ترددت مؤخراً معلومات عن نية أيمن نور زعيم حزب الغد، إعادة هيكلة الحزب، على أن تتضمن التشكيلات القيادية الجديدة أعضاء من قيادات شباب 6 أبريل. وفى هذا الإطار تردد أن نور يسعى لخطب ود هؤلاء الشباب، خاصة بعد أن ضم إلى "الغد" إسراء عبد الفتاح، مؤسسة مجموعة الحركة على الإنترنت، والتى بادرت بالدعوة لإضراب 6 أبريل 2008. فهل يكون حزب الغد هو المحطة القادمة التى تنقل شباب 6 أبريل من مجموعة بلا إطار قانونى إلى مؤسسة حزبية، خاصة وأن بعضهم كان عضواً سابقاً فيه، أم أن "الغد" يسعى إلى تجديد دمائه والحصول على كوادر جاهزة، بعد أن أعيت أغلب أعضائه الصراعات، وسنوات السجن، وإخفاقات المنافسة.
أحمد ماهر، أحد أنشط "شباب 6 أبريل" والمتحدث الرسمى للحركة، عضو سابق بحزب الغد، وهو واحد ممن ترددت حوله الشائعات مؤخراً بأنه رفض العودة مرة أخرى للحزب. ويرى ماهر أن العلاقة بين الحركات الاحتجاجية والأحزاب علاقة تكاملية، إلا أنه يميل إلى أن التخلى عن الانتماءات الحزبية يسهل من العمل الجماعى فى سبيل هدف واحد بغض النظر عن الاتجاهات.
ويشدد ماهر على أن أسلوب عمل الحركة مختلف عن عمل الأحزاب، فالأخيرة تعمل وفق قيود أمنية وقانونية، أما الحركة فأعضاؤها فقط المسئولون عن وضع قواعدها، ونادراً ما ينشأ بينهم صراع على المصالح، وبالتالى فإنه من حق أعضاء الأحزاب الانضمام للحركات، وليس العكس.
وفيما قلب ماهر الطاولة ليجعل من حركته مساحة حرة تدعو أعضاء الأحزاب للانضمام إليها دون التخلى عن انتماءاتهم، شرط ألا يحاولوا توجيه الحركة وفق أهواء أحزابهم، يبدو محمد عواد عضو 6 أبريل أكثر تشدداً من زميله. يقول عواد بحسم "التغيير لن يأتى إلا من خلال الحركات الاحتجاجية، ونرفض الانضمام إلى الأحزاب"، ويشرح عواد وجهة نظره قائلاً إن الرواسب التى تركتها 30 عاماً من الأحزاب لا يمكن تخطيها إلا من خلال ائتلاف يضم الشباب المصرى كله، وليس من خلال تيار سياسى واحد.
ويرجع عواد السبب فى توقع البعض انضمام شباب 6 أبريل إلى حزب الغد بصفة خاصة، إلى كونهم وشباب الغد من أنشط شباب الحركة السياسية المصرية، على حد قوله، وكثيراً ما يلتقون فى الفعاليات الجماهيرية، مما يظهرهم أمام الناس وكأنهم فى توافق تام.
ويتفق محمد عادل، مع زميله رافضاً وجود أى مساحة من الاتفاق بين الحركة وأى حزب سياسى على الساحة، ويقول "نحن مختلفون عن شباب الأحزاب من حيث الأفكار وأساليب العمل" لكنه لا يخفى رؤيته التى قد تستثير حفيظة البعض حول الفارق بين الأحزاب السياسية والحركات، فيقول "الأحزاب شقق ومكاتب، لكن الحركة ملتقى لكافة الأفكار".
ويخرج عمر الهادى من التحليلات الشاملة للفارق بين الحركة والحزب، ليضع أصبعه بشكل محدد على ما يراه فارقاً بينه شخصياً كعضو فى حركة 6 أبريل وبين أيمن نور وحزبه، فيقول "قد نتفق مع نور فى مطالبه بالديمقراطية، لكننا نختلف معه فى طريقة الوصول" ويشرح الهادى وجهة نظره بصورة لا تخلو من حماسة، قائلاً "نور يكتفى بتقديم مطالبه فى شكل عرائض يستجدى فيها النظام، مثل إعلان القاهرة، لكننا نسعى إلى الوصول إلى الشعب، لأنه هو من سيقوم بالتغيير".
ضياء الصاوى أيضاً يحتفظ برأى خاص فيما يتعلق بأداء أيمن نور، مدفوعاً بما يرى أنه "مبالغة" من قبل مؤسس حزب الغد الذى يحلو له القول بأن "أغلب أعضاء الحركة هم بالأساس أعضاء بحزب الغد" وفضلاً عن اعتراض الصاوى على ما يقوله نور، يضيف أنه ليس مطروحاً على الإطلاق الانضمام إلى حزب الغد، ويضيف بغير قليل من الفخار "نحن مستقلون، اخترنا طواعية الانتماء إلى الحركة، بعيداً عن أية أيديولوجية"، ويرى الصاوى أن قبول شباب الحركة العمل تحت عباءة الغد يعنى بكلمة واحدة "التخلى عن الثورة الشعبية" التى يرى أنها الأسلوب الوحيد للتغيير، فيما لا يزال نور برأيه ثابتاً عن مرحلة "إعلان القاهرة" التى تجاوزها الصاوى وزملائه، منتقلين إلى مرحلة المقاومة والعصيان المدنى الغير مطروح لدى حزب الغد، على حد قول الصاوى.
وتعترف أسماء محفوظ بأن أعضاء بحزب الغد، رفضت ذكر أسمائهم، طرحوا أمر انضمام شباب الحركة للحزب بشكل ودى وسرى "لكننا رفضنا لأننا حركة تضم كل التيارات، ولن يحتكرنا حزب معين".
إلا أن الذكرى القريبة لانسحاب عدد من أعضاء شباب 6 أبريل، ومن بينهم إسراء عبد الفتاح وشادى العدل ومشيرة أحمد، واكتفائهم بعضوية حزب الغد، تترك مرارة لدى بعض أعضاء الحركة، فيرفض أحمد النديم التوقف عندها، لكنه يقول "انضمامنا لحزب افتراض غير قائم، ومن غير المقبول التعليق عليه"، فيما يعلق ضياء الصاوى ببساطة على الأمر، "انسحاب عدد من أعضاء الحركة واكتفاؤهم بعضوية حزب الغد كان انعكاساً لوجود خلافات حقيقية بيننا وبين "الغد" فى أسلوب العمل، وكيفية الوصول للإصلاح المأمول".
الاختلافات التى يشير لها الصاوى، قد تبدو للبعض محكومة بالسن، والخبرة، خاصة فى أوساط شباب لا يتجاوز عمر أغلبيتهم الثلاثين، إلا أنها لا تمنع فى الوقت نفسه أن ينظر لهم الآخرون بكثير من الغبطة، وخاصة ممن "هدهم" قطار العمر، وتكلس الواقع السياسى، ليجدوا فيهم حلمهم القديم الذى أجبرتهم الظروف على "خلعه" أو على أقل تقدير أفقدته الأيام رونقه الأول.
شباب 6 أبريل يرفضون العمل تحت عباءة "الغد" ويؤكدون: نور عرض علينا الانضمام للحزب ورفضنا ونرحب بشباب الغد فى حركتنا
الإثنين، 13 أبريل 2009 10:55 ص