لعب الأطفال تغيرت وظيفتها من إسعاد الطفل إلى إصابته بالسرطان، فقد عادت هذه المشكلة تطفو على السطح من جديد لتعبر عن جشع بعض التجار من جهة وعن تدهور الحالة الاقتصادية للعديد من المصريين الذين يضطرون لشراء هذه اللعب الرخيصة لإرضاء أطفالهم، دون الالتفات للمواد الضارة المصنعة منها لتصبح محلات كل حاجة 2,5 هى الملاذ الوحيد للهروب من صراخ الأطفال بالحصول على لعبة، غافلين صراخ أكبر على المدى البعيد يعانى منه أطفال مستشفى 57357.
"السلع الصينية صاحبة الرصيد الأكبر بالنسبة لهذه اللعب المسرطنة، وتنتشر فى محلات كل حاجة 2,5 "كما تقول الدكتورة سعاد الديب رئيس الجمعية الإعلامية للتنمية وحماية حقوق المستهلك، وذلك لرخص ثمنها، بالإضافة إلى اعتمادها على أشكال وألوان مبهرة تجذب الزبائن سواء الأطفال أو إبائهم، وأن غالبية الذين يشترونها لا يعرفون أنها ضارة وتحتوى على نسب عالية من المواد السامة مثل الكاديوم هذه المواد التى من شأنها أن تسبب العديد من الأمراض على رأسها السرطانات.
وللحد من هذه السلع الصينية المغشوشة التى تصنع تحت بير السلم، مثلما يحدث فى مصر، فقد تم عقد مذكرة تفاهم بين الصين ومصر لمنع دخول هذه السلع المغشوشة والتى تندرج فيها لعب الأطفال، كما يقول اللواء محمد البنا رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وفيها يتم الحصول على شهادة فحص موثقة من الجهات الرقابية بالصين.
"سوف نختص من وزارة الصحة لعدم متابعتها الدورية لمخلفات المستشفيات" جاء ذلك على لسان محمد ناجى مدير جمعية حابى للحقوق البيئية.
وأكد أن هذه الألعاب لا تحتوى فقط على العناصر الثقيلة الضارة، بل يتم تصنيعها من مخلفات المستشفيات مثل الحقن البلاستيكية القطن المستعمل، التى يتم بيعها للتجار الذين يتم بيعهم لأصحاب المصانع التى تقوم بتصنيعها، وذلك لعدم وجود متابعة من جانب وزارتى الصحة والبيئة بشأن كيفية التخلص من هذه المخلفات، التى يتم استغلالها بجشع دون الالتفات إلى خطورة هذه المخلفات على صحة الأطفال.
"هم الناس معاهم فلوس يشتروا لعب؟! "كانت هذه جملة الدكتورة زينب عوض رئيس الجمعية القومية لحماية المستهلك التى رفضت التعليق عن الموضوع، ورأت أنه ليس هناك فائدة من الحديث فى هذا الموضوع مجدا.
وتتمثل خطورة هذه اللعب فى احتوائها على نسبة عالية من مادة الرصاص السامة، كما يقول الدكتور مجدى بدران بمعهد الطفولة جامعة عين شمس، حيث يدخل الرصاص فى دهانات الألوان التى تستخدم لطلاء لعب الأطفال لتكسبها ألوان زاهية ملفتة لنظر الطفل، كما أنه يتم إضافة هذه المادة الخطرة فى المادة البلاستيكية التى يتم تشكيلها فى شكل مسدسات للصبيان ودمى للفتيان مما يكسبها مرونة التشكيل. كما أن بالونات الهواء لم يسلم الأطفال من مصائبها، والتى ترجع خطورتها عندما يقوم الأطفال بنفخها فى أنها تحتوى على نسيه عالية من مادة سامة تدخل فى صناعة البلاستيك حتى تعطيه المرونة والقدرة على التمدد، مما يرفع قابلية البالون على الانتفاخ وهو الأمر الذى يسعد الطفل، إلا أن العديد من الأطفال لا تقف علاقتهم بهذه اللعب عند نفخها بل يقيمون بمضغها ومص الألوان الصناعية الموجودة بها مما يزيد من مخاطرها.
وقد أوصت العديد من الدراسات بمجموعة من الأسس التى يمكن الاعتماد عليها لتقليل خطورة هذه المواد، مثل استخدام أدوات النفخ بدلا من نفخ البالونات بالفم، والحد من وضع الأطفال لهذه اللعب بفمهم حتى لا تنتقل إليهم هذه المواد السامة، بالإضافة إلى عدم تعريض هذه اللعب لضوء الشمس والحرارة المرتفعة حتى لا تتفاعل معها هذه المواد الخطرة والسامة فتزيد خطورتها.
والجدير بالذكر أن نسبة شراء المصريين للعب أطفالهم تصل إلى نحو 20 مليون جنيه سنويا، ويخدم على هذا القطاع الصناعى نحو 10 آلاف عامل، إلا أن شراء هذه اللعب لا يقتصر فقط على الإنتاج المحلى بل يتم أيضا استيرادها من الخارج لتصل إلى نحو 25% من حجم الاستيراد، فى حين تصل نسبة اللعب المغشوشة المطروحة فى السوق إلى نحو 35% من جملة هذه اللعب المعروضة بداية من المعروضة على الرصيف وصولا للمرصوصة على الأرفف فى كبرى المولات.
ألعاب مسرطنة تغزو الأسواق المصرية..
الصين تحذركم.. "اللعبة" بها سرطان قاتل!
الجمعة، 03 أبريل 2009 09:00 م
الألعاب أصبحت أحد أسباب الإصابة بمرض السرطان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة