قوية منذ قيام الثورة الإسلامية فى السودان عام 1989، التى أتت بالرئيس الحالى عمر البشير إلى الحكم وكانت ملهمتها النسخة الإيرانية التى وقعت قبل عقد من الزمان قبل هذا التاريخ. حسن الترابى، العالم الإسلامى الذى نظم الانقلاب كان يسعى إلى نسخة سنية من الثورة الإيرانية الشيعية، تكتمل بالحرس الثورى وتعمل وفقاً لأحكام الشريعة، وكان الترابى يأمل أن يكون بمثابة آية الله الخومينى فى شرق أفريقيا.

وعلى الرغم من الخلافات المذهبية بين الدولتين، إلا أن إيران اعترفت بحليفة ستكون مفيدة لها فى منطقة لا تتمتع فيها بصداقات، وللتعبير عن هذه الصداقة، قام الرئيس الإيرانى فيما بعد أكبر هاشمى رفسجانى بزيارة الخرطوم عام 1991، يرافقه ما لا يقل عن 157 مسئولاً، وفى ظل الاتفاقيات التى وقعها رفسنجانى خلال هذه الزيارة وافقت إيران على أن تدرب الحرس الثورى فى السودان، أو قوات الدفاع الخاصة بها، وتوجه حسن زادة الإيرانى الذى تولى تدريب مقاتلى حزب الله فى لبنان إلى السودان عام 1992.

كما ساعدت إيران فى تأسيس صناعة الأسلحة فى السودان، والتى تعد الآن ثالث أكبر دولة فى أفريقيا فى هذا المجال. ومن المرجح أن تكون الصواريخ التى قيل إن إسرائيل دمرتها فى يناير الماضى قد تم نقلها بالسفن إلى ميناء السودان من إيران عبر اليمن، لكن من المحتمل أيضا أن تكون بعض هذه الأسلحة قد تم تصنيعها ليس فى إيران، ولكن فى السودان التى تمتلك مصانع أسلحة عسكرية فى جنوب الخرطوم.

وزير الدفاع الإيرانى قد أمضى أربعة أيام فى الخرطوم العام الماضى، حيث وقع اتفاق تعاون آخر فى مجالات التكنولوجيا العسكرية وتبادل الخبرات والتدريب، وفقاً لما ذكرته بعض الصحف السودانية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة