يحظى موقع اليوم السابع بنسبة مطالعة كثيفة، وهناك إقبال هائل من القراء فى مصر والبلاد العربية والجاليات التى تقرأ بلغة الضاد عبر العالم على قراءة مقالات الرأى، التى تتصدر الصفحة الرئيسية للموقع, والتفاعل مع أصحاب هذه المقالات بكتابة التعليقات المختلفة.
ومن محاسن الصدف، أن السادة القراء يكنون لمحسوبكم معزة خاصة، ويتحفون العبد لله بجملة من الأوصاف التى باتت نياشين وأوسمة أباهى بها الأمم!
وعلى سبيل المثال، لا الحصر، هناك هذا التأكيد الجامع المانع على أننى "علمانى"، وهى كلمة غريبة عجيبة حار فيها علماء الحفريات حين سألتهم عن معناها، وبعد شهور من الجهد المضنى وعشرات التجارب التى أجروها على نموذج "العلمانية" الذى حملته بحرص بالغ فى صندوق زجاجى شفاف وذهبت به إلى معامل تحليل الألفاظ المنقرضة، قالوا لى إن البعض ينطقها بفتح العين فتكون مشتقة من "العَالم"، وأغلب الظن أنها تشير إلى شخص "لا دينى" حسب اقتراح مقدم من معجم فرنسى مهجور، والبعض الآخر ينطقها بكسر العين فتكون مشتقة من العلم, ويكون معناها أنه الأفضل أن يتخصص الشخص فى القسم العلمى ويبتعد عن "الأدبى" حسب نظام الثانوية العامة فى مصر، أو أن يدخل كلية العلوم، فإن لم يكن فدار العلوم، فإن كان زى حالاتى فى الثلاثين ويخشى أن يقول الناس عليه "بعد ما شاب خدوه الكتاب" فيمكن أن يكتفى بمطالعة سلسلة تبسيط العلوم للناشئين!
قارئ فاضل من الخليج اعترض على عبارة لى، قلت فيها "صحارى النفط وشمس البداوى" فكتب كلاماً كثيراً ساخناً تفوح منه رائحة الشياط.. مما أثر سلباً على شاشة الكمبيوتر الجديدة التى اشتريتها، والأغرب أنه حين ذهبت إلى أحد الأطباء بسبب مشكلة صحية طارئة، فوجئت به يستبدل عبارة "المسالك البولية" على مدخل العيادة بعبارة "وتسليك المجارى كمان"، فما أبديت دهشتى وأنا فى حرج بالغ من "المدام" إذ كانت ترافقنى، وحاولت الاستفسار من الممرضة قبل دخول غرفة الكشف، قالت لى: ألا تعلم أننا من قراء اليوم السابع، ونأخذ عينة من تعليقات القراء على مقالات كتاب الموقع؟ وهنا بدت علامات التوجس على وجهى, فقالت الممرضة وهى تهدئ من روعى: لا تخف، فكل بيانات الكتاب تظلة سرية ولا نسمح للمواقع المنافسة بالاطلاع عليها، وبالتالى فلن يعرف أحد أن بعض القراء يعتقدون أنه حال تعرضك لمتاعب فى الجهاز الهضمى أو البولى، فلابد من الاتصال فوراً بالهيئة العامة للصرف الصحى!
قارئ آخر أتى بما لم يأت به الأولون ولا الآخرون, فأخذته الجلالة وقال إنه يشتبه بأن لى ميولا "ماركسية", وقال آخر إننى "يسارى" وأكد البعض أننى مثلى مثل د. عبدالمنعم سعيد ود. خالد منتصر ونبيل شرف الدين. المشكلة هذه المرة أن "الفيزيتا" الخاصة بتحليل العينات لدى معامل الحفريات قد ارتفعت تماماً رغم أن الأسعار انخفضت فى كل مكان بسبب الأزمة العالمية ، وبالتالى وقفت على كوبرى الجامعة فى الجيزة ولا أعرف ماذا أفعل بالصندوق الزجاجى الشفاف الذى وضعت فيه ـ توفيراً للنفقات ـ عينتى البحث من "الماركسية" و"اليسار" معاً، وفى النهاية ألقيت الصندوق فى نهر النيل من ناحية المنيل، وبالنسبة للسادة الأفاضل المذكورين، فلا أعرف كيف يمكن أن أكون مثلهم..
إن د. عبد المنعم كثيراً ما يشترى بدلة من خارج مصر فى حين أن "وكالة البلح" هى مشروعى القادم، ود. خالد منتصر اعتز بصداقته كثيراً لكننا على النقيض تماماً من حيث الذوق فى اختيارات النظارات الطبية، فهو يفضل نظارة بسيطة، بشنبر رفيع، وعدسة عادية أما أنا فنظارتى بذراع عريض ولون أسود مشوب بالفضى، يعنى كلها حركات! أما نبيل شرف الدين، فله موقف عدائى معروف تجاه المنايفة فى حين أننى دمياطى وأولى الناس بألا أقذف أهالى المنوفية بالحجارة وبيتى من زجاج!
وقد يظن البعض من أصحاب النوايا السيئة أن بعض القراء يقعون فى الخطأ ويتصورون أن عبارة "أضف تعليق" التى تأتى فى ذيل كل مقال هى "أضف شتيمة"، أو أن إدارة الموقع تتلذذ وهى ترى كتابها يقال للواحد منهم "يا ديوث" "يا سيكا" "يا متخلف"، والحقيقة أن الصديق خالد صلاح ـ رئيس التحريرـ رجل ليبرالى وأغلب الظن أنه يؤمن أن القارئ دائماً على حق وأن إهانة الكتاب ومرمطة الأرض بهم أبسط ضريبة تدفعها تعزيزاً لمناخ الحريات والديمقراطية...!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة