رغم سنوات عمرها التى تعدت العشرين، مازال يبدو عليها ملامح الطفولة، وكأنها لم تتجاوز العاشرة بعد، ربما بسبب حالة التأخر العقلى التى تعانى منها، وتجعلها تبدو أصغر من أقرانها. لا تحمل ملامح "هناء" أى علامة على الإعاقة الذهنية، وإن كان ثقل كلماتها يجعلها تشعر بالحرج، فهى تدرك من داخلها أنها ليست ككل البنات، بها شىء مختلف ولكنها لا تعترف بذلك أبدا.
لا تصرح أبدا بأنها تذهب إلى مدرسة التربية الفكرية، وتكتفى بقولها "المدرسة اللى على أول الشارع"، إذا سمعت من ينطق كلمة "إعاقة ذهنية" تطأطئ رأسها، فالكلمة تجرحها بشدة، إلا أن ذلك لم يعق نجاحها فى المجال الرياضى، خاصة مع حصولها على المركز الأول فى الأوليمبياد المصرى فى كرة السلة.
إيناس عبد الفتاح، مسئولة نشاط المعاقين بجمعية رسالة، تؤكد أن المجتمع يترجم الإعاقة الذهنية ترجمة خاطئة، فيصف المعاق ذهنيا بأنه "عبيط"، رغم أنه ليس له يد فى إعاقته، ولا تقتصر هذه المعاملة على الأغراب فحسب، بل فى كثير من الأحيان تأتى من أقرب الأقارب.
فمن واقع خبرتها التى امتدت طوال 4 سنوات فى التعامل مع حالات الإعاقة الذهنية، لاحظت إيناس عبد الفتاح أن معاملة الوالدين لأبنائهم من ذوى الإعاقة تعتمد إما على التدليل الزائد للطفل المعاق وتلبية كافة متطلباته، حتى وإن اضطرت إلى اقتراض الأموال، أو معاملتهم معاملة سيئة وتفضيل أخواتهم عليهم، وقد يصل الأمر إلى حد الضرب والإهانة التى تبرر بأنه "غبى ومبيفهمش"، وترفض حتى ذهابه إلى المدرسة "هو يعنى فى الآخر حيشتغل إيه؟". وبالمثل يرفض أصحاب الأعمال تشغيل المعاقين ذهنيا، رغم تميزهم فى الأعمال الروتينية، وفى بعض الحرف التى يتدربون عليها فى مدرسة التربية الفكرية مثل السجاد اليدوى.
شادية كمال استشارى توجيه وإرشاد أسر ذوى الاحتياجات الخاصة، تقدم عددا من النصائح لكل أم وأب لمساعدتهما على التعامل مع أبنائهما:
• الحماية الزائدة أو الإهمال الزائد لا يؤديان إلى نمو ذهنى وجسدى سليم، بل يؤخران من نمو الطفل ويسببان له نوعا من الإعاقة النفسية التى يمكن أن تتحول إلى عنف أو هروب من المنزل.
• لا بد من معاملة الأطفال من ذوى الإعاقة كغيرهم من الأطفال الأسوياء، من حيث الثواب والعقاب، فلا تتجنب الأم عقابه لمجرد أنه معاق حتى لا يعتاد على ذلك.
• على الأم أن تختار ما بين طريقين: الأول يتلخص فى قيامها بالاهتمام بابنها من الناحية الخارجية، من أكل وشرب واهتمام بالنظافة، إلا أنها ستعانى فيما بعد من أن ابنها يعتمد عليها اعتمادا كليا، ولا يستطيع التفاعل مع المحيط الخارجى. الطريق الثانى رغم أنه شاق فى بدايته إلا أنه يترك تأثيرا إيجابيا، حيث تبحث الأم عن الأماكن التى تتلقى منها المعلومات الصحيحة عن حالة ابنها، وتحصل على دورات فى التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة، وتدرب ابنها على البرامج المتخصصة التى تكسب ذوى الإعاقة المهارات التى تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم.
• ممارسة الرياضة من أهم الأشياء التى تكسب الأطفال ذوى الإعاقة الكثير من المهارات، حيث تساعدهم على خلق علاقات اجتماعية مع أعمار متقاربة إلى جانب حالة المنافسة والشعور بتحقيق الذات.
