أن يفشل لاعب فى الاحتراف فهذا وارد.. وألا يتأقلم لاعب مع نظام الاحتراف فهذا وارد أيضا.. لكن أن يكون اللاعب ضحية ضغوط وتربص من مدربه ورئيس ناديه وجماهيره وإعلامه فهذا هو الخطأ.
تلك السطور اعتبرها مقدمة قصة طويلة ضحيتها الأولى «اللاعب المصرى» وإن كان لها أبطال كثيرون الآن.
هيا بنا نبدأ من حديث الساعة فى أوروبا وهو البرازيلى أدريانو مهاجم انتر ميلان وصاحب قرار التوقف عن كرة القدم مؤقتا. أدريانو بكل المفاهييم أخطأ فى زمن الاحتراف، ولكن ما وجدناه من ماسيمو موراتى رئيس نادى الانتر والبرتغالى الشرس جوزية مورينهو المدير الفنى قمة الإنسانية فى زمن لا يعرف الرحمة.
موراتى قال: الأمور المالية آخر ما أفكر فيها مع أدريانو، وعليه أولا استعادة سعادته فى الملعب ليؤدى وكأنه يلعب مع أقرانه عندما كان صغيرا.. لأن هذا ما يميز البرازيليين.
ومورينهو أضاف: يهمنى سعادته كإنسان وانتظر أن يعود الشخص إلى طبيعته سعيدا بحياته، لأن الحياة المضطربة للنجم تؤثر عليه فى الملعب.
تعامل موراتى ومورينهو جاء مع لاعب برازيلى يعانى منذ عام 2007 الإحباط والاكتئاب وعولج طبيا ونفسيا عدة مرات ويعرف بإدمانه للكحوليات، التى أصبحت السلوى له من حالة الاكتئاب.. أو هكذا تخيل!
كان مهما رصد ومتابعة هذة القضية فى وقت عانى خلاله لاعب مصرى مكافح فى ملاعب أوروبا من اضطهاد علنى وصريح ومباشر، من أتحدث عنه هو المصاب وليس المدمن عمرو زكى الذى أصيب فى مباراة المنتخب أمام زامبيا، عمرو قوبل باضطهاد غير عادى وهجوم شرس من مدربه ستيف بروس ورئيس ناديه ديفيد ويلان وكلاهما ظهرا فى الكادر وكأنهما يسعيان إلى تدميره بشكل مباشر، وتدميره هنا هو إبخاس ثمنه حتى يعاود ويجان شراءه بمقابل مالى زهيد، إذا كان عمرو زكى أخطأ بعدم سفره مباشرة إلى إنجلترا، فهل يعنى هذا أنه ليس المهاجم الذى تمنى ستيف بروس ان يكون إنجليزيا ليخدم منتخب انجلترا، او اكتشاف العام كما تحدث عنه فى السابق وأشار إلى أنه جوهرته التى ستأتى له بالأهداف، كتبت قبل فترة عن معاناة سيجدها عمرو زكى بعد أن أصبح سعره هائلا وفوق امكانيات ويجان، ولكن ما لا أعلمه مدى الفارق بين خطأ زكى وهو المصاب وخطأ أدريانو وهو المدمن.. هل كانت جنسية عمرو زكى المصرية وهويته العربية كفيلتين بأن يعانى من الاضطهاد.. وهل الشراء بثمن بخس هو ما حول الإنجليز.. نعم الإنجليز لكائنات تشبه تلك الموجودة بعالمنا الثالث.. ألف هل.. وهل والمحصلة اضطهاد نجم عربى مصرى!
عندما نطمح فى أن تكون الأمانى ممكنة، فإن الأمنية الأغلى أن يناصر الإعلام العربى والمصرى نجماً بحجم عمرو زكى الذى أذهل الإنجليز رغم أنفهم، لأن مهمة الإعلام هى صناعة نجم قبل أن يتم الإجهاز عليه لأسباب احترافية شكلاً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة