فى ظل الإحباطات المتكررة والضغوط والمسئوليات التى نتعرض لها يومياً كثيراً، ما نشعر بعدم رغبة فى الحياة ونفقد القدرة حتى على الحلم أو الأمل فى غد أفضل، وعادة ما نفسر ذلك على أنه اكتئاب ولتوضيح مفهوم الاكتئاب والفصل بين الشخصية الاكتئابية بطبيعتها وبين الإكتئاب المرضى، كان لابد من استشارة دكتور فاروق لطيف أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس والذى عرف الاكتئاب عموما على أنه نوع من أنواع الاضطراب الوجدانى، إما أن يكون مكتسباً أو وراثياً.
والاكتئاب المكتسب يحدث نتيجة إحباط أو ضغوط متكررة تترجم إلى اضطرابات فى النوم، مع عدم إحساس بالراحة ، كما تقل القدرة على الإنجاز مع افتقاد الشهية للطعام.
ومع ذلك يمكن أن نجد المكتئب على العكس تماماً، فيبدو كثير الضحك وشرهاً فى تناول الطعام وتلك تعد بمثابة حيل دفاعية يلجأ إليها الشخص كمحاولة منه للهروب من اكتئابه ويسمى (الاكتئاب الضاحك).
أما الاكتئاب الوراثى، فيكون نتيجة جينات موروثة تحمل اضطرابات وجدانية تترجم إلى بعض تلك الأعراض الاكتئابية، ولكنها لا تعد بمثابة حالة مرضية، إلا إذا تسببت فى عدم قدرة الشخص على التكيف والإنجاز فى جوانب حياته المختلفة.
وحالات الاكتئاب الوراثى أحياناً تكون تبادلية بين الاكتئاب والهوس، أى أن الشخص يكون فى بعض الأوقات مكتئباً وفى أوقات أخرى يبدو منبسطاً بشكل ملحوظ، ونلاحظ لديه طاقة هائلة، كذلك لا ينام ولا يشكو من عدم النوم، مع شعور مبالغ فيه بالسعادة، وتلك هى أعراض الهوس مع العلم أن الهوس يختلف عن (الاكتئاب الضاحك) رغم وجود بعض الشبه فى الأعراض، حيث إن الهوس حالة اضطراب وجدانى وراثية، كما هو حال الاكتئاب ،وأحيانا تورث جينات الاضطراب الوجدانى تبادلية بين الاكتئاب والهوس، وأحيانا أخرى تورث أحادية، إما فى صورة اكتئاب فقط أو هوس فقط، أما (الاكتئاب الضاحك) فهو حيله دفاعية ناتجة عن الإكتئاب المكتسب فقط.
الاكتئاب الضاحك محاولة للهرب من الهموم والآلام النفسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة