د.حمزة زوبع

صحتك بالدنيا

الأربعاء، 15 أبريل 2009 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين يصرح معالى الوزير عن قيام أحد المستشفيات بشراء أدوية بمبلغ نصف مليون جنيه بدون أى مبرر، ولا يعرف كيف يعاقب المسئول معللا ذلك بأن يداه مقيدتان، فإنه يبرهن بذلك على أن الوزراء مطمئنون إلى أنه لا يمكن محاسبتهم على إهدار المال العام بدليل أن الوزير غير قادر على محاسبة أحد المدراء التابعين لوزارته.

حين يصرح عميد كلية طب القصر العينى (بجلالة قدره)، قائلا (نحن لا نبيع كرشة داخل المستشفى، ولكن يتم بيع "المحشى") فمن المتوقع أن تتحول غرف العمليات إلى مطابخ وبعدها يتم خصخصة تلك المطابخ لأنها ستتحول إلى مصدر إيراد للدولة.. شد حيلك يا وزير الاستثمار - الخير على قدوم العيانيين ( المرضى).

وحين يقودك حظك العاثر للدخول يإحدى قدميك الكريمتين أو كلتيهما إلى أحد المستشفيات الحكومية، فسوف تشعر بأن القبور فى مصر بخير وأن سكان مقابر الغفير فى نعمة وفضل وسعة يتوجب عليهم أن يشكروا الله عليها والحكومة أيضا.

وحين تكتشف أن مستشفيات بعينها متخصصة فى بيع الأعضاء البشرية بالقطعة وعلى طريقة (قطع الغيار) لمن يدفع وهم عادة القادمون من الخارج عربا أو مصريين فيمكنك ببساطة أن تتخيل شكل المستشفيات بعد عشرين عاما تخيل لوحة المستشفى مكتوب عليها (مستشفى الراحة.. قطع غيار أصلية مع ضمان خمس سنوات وبأقل الأسعار.. احذر التقليد).

وفى مستشفى خاص آخر يتم تأجير الأرحام.... يعنى البنت تقع فى الزنا وبدلا من أن تنتحر انتقاما لشرفها أو يقتلها أبوها كما فى الصعيد (سابقا)، عليها أن تتوجه للمستشفى معززة مكرمة لتسجل نفسها على أنها (رحم للإيجار) ويستخرجون لها بطاقة مكتوب عليها (مدام فلانة الفلانية.. حامل فى سبعة أشهر.. الجنين إن شاء الله ولد.. سعر المولود المبدئى 10 آلاف جنيه مع استعداد للرضاعة لمدة سنتين نظير أجر زهيد) مع وجود عرض خاص فى حالة الحمل مرتين الرضاعة مجانا..

زمان فى الثمانينيات أيام الدراسة فى كلية طب عين شمس، كنا فى السنة الرابعة والخامسة نتعلم داخل أقسام مستشفى الدمرداش وقبل الامتحانات كنا نذهب لدراسة بعض الحالات فكان المرضى (المزمنين) يرفضون قيامنا بالكشف عليهم، واكتشفنا بعد ذلك أن المرضى فى حقيقة الأمر يتاجرون بمرضهم وأنه يتعين علينا أن ندفع لهم نظير توقيع الكشف عليهم أو التعرف على حالاتهم.. وبالفعل كنا ندفع للمريض خمسة أو عشرة جنيهات كاملة، وكان الرقم يزيد أيام الامتحانات، فالمريض المزمن تحول إلى خبير طبى بإمكانه أن يعطيك معلومات خاطئة تقودك إلى تشخيص خاطئ وتسقط فى الامتحانات بسبب عشرين جنيها أو أكثر.. يا عم ادفع وامتحن وأنت مطمئن.. المريض عارف كل حاجة.

وعلى ذكر المرضى وحتى لا يتهموا وحدهم بتدهور الطب والصحة فى مصر فإن بعض أساتذة الطب تعودوا على إعطاء الدروس الخصوصية للطلبة خصوصا منهم أبناء الطبقة المخملية وبأسعار عالية، لكن كما تعلمون فالغالى ثمنه فيه، أحد هؤلاء وعلى أيامنا أيضا كان متخصصا فى الباطنة كان يعطى دروسا ليل نهار، وكان يهمل محاضراته فلما اشتكى إليه عدد غير قليل من الطلبة، قال لهم (تعالوا خدوا دروس)، فردوا عليه (ثمن الحصة غالى وما نقدرش ندفع)، قال لهم (تعالوا وأنا ح اعمل لكم مجموعة والحصة بعشرة جنيهات) يا بلاش..

حين جاء وزير الصحة الدكتور الجبلى من القطاع الخاص وهو بالمناسبة رجل مجتهد استبشرنا خيرا بقدومه، ولكن يبدو أن أمراض الصحة كثيرة حتى الوزير وهو (جبلى) لم يستطع تحملها.. ربنا يكون فى عون الوزير الجديد!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة