"فى العيادة النفسية".. ابنتى تخاف من الطعام

الثلاثاء، 28 أبريل 2009 12:16 م
"فى العيادة النفسية".. ابنتى تخاف من الطعام الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس
كتبت غادة الشرقاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المرض النفسى مثل أى مرض عضوى، يمكن أن يصيب أى فرد فى العائلة، ولكن فى أحيان كثيرة قد يكون فى بيتنا مريض نفسى ولا نكتشف مرضه، حتى يتحول إلى مرض مزمن يؤثر على حياة المريض ومن حوله ويحولها إلى جحيم، ومن خلال هذا الباب "فى العيادة النفسية"، سنتعرف على العديد من الأمراض النفسية المنتشرة فى مجتمعنا، وكيفية التعرف عليها واكتشافها مبكرا وعلاجها.

ومن بين هذه الأمراض، مرض فقدان الشهية العصبى المعروف علميا باسم"Anorexi Nervosa"، وهو عادة يصيب البنات المراهقات، لكنه يمكن أن يحدث أيضا للأولاد أو البالغين، والذين يعانون من هذا المرض مهووسون بالنحافة، ويعتقدون أنهم يعانون من زيادة الوزن على الرغم من نحافتهم الشديدة.

ويصف الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إحدى الحالات قائلا
"حضرت طالبة بالصف الثانى الثانوى عمرها 16 عاما بصحبة والدتها، التى كانت تشكو بأن ابنتها بدأت ترفض الطعام منذ حوالى ستة أشهر، معتقدة أن وزنها زاد بطريقة كبيرة، ولابد أن تتبع نظاما غذائيا قاسيا. وكان وزن الطالبة فى ذلك الوقت 50 كيلوجراما، وبالفعل بدأت ترفض الأكل وتمارس الرياضة يومياً لمدة 4 ساعات، وتأخذ ملينات ومدرات للبول، وخلال ستة أشهر انخفض وزنها إلى 38 كيلوجراما، علما بأن الوزن المناسب لها وفقا لطولها هو 52 كيلوجراما".

وبسؤال الطالبة فى محاولة للتعرف على نظرتها لنفسها، قالت إنها لابد أن ينقص وزنها أكثر حتى يصبح 34 كيلوجراما، ولاحظت عائلة الفتاة نشاطها الزائد بالرغم ما يبدو عليها من وهن شديد وصعوبة فى الحركة والتركيز، ولا تستطيع متابعة دراستها، ثم بدأت تعانى من أعراض مثل الدوخة وأوجاع بالجسم وانقطاع فى الدورة الشهرية. وكانت الطالبة تقول إنها فى صحة جيدة، وأن حجمها ووزنها لابد من إنقاصهما وبعمل اختبار "فتح الباب" (وهو اختبار يوضح إدراك الإنسان لنفسه بتحديد حجم الفتحة التى يعتقد أنها توازى حجمه)، قامت الطالبة بفتح الباب على مصراعيه، معتقدة بأن ذلك هو حجم جسمها الحقيقى، وبالطبع هو حجم مبالغ فيه جدا.

وتم تشخيص الحالة بأنها فقدان الشهية العصبى أو ما يسمى بالإنجليزيةAnorexia Nervosa، وهذا المرض منتشر فى الإناث أكثر من الرجال بنسبة 1:9، وعادة ما يصيب الإناث فى سن المراهقة فى فترة الثانوى أو الجامعة، وله مخاطر شديدة على الصحة العامة لحدوث خلل فى نسبة الهيموجلوبين والصوديوم والبوتاسيوم فى الدم، مما يؤدى إلى أمراض جسدية وفى بعض الأحيان تتدهور الحالة وتصل إلى الانتحار أو الوفاة، وعادة ما يصاحبها اكتئاب أو وسواس شديد.

والعلاج هنا ينقسم إلى قسمين: علاج جسدى لتصحيح الخلل فى الجسم بمحاليل وعلاجات تساعد على بناء الجسم مرة أخرى، أما القسم الثانى: فهو العلاج النفسى بما يعرف بالعلاج المعرفى لتصحيح الفكر والإدراك الخاطئ فى حجم الجسم وبعض العقاقير المهمة لتحسين الحالة النفسية والأعراض الاكتئابية التى تصاحب هذا المرض.

وتشخيص مرض فقدان الشهية العصبى باكرا أمر غاية فى الأهمية، ووفقا لدراسات حديثة فإن قياس نسبة الكربون والنيتروجين فى الشعر تمكن الطبيب من تشخيص 80% من الحالات مبكرا. ولكن العبء الأكبر فى هذا المرض يقع على عاتق الأسرة، فهناك مؤشرات تثير الانتباه فى العادات الغذائية اليومية وتشكل بداية الخيط لتجنب المضاعفات، ومن بين هذه المؤشرات الكذب واختلاق الأعذار لعدم تناول الطعام.

وحتى الآن لم يعرف على وجه التحديد أسباب الإصابة بهذا المرض، ولكن بعض الدراسات ترجح أن هؤلاء المرضى يعتقدون بأنهم سيكونون أكثر سعادة أو حياتهم أفضل إذا كانوا نحيفين كما يريد هؤلاء لكل شىء فى حياتهم أن يصبح مثاليا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة