زوجى العزيز... اكتب لك وقد مضى عام كامل على زواجنا السعيد، وأنا فى قمة السعادة بسبب الذكرى السنوية الأولى ليوم زواجنا، وبسبب أن الله قد حقق لنا ما تتمناه كل زوجة وما يتمناه كل زوج..
أخيراً هيجيلنا (بيبى) إن شاء الله، وهو حدث سعيد بلا شك... وبيقولوا كل بنت بتستنى اليوم ده وبتحلم بيه من وهى لسه فى اللفة، علشان – زى ما بيقولوا- البنت عندها بذور الأمومة منذ نعومة أظافرها، يعنى هى أم بالفطرة، تمارس الأمومة مع أخواتها أو مع أى حد معدى مش مهم، بينما الرجل لا يشعر بالأبوة إلا بعد أن يرى أبنائه بالفعل... يعنى الست – أو حتى البنت- عندها ميل فطرى للعطاء بدون مقابل، وده هو معنى الأمومة الحقيقى ببساطة..
أنا أول لما عرفت إنى حامل، والدكتورة قالت لى أحسن تريحى لك كام أسبوع واللا حتى كام شهر فى البيت وتاخدى أجازة طويلة من شغلك، الصراحة فرحت، قلت يا سلام، بعد سنين الدراسة الطويلة والشغل المرهق والسواقة والقرف، أخيراً هقدر اقعد كده مأنتخة فى البيت ومتستتة من غير شُغله ولا مشغله، لأ وايه، عندى مبرر لذلك، يعنى محدش له عندى حاجة، حامل وعايزة أريح و"أنام على ضهرى" زى ما بيقولوا فى الأفلام، طب ما الأمومة حلوة أهيه، أُمال عطاء أيه بأه، دى من أولها هنا ورحرحة.. الحمد لله يا رب.
مش قادرة أقولك أول أيام أجازة لياّ فى البيت كانت أزاى.. كانت أشبه بالمعجزة.. مش مصدقة نفسى. فعلاً فعلاً أنا فى أجازة... طبعاً مش هقدر أطبخ... هطلب سمك مشوى من المحل اللى جنب البيت.. شىء مريح جداً..... بس برضه اليوم طويل .... تضيعى وقتك إزاى يا حنان... إزاى يا بت يا حنان... أشوف نفسى بقى، الواحد عمره ما كان عنه وقت للتفكير والتأمل فى حياته اللى فاتت، بقالى سنين فى الشغل، وصحابى كلهم بيشتكوا منى اللى مش متجوزين بيقولوا إنى بعدت عنهم علشان أنا أتجوزت، وكل البنات اللى مش متجوزة بيفتكروا إن اللى بتتجوز بتخاف على جوزها يتخطف، أو بتخاف على نفسها من الحسد، علشان كدة بتبعد عن صاحباتها اللى لسه من غير جواز، يمكن فيه ناس فعلاً بتفكر كده... يمكن... بس بالنسبة ليا أنا ده كلام فارغ، الموضوع معايا مش كده خالص، بس الجواز والبيت فعلاً مسئولية كبيرة بتاخد كل الوقت، أنا نفسى أشوف صحابى وأخرج معاهم كتير زى زمان، بس ماكنش عندى وقت خالص، وبصراحة مش بس موضوع الوقت هو المشكلة، ممكن أكون أنا بقيت فعلاً أتعمد أبعد عنهم، لكن طبعاً بشكل غير واعى ولا شعورى وده علشان إحساسى أن أنا فى وادى وهما فى وادى تانى يعنى أنا بقى عندى أولويات تانية فى حياتى وبرضه فيه إنسان مرتبطة بيه، والارتباط شيء مهم للبنت، فيمكن كنت بحس إنها حاجة مش ظريفة إنهم يشوفونى كتير، وبالتالى يحسوا كل ما يشوفونى بالزعل على نفسهم، أنا عارفة أن ده تفكير متخلف لأن الجواز قسمة ونصيب، وعدم الجواز مش نهاية المطاف يعنى، بس برضه الناس كلها بتفكر كده... عشان كده كنت بفضل – أيضا بشكل لا شعوري- الاختلاط أكتر بصاحباتى المتزوجات، مش عشان حاجة، بس همومنا واحدة، ومشكلاتنا واحدة، يعنى أعمل مكالمة لفلانة صاحبتى المتجوزة أسألها عن طريقة عمل صنف أكل معين، أو أسألها أجيب شغالة منين، أو أستشيرها فى مشكلة عندى فى بيتى.. كدة يعنى، ولو أن الحكاية دى أيضاً لم تستمر، لأنه بالرغم من إننا كلنا ستات متجوزة، بس برضه كل واحدة حياتها وظروفها غير التانية، اللى مخلفة واللى لسه، اللى بتشتغل واللى لأ، اللى جوزها اجتماعى واللى جوزها مابيحبش صحابها.. المهم النتيجة أن الصداقة بعد الجواز مابقتش جامدة قوى زى الأول...
أنا لقيت القعدة فى البيت فرصة حلوة لاستعادة الذكريات والرغى زى زمان، بس قلت أعمل تليفوناتى بعد الضهر مش على الصبح كده، ما أنا عارفه كل واحدة عندها ظروفها ، وخصوصاً دعاء لأنها بتشتغل كل يوم من سبعة الصبح، المهم بعد صلاة العشاء كلمتها:
آلو يا دعاء إزيك.. مفاجأة.. عارفة أنا مين ؟
مش واخده بالى.. مش متأكدة.. إنتى مين ؟؟؟
أنا حنان يا بنتى مالك متعصبة كده ليه ؟
معلشى أنا صاحية من بدرى زى ما أنتى عارفة وعندى صداع... والله وحشتينى.
انتى أكتر.. أنا بكلمك متأخر واللا حاجة ؟؟
أيه؟؟ آه...لأ.. قصدى عادى الساعة لسه تسعة ونص، أنا مابانمش قبل عشرة .. عادى
أنتى إزيك وطنط وأونكل ؟
كويسين، أنتى الجواز كويس ؟
آه.... عندى أخبار .....
أنا مبسوطة قوى إنك كلمتينى أصل كل اللى بيتجوزوا بيختفوا.... أبقى كلمينى على طول، أنا هكلمك مرة من الشغل بقى ونحكى كل أخبارنا... خللى بالك من نفسك.... سلام ..
طب سلام...
إيه ده هو الناس بقت ليه مشغولة كدة قوى، محدش عنده وقت لحد، معلش أكلم هبة، ماهى متجوزة زى حالاتي:
آلو يا هبة... إزيك يا بنتى وإزاى " يوسف" و " عمر" ؟
كويسين.. طول النهار محمود سايبنا، وأنا بجرى فى البيت زى المجنونة، بكره هتتلخمى نفس اللخمة دى وهفرح فيكى ..
الله مش هما كبروا شويه، ايه لسه تعبانة معاهم كده ؟
" يوسف" عنده أربعة، آه أحسن شويه، مع أنه زى العفريت فى البيت، بس اللى تاعبنى قوى "عمر"، هو اللى لسه سنتين ونص... أنا خلاص أتجننت بقولك..
أنا كمان تعبانة فى الحمل قوى دوخة بقى وترجيع، ده غير الملل ..
ملل؟؟؟؟ ده أحلى ملل، يا بختك يا شيخة، يا ريت أنا أبقى فى الملل ده ، بقولك يا بختك، ده أنتى بكره بعد الولادة – إن شاء الله يعنى – هتقولى له يا ريتك فضلت جوه.. أنتى لسه شوفتى حاجة، الحقى دلعى نفسك دلوقتى وشوفى لك يومين ..
( ليه القر ده بقى ؟؟)....ليه يا هبة التشاؤم ده، ربنا برضه بيقدّر الأم على تربية ولادها... لكن دلوقتى أنا فى وضع أصعب لأنى مش فاهمة حاجة، يعنى حاسة إن البيبى اللى فى بطنى فى علم الغيب، يا ترى هو كويس واللا لأ... قلقانة جداً ومتوترة، وبعدين مش عارفة أعمل ايه، آكل إيه ، إيه الممنوع وإيه المسموح، أنا ما عنديش خبرة خالص، ده أنا حتى من ساعة ما عرفت إنى حامل مش راضية أغسل سنانى بمعجون السنان، خايفة يكون فيه مواد كيماوية توصل للبيبى...
(قاطعتني):
إيه ؟ لأ ده انتى فاضية وعندك فراغ فعلا.. يا نهار أبيض.. طب معلش أصل " عمر" عملها وغرق هدومى. خدى "يوسف" يكلمك عقبال ما أغير هدومى أنا و"عمر"
( يوسف ايه ده اللى أنا هكلمه هى ناقصه):
آلو يا يوسف
نعم يا طنط انتى عندك بيبى فى بطنك
أيوه يا حبيبى..
لما أشوفه هضربه بالشلوت فى وشه زى ما بضرب " عمر"
ليه كده يا حبيبى ده أخوك
ما أنا بعلمه عشان يبقى قوي
هو أنت لسه ما نمتش لغاية دلوقتى مش بتصحى بدرى علشان الحضانة ؟
مستنى بابا علشان هيجيب لى شوكولاته (كندر سربرايز) اللى فيها اللعبة، زى اللى فى إعلان (سبيس تون) أنتى عارفاها ؟؟؟
لا يا حبيبي
أنتى بتتفرجى على قناة (سبيس تون) ؟
لا يا حبيبى .. ماما فين ؟؟؟؟؟؟؟
( صارخاً) ماماااااا !!
( ربنا يسامحك يا يوسف أنت وأمك، أنتى فين يا هبة ارحمينى ):
ايوه يا حنان معلش
أنا اللى معلش عطلتك
لأ دقيقة بس وهكلمك خليكى على السماعة
لأ لأ انتى اللى خليكى على راحتك خالص .... كلمينى لما تفضى خالص... واللا أقولك لما أولد هبقى أكلمك إن شاء الله، سلام عليكم...
يا نهار صداع، بلا صحاب بلا بتاع، أنا واحدة حامل مفروض ارتاح وآخد بالى من نفسى أما أكلم الدكتورة بتاعتى أسألها على كام حاجة شاغله بالى الواحد يلجأ إلى أهل العلم..
سلام عليكم يا دكتورة نبيلة، أنا حنان... اللى كنت عند حضرتك الأسبوع اللى فات.. فيه سؤال بس عايزة أسأله..
أيوه يا مدام. ممكن بسرعة
كنت بسأل على معجون الأسنان هو غلط يعنى فى الحمل واللا استخدمه عادى، واستخدمه كام مرة فى اليوم ؟؟ وطبعا عايزة أسأل برضه على استعمال الشامبو...
أفندم ؟؟ يا مدام ما يصحش كده، أنا داخله عملية ولادة دلوقتى ومستعجلة .. وعلى فكرة أنا مش فاكراكى قوى يا مدام حنان... يا ريت لما تيجى لى العيادة المرة الجاية تفكرينى بنفسك وتقولى لى أنك أنتى اللى سألتى على المعجون...
أيه ده هو مفيش حد فاهمنى كده خالص.. مفيش حد عايز يسمع حد.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعد تجربتى مع التليفونات قررت ألجأ للعبادة وأتفرغ للصلاة والقرآن والدعاء، وفعلاً أعصابى هديت جداً الحمد لله، فعلاً مفيش حاجة بتهدى الأعصاب أكتر من ذكر الله.... الحمد لله.
بس فى النص كده اشتقت للتليفون تانى قلت لأ بأه... المرة دى أكلم حد من قرايبى أهو منها رغى ومنها "صلة رحم" برضه ... كلمت خالتو ميرفت، دايماً هى تسأل عليا، وأنا كنت بتحجج بالشغل وعمرى ما كلمتها:
إزيك يا طنط أنا حنان
حبيبتى. أهلاً أهلاً... ألف مبروك الأخبار الجميلة، أخبار صحتك أيه ؟؟
الحمد لله على كل حال... بس تعبانة شوية كده، على طول عندى صداع ودوخة ونفسيتى تعبانة..
نفسيتك؟؟؟؟ إحمدى ربنا يا شيخة... (مصمصة شفايف).. هو حد لاقى جواز دلوقتى ما أنتى شايفة نرمين بنتى أهيه مخلّصة جامعة من سنتين ومرزوعة جنبى لحد دلوقتى انتى عارفة فى التليفزيون كانوا بيقولوا فيه تسعتاشر مليون عانس فى مصر.... هو حد لاقى عرسان...
تسعتاشر مليون معقولة ؟ جابوها كده فى التلفزيون ؟؟ طب أنا بس كنت بطمّن عليكم يا طنط، سلمى لى بقى على نرمين.. مع السلامة...
يا ساااتر... هو ليه محدش سايب حد فى حاله... أمال أكلم مين، أكلم نفسى.. فعلاً الشكوى لغير الله مذلة .. بعدها قلت لا أصحاب ولا قرايب هينفعوا، أنا ألتفت لبيتى أحسن لى.. وتانى يوم، قلت أنا أصحى من بدرى أخلص اللى ورايا فى البيت وأتفرغ بعدها للاسترخاء والاستمتاع بالأجازة... طلبت فعلاً الصيدلية والسوبرماركت والمكوجى وبعدها ناديت على فتحية عشان تروق معايا البيت....
الباب خبط، أكيد فتحية، لأ الصيدلية.. كويس.. إيه ده، أنا طالبة دوا تانى خالص، لو سمحت غيرهولى بسرعة..
الباب تانى، فتحية ؟ لأ المكوجى عايز المكواة ...كويس ..
الباب تالت، السوبرماركت جه ... معكشى فكة، لأ ولا أنا ، أنزل فُك الفلوس من أى حتة وهات لى الباقى بس بسرعة لو سمحت ..
الباب رابع، الصيدلية جايبة الدوا الصح.. الحمد لله، استنى لما الولد بتاع السوبرماركت ييجى علشان أديت له آخر 200 جنيه فى البيت، لما ييجى هبقى أحاسبك ..
الباب خامس، بقيّت الـ200 جنيه يا مدام... شكراً يا سيدى وأتفضل فلوسك يا بتاع الصيدلية ..
الباب سادس.. أخيرا يا فتحية، كنت عايزاكى معايا من بدرى تساعدينى فى (فتح الباب)، الحمد لله، يا اللا على المطبخ... الله ده الأنبوبة خلصت يا أبلة، لما أنده رجب يغيرها... طب بسرعة يا فتحية ..
الباب سابع... رجب ومعاه الأنبوبة وفتحية مش معاه علشان تقعد على باب العمارة ..
الباب ثامن.... فتحية سابت البوابة وجت ورا رجب عشان هما عيلة محافظة وما ينفعش تسيب رجب لوحده مع الأبلة... برافو فتحية..
الباب تاسع... حد من عيال الجيران بيرن الجرس ويجرى.. يااللا أحباب الله، مش مهم...
وبعدها رن الباب للمرة العاشرة وكانت المرة التى قصمت ظهر البعير، صرخت فى فتحية عشان تفتح ...
عشر مرات الباب يخبط فى نص ساعة.. لأ ده كتير.. مين يا فتحية اللى على الباب ؟؟
(فتحية وابنتها الرضيعة على كتفها): أصل رجب لقى البت صحيت قال يجيبها تقعد هنا ويايا لغاية ما أخلص لحضرتك المطبخ...
طب وإيه اللى انتو عاملينه فى البنت ده؟؟
لأ ده سلو بلدنا البت لما تتولد عقبال عوضك نخطط لها حواجبها بالقلم عشان تتقل كده..
طب وإيه الريحة دى يا فتحية ؟
ده اسم الله على مقامك حبة جاز كده يا أبلة أصل البت بعيد عندك نافوخها بياكلها.. باينه فيه قمل .. قلت مفيش أحسن من الجاز ...
دى البنت لسه فى اللفة حرام عليكم.... أجرى يا فتحية على تحت حالاً وماتجليش تانى لغاية لما أقوم بالسلامة ... بيتك يا بنتى أولى بيكى ..
بعدها برضه حسيت أنه محدش هينفعنى .. يعنى لا صحاب ولا قرايب ولا بوابين، أنا هشد حيلى وهعمل كل حاجة بنفسى. ربنا يقدرنى. وفعلاً وجدت سلوتى فى شغل البيت.. أنا طول عمرى عارفة إنى لهلوبة بس مستنية الفرصة المناسبة لإبراز مواهبى..
وبصراحة أنا بقيت فى الفترة اللى فاتت دى أستاذة، وخصوصاً فى الغسيل لأنى بحب النضافة، عمرك شفت واحدة شاطرة فى الغسيل؟ ، أنا بقيت أحب أتفنن فى الغسيل، بداية بوضع الغسيل المتوسخ فى سلة الغسيل بنظام معين، بحب جداً أحط الحاجات المتوسخة فى السبَت وهى "متطبقة" وخصوصاً الملايات الكبيرة، عشان لما بتتغسل بتطلع من الغسالة برضه متطبقة وبتبقى سهلة فى النشر على الحبل من غير ما " تدلدل"، أنا بقيت فعلاً استمتع وأنا بشغّل الغسالة، وأفضل أبص عليها وهى بتلف والرغوة بتزيد جواها، أما بقى بعد ما بطلّع الحاجات النضيفة وأنشرها على الحبل، بحب كل شوية أفتح البلكونة وأتفرج عليها وهى منشورة ومرصوصة كدة وناعمة وريحتها مهفهفة، أنا بحب الغسيل بكل أنواعه حتى الغسيل على إيدى ولو إنى قريت أن مساحيق الغسيل خطر قوى على الحوامل، فاكتفيت بالغسيل فى الغسالة والاستمتاع به، بس بصراحة أنا حاسة إن الموضوع تحوّل إلى حالة مرضية قهرية، يعنى عندى حالة من الفراغ النفسى وصلتنى إلى حالة من التوحد والتقوقع حول نفسى وحول الغسيل، لأنى بدأت أقفش نفسى وأنا مهووسة بشدة “totally obsessed” بالغسيل والهدوم، لدرجة إنى بقيت أفكر وأنا نايمة إزاى أحسّن أسلوبى فى الغسيل والنشر والتطبيق والرص فى الدواليب....
فاكر لما كنت بتكلمنى عن تقديرك للاختراعات والابتكارات الجديدة، قلت لك أن أهم اختراع فى العشر سنين الأخيرة من وجهة نظرى هو اختراع الشنطة المعمولة من (الشَبَك) اللى بتحط فيها الشرابات عشان تتقفل عليها وتتغسل وماتفضلش تتنطور فى الغسالة، ولما تيجى تخرجها، بتخرج الشبكة كلها مرة واحدة وفيها كل الشرابات، وده بيسهل عملية نشر الشرابات، أنت يومها قلت لى أن قعدة البيت بدأت تأثر على دماغى وأن كل كلامى بقى تافه، وبقيت أعمل زى الستات اللى بتيجى فى المسلسلات، اللى بتفضل تكلم جوزها عن مشاكل البيت طول النهار..
طب أعمل إيه؟؟ يعنى مش هو ده اللى أنا فيه، أنت لما بتكلمنى عن شغلك بتبقى عايزنى أركز معاك مع إنه كلام مش مهم بالنسبة لى إشمعنى أنت مش عايز تسمع لى واللا شغل البيت اللى أنا بعمله أقل مكانة من شغلك ؟؟
على فكرة القعدة فى البيت مش مريحة زى ما الناس فاكره، أنت فاكرنى نايمة طول النهار، لا والله ده شغل البيت لا ينتهى وبصراحة بقى أنا حاسة إنك بتستخف بدورى من ساعة ما قعدت فى البيت ، لأ مش كده وبس، ده أنت كمان مسئول بشكل ما عن حالة الفراغ النفسى اللى أنا وصلت لها بعد الحمل، أنا بعمل شغل البيت، وحاجات مفيدة كتيرة، يعنى ما عنديش وقت فاضى بس زى ما بقولك حاسة بفراغ "نفسي" ، مفيش حد أتفاعل معاه أو أشتكى له أو أتكلم معاه أى كلام أو دردشة، وأنت بتخرج بدرى الصبح وأنا نايمة، وبترجع فى آخر اليوم على العشاء والنوم.... أنت عارف إن أنا بقالى عشر أيام بحالها ماشفتش الشارع، آه الأجازة كانت حلوة أول كام يوم علشان كانت إحساس جديد، بس دلوقتى خلاص أنا فى ملل.. ممنوعة من الشغل ومن السواقة، هتقوللى " إحمدى ربنا مش إنتى كنتى عايزة تبقى حامل"، أيوه الحمد لله طبعاً أنا فى نعمة، هتقوللى " أنتى قاعدة فى البيت معززة مكرمة عندك التلفزيون والتليفون، وأنا قاعد طول النهار تعبان فى الشغل، عايزة أيه تانى ؟ "، هقولك عايزاك تخرجنى وتفسحنى أو حتى تقعد تتكلم معايا عن أحاسيسى ومشاكلى وتحسسنى إنك مقدر التعب اللى أنا فيه، هتقوللى " هو ده دور الست ولازم تستحمليه"، هقولك لأ، مش دور الست لوحدها، ربنا خلق الست بتقوم بالدور ده آه، وده تكريم للمرأة طبعاً ، بس لازم تعرف إن الست بتقوم بالدور ده بالأصالة عن نفسها، وبالنيابة عن جوزها وأسرتها وعن المجتمع كله، يعنى هى بتقدم دور عظيم للمجتمع وهو إنجاب الأفراد الجدد ورعايتهم، لكن برضه الست هنا مجرد وسيط أو فاعل خير، لأن مسئولية الطفل دى مسئولية مشتركة، المجتمع كله مسئول ، بس الست بتكون مسئولة أكتر شوية فى الفترة الأولى يعنى الحمل والشهور الأولى من عمر الطفل، والست بتضحى بصحتها وراحتها ووقتها عشان تجيب طفل لأسرتها وللمجتمع كله، ده حتى فى بلاد بره بيقولوا إنه مع كل طفل بيتولد فى الأسرة، الأم بتفقد أحد أسنانها، لأن الجنين بياخد الكالسيوم وكل احتياجاته التانية من جسم الأم....ده غير التغيرات الهرمونية اللى بتحصل للست واللى بتشقلب لها مزاجها وتوازنها النفسى وحياتها كلها، واللى العلم أعترف بيها ومع ذلك أنت بتسميها دلع وفراغ.
عشان كده لما الست ترتاح فى البيت وقت الحمل، ولما القانون يسمح لها بأجازة مدفوعة الأجر من شغلها، ده مايعتبرش برضه راحة للست أو دلع أو زى ما الرجالة بتقول "الستات أفتروا وخدوا حقهم وزيادة " ،لأ دى أبسط حاجة الحكومة تقدمها للأجيال الجديدة...مش للست نفسها..
وللأسف لما آجى أقولك كلمنى وحس بيا واسمع مشاكلى أو حتى خرجنى شويه ورفّه عنى أو حتى ساعدنى شويه فى شغل البيت ، بتحسسنى إن أنا تقيلة عليك وان أنت بتعمل لى خدمة رهيبة، وجميل لازم أشيله فوق راسى مع إن ده حقى من غير حتى ما أكون حامل، ودلوقتى ده حق ابنك عليك... يعنى أنا ساعات ما ببقاش جعانة ومع ذلك لازم آكل غصب عنى عشان البيبى فلما آجى أقولك قوم حضر لنا العشا، ما تبصليش كده وتستغرب، ده كله عشان ابنك...مش عشانى أنا خالص صدقنى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة