يولى حالياً زنوج أمريكا اهتماماً بالغاً بمعرفة أصولهم الأفريقية، بعد أن حرص الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى نهاية عام 2006، على زيارة كينيا، مسقط رأس والده، فى أوج حملته الانتخابية، للفوز بترشح الحزب الديمقراطى، فى مواجهة منافسته هيلارى كلينتون لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
فمنذ وصول الرئيس أوباما لسدة الحكم فى الولايات المتحدة، أصابت الأمريكيين الأفارقة حمى معرفة الدول التى جاء منها أجدادهم، خلال حقبة العبودية، عندما كان تجار العبيد الأوروبيون واليهود، يسوقون الأفارقة كالقطعان فى سفن بدائية، إلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطى، للمساهمة فى عملية إعمار الولايات المتحدة بعد اكتشاف الأمريكتين.
وانتهزت مؤسسة أمريكية أطلقت على نفسها "أفريقيا - أمريكا"، الاهتمام الذى يوليه الأمريكيون الأفارقة لمعرفة أصولهم الأفريقية، لتلقى نداء لهم لمساعدتهم فى الكشف عن بلادهم الأصلية، من خلال إجراء تحليل الحامض النووى "دى إن إيه" مقابل 299 دولاراً.
وذكرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن معرفة أصول الأفارقة، أصبحت تجارة رائجة فى الولايات المتحدة، بعد أن أثار فوز أوباما بالانتخابات الروح الوطنية الأفريقية فى قلوب الأمريكيين السود، مشيرة إلى أن الحامض النووى أصبح قادراً على تقصير آلاف الكيلومترات بين الأمريكيين الأفارقة وبلدانهم الأصلية، والعودة بهم فى ثوانٍ إلى ما قبل 400 عام، عندما بدأ تجار العبيد فى صيد الأفارقة، ونقلهم إلى أمريكا وهم مكبلى الأيدى والأرجل.
ويعد الممثل الأمريكى الأفريقى الشهير إيسايا واشنطن (45 عاماً) من أشهر الأمريكيين الذين حرصوا على إجراء تحليل الحامض النووى، ليكتشف أن أصوله تعود الى دولة سيراليون، وقد بادر واشنطن منذ أن قام بزيارة بلده الأصلى بتشكيل منظمة خيرية لبناء المدارس والمستشفيات، والمساهمة فى إيجاد فرص عمل للمواطنين فى سيراليون، الذين عانوا حرباً أهلية مدمرة، دامت لسنوات طويلة، قضت على الأخضر واليابس فى هذا البلد الواقع فى غرب أفريقيا.
من جانبها سارعت الحكومة فى سيراليون، بمنح واشنطن الجنسية السيراليونية، بوصفه أفضل دعاية لتحسين صورة سيراليون، بعد أن اشتهرت بأنها بلد الحروب والانقلابات العسكرية.
وقد أعربت السنغال وغانا وكوت ديفوار وعدد آخر من الدول الأفريقية، عن استعدادها لمنح الأمريكيين الأفارقة جنسية أجدادهم، للاستفادة منهم فى جذب الاستثمارات الأمريكية للقارة السمراء، غير أن بعض الأمريكيين لم يكونوا بنفس حماس الممثل إيسايا واشنطن فى خدمة بلادهم الأصلية، وليس أدل على ذلك من الممثلة الأمريكية الشهيرة ووبى جولدبيرج، التى لم تلبِ حتى الآن دعوة حكومة غينيا بيساو، رغم أن الأخيرة على استعداد دائم لاستقبال ووبى، كنجمة وطنية، بعد أن أثبت تحليل الحامض النووى أن أصولها تعود إلى غينيا بيساو.
الزنوج الأمريكيون يكتشفون أصولهم الأفريقية اقتداء بأوباما
الإثنين، 27 أبريل 2009 03:38 م
زيارة أوباما لمسقط رأسه شجعت الزنوج الأمريكيين للبحث عن أصولهم الأفريقية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة