استعانة الحكومة باللصوص لحل مشكلة إشعاع ذرى فى أحد المنازل بمحافظة القليوبية، التى كادت أن تتسبب فى مشكلة صحية كبرى للعديد من المواطنين، هى قصة فى منتهى الغرابة رواها المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية، خلال مؤتمر إدارة الأزمات، الذى عقده مركز معلومات مجلس الوزراء على مدار اليومين الماضيين.
تبدأ الأحداث من قرية ميت حلفا بالقليوبية، وهى قرية صغيرة، ظهرت بها حالة مرضية عجيبة فى أسرة واحدة فقط، عبارة عن جروح فى كف اليد وتحت الإبط بشكل جسيم، ولم يفلح الأطباء فى تشخيص أسباب هذه الحالة العجيبة. وتمر الأيام والحالة تزداد سوءا، مما أثار خوف المسئولين من ظهور مرض غريب يمكن أن ينتشر فى القرية، حتى خطر للأطباء السؤال عن شئ أو طعام غريب تناولته هذه الأسرة، وتبين أنهم اشتروا طعاما من سوق إمبابة، فذهب فريق لفحص السوق ولم يتم التوصل إلى أى شئ.
ومع الوقت يزداد الأمر غموضاً، ولم يتم حل هذه المشكلة سوى عن طريق الصدفة، عندما كان عمدة القرية يتحدث مع المحافظ حول الأسرة المصابة، ويصفها أنها تقوم حاليا ببناء حجرتين لابنها المجند فى إحدى الجهات السيادية حتى يتزوج، وأن البيت ملئ بالرمل والزلط.
هذا الحديث رغم بساطته، إلا أنه أضاء نقطة غامضة فى رأس المحافظ، حيث قرأ عن الرمال السوداء المشعة فى بعض المناطق بالجيزة وكفر الشيخ، وبسؤال الأسرة عن المكان الذى اشتروا منه الرمال، اتضح أنها من الجيزة، مما دعا المسئولين بالمحافظة لاستدعاء وفد من هيئة الطاقة الذرية لبحث الأمر.
وعند فحص المكان بجهاز الإشعاع، اتضح أن هناك مصدرا للإشعاع، إلا أن المركز ليس الرمال المشكوك فيها، حتى توصل الخبراء إلى كرتونة صغيرة فوق دولاب بحجرة النوم لا يمكن الاقتراب منه، حيث يجب وضعه فى صندوق آمن مصنع من مادة الرصاص.
وبسؤال أهل البيت عن الكرتونة، اكتشفوا أن ابنهم المجند كان يحفر أثناء بناء المنزل فوجد سبيكة ثقيلة "تشبه" الذهب، وخبأها فى هذه الكرتونة، واتضح فيما بعد أنها جهاز مشع نساه أحد العاملين أثناء أعمال حفر للبترول، وخاف من الإبلاغ عن ضياعه. المثير فى الأمر أن هيئة الطاقة الذرية لا تمتلك الرصاص المطلوب، رغم أنه المادة الرئيسية للسيطرة على مصادر الإشعاع!.
وبعد إخلاء المكان، وما حوله بمساحة 30 مترا، جعلت المحافظة من مدرسة القرية مكانا لإيواء السكان المهجرين مؤقتا، وخطر للمستشار عدلى حسين فكرة للحصول على الرصاص المطلوب قد يراها البعض "مجنونة"، وهى الاستعانة بلصوص المحافظة، حيث أرسل لهم المحافظ رسالة عبر أجهزة الأمن يقول فيها "المحافظ عايزكم فى حاجة إنسانية وعارف إنكم قدها"، فـجاءت إلى القرية سيارة نصف نقل محملة بـ 100 كيلو جرام من الرصاص المسروق من البلاعات وقضبان السكة الحديد والكابلات الكهربائية، وبالتالى تم تصنيع الصندوق المطلوب فى الحال.
كما استطاعت هيئة الطاقة الذرية السيطرة على الموقف والحصول على الجسم المشع، ورغم أوامر المسئولين بابتعاد الجميع عن المكان، خرج أهل القرية وراء سيارة هيئة الطاقة الذرية فى "زفة" فرحين بهذا الانتصار.
خلال مؤتمر بمركز معلومات مجلس الوزراء..
محافظ القليوبية استعان "باللصوص" لحل أزمة إشعاع ذرى
الجمعة، 24 أبريل 2009 07:56 م
المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة