"لوفيجارو" تتساءل.. هل ينقرض الألمان بعد12جيلا

الجمعة، 17 أبريل 2009 10:49 ص
"لوفيجارو" تتساءل.. هل ينقرض الألمان بعد12جيلا الألمان مهددون بالانقراض
عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشارت الإحصاءات الصادرة هذا الأسبوع فى ألمانيا إلى أن 34% من النساء الألمانيات البالغ عمرهن بين 35 و49 عاما والحاصلات على الأقل على شهادة ماجستير لم ينجبن أطفالا، فى حين أن 32% فقط أمهات لطفلين، مقابل 26% من السيدات الألمانيات غير المتعلمات أمهات لثلاثة أطفال أو أكثر.

تلك الأرقام جاءت رغم سياسة تشجيع الإنجاب التى تنتهجها وزارة الأسرة الألمانية منذ 2007، القائمة على برنامج الإعانة الذى يقوم بمنح إجازة أمومة مدفوعة للمرأة الألمانية بنسبة 80% من مرتبها، أى ما قد يصل إلى 1800 يورو شهريا لمدة 14 شهرا، وذلك للبقاء فى المنزل بعد ولادة الأطفال.

وقد لاقى هذا البرنامج، بحسب الإحصاءات المبدئية، إقبالا فقط من الأسر الأكثر فقرا، حيث وصلت نسبة المستفدين منه إلى 55% من الآباء الذين يتقاضون بحد أدنى 300 يورو شهريا، فى الوقت الذى تبلغ فيه نسبة الأزواج الجدد الحاصلين على معدل يتراوح ما بين 1500 و1800 يورو، إلى 6,8% فقط من المستفدين بهذا البرنامج.

رغم ذلك فإن وزيرة الأسرة الألمانية، أورسولا فون دير ليان، وهى طبيبة وأم لسبعة أطفال وصاحبة فكرة برنامج الإعانة، تؤمن إيمانا عميقا بتلك السياسة، بل إنها تفكر أيضا فى مد فترة الإجازة التى تحصل عليها المرأة الألمانية بعد الإنجاب وكذلك تخفيض نسبة الضرائب حتى يتمكن الآباء من الحصول على المال الكافى لتربية أطفالهم.

من جانبها، تشيد عالمة الاجتماع الألمانية جونار هينسون ببرنامج الإعانة، مشيرة إلى أنه يمثل نعمة حقيقية بالنسبة للمرأة غير العاملة داخل الأسر الفقيرة، حيث إنها تحصل على راتب يقارب الدخل المتوسط مقابل قيامها بإنجاب طفل جديد باستمرار.

إلا أن تلك السياسة التى تهدف فى الأساس إلى تعويض الأسر ماديا، لا تحقق فعليا جميع احتياجات الشعب فى هذه الدولة، التى تستمر فيها الدراسات الجامعية غالبا إلى ما فوق سن الثلاثين، فيصبح هم المرأة الأكبر هو مضاعفة جهدها لتحقيق ذاتها فى مكان عملها، مما يعنى أنه لا يصبح لديها الوقت الكافى لكى تصبح أما. ومن ثم تنتظر غالبية النساء الحاصلات على شهادات جامعية بلوغ سن الأربعين للتفكير فى إنجاب طفل واحد.. كما أن المرأة العاملة الألمانية تفضل تأجيل فكرة الأمومة بأكملها، عن هذا الشعور بالذنب الذى قد ينتابها لتركها طفلها وحده فى دور الحضانة حتى تتمكن هى من التوجه لعملها.

يذكر أن عدد المواليد فى 2008 فى ألمانيا قد بلغ 657 ألف مولود، أى بنسبة 1,1% أقل من معدل العام السابق، الذى كان متميزا بفضل برنامج الإعانة. مما يعنى أنه وفقا للتوقعات السكانية، فإن الشعب الألمانى معرض للاختفاء بعد 12 جيلا من الآن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة