فاطمة خير

النقابة والصحفيون: البديل نموذجاً

الإثنين، 13 أبريل 2009 02:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدور الأهم لأية نقابة فى الدنيا، هو حماية العاملين فى مهنةٍ ما، ثم تأتى بقية الأدوار تالية، وفى مجال النقابات العمالية، فإن النقابة تتدخل لحماية من يتقدم طلباً لمساعدتها، حتى لو لم يكن حاملاً لعضويتها، لكن هذا للأسف لا يحدث فى النقابات المهنية، وتبدو الصورة أكثر قسوة فى حال الحديث عن نقابة الصحفيين المصرية.

فيما يخص علاقة النقابة بالصحفيين، فهى أقرب إلى المثل الشائع "البيضة ولا الفرخة؟"، فالصحفى لا يعتبر صحفيا قانوناً، إلا إذا حصل على عضوية نقابة الصحفيين، وكذا لا تعترف به النقابة إلا فى هذه الحالة، والحصول على عضوية النقابة من أصعب ما يواجهه الصحفى فى حياته، يعلم ذلك كل الصحفيين، والكثير منهم قضى حياته باحثاً عن عضوية النقابة ولم يحصل عليها، فيمضى بقية عمره متحسراً عليها، بما تحمله من اعتراف به كمهنى، ولكننا لا ندرك المأساة الكبرى إلا حين حدوث أزمة عامة، ولنأخذ صحيفة "البديل" نموذجاً، تصدر الصحيفة بموافقة المجلس الأعلى للصحافة، ثم تثبت وجودها لدى القارىء الذى ينفق من ماله ليقرأها، ويتدرب فيها الصحفيون فينضجون معها، يقدمون "إنتاجاً صحفياً" ولا يختارون سوى الصحافة مهنةً للعمر كله، ثم فجأة ولأى أسباب: تسويقية أو تمويلية أو سياسية ... إلخ، تتوقف الصحيفة عن الصدور، أو تقرر التحول إلى إصدار أسبوعى، ما يعنى الاستغناء عن عدد كبير من محرريها، فماذا يكون موقف نقابة الصحفيين حينها؟، المنطق والسائد فى العالم، يقول أن تقف النقابة بجوار صحفييها، بغض النظر عن كونهم أعضاء فيها أم لا، المنطق والمفترض و"العدل" يقول أن تدافع النقابة عن كل من ارتضى الصحافة مهنةً، المنطق والصائب أن تتحدث نقابة المهنة باسمهم، وأن تقدم لهم كل الضمانات اللازمة للاستمرار كمهنيين، لكن ما حدث أن النقابة رفعت أسماء صحفيى البديل المتقدمين للقيد من كشوف المتقدمين للجنة القادمة، والآتى متوقع حتماً، فى أحسن الأحوال سيتم تجميد عضوية من هم فى جدول "تحت التمرين" إذا لم تعاود الجريدة صدورها، أو استمرارهم كـ"تحت التمرين" حتى إشعار آخر، أما المتقدمون للقيد لأول مرة، فيصبح تقدمهم غير قانونى حينها.

ما حدث فى "البديل" ليس الأول من نوعه، ولن يكون الآخر، لو أن للصحفيين نقابة حقاً، لكان موقفها فى حماية أعضائها واضحاً بلا لبس: حماية الصحفى أولاً وأخيراً، الصحفى ليس هو المعين فى مؤسسة ما، الصحفى هو من يمارس الصحافة، آن الأوان لإعلان ذلك، أن يعلنها الصحفيون وأن يصروا عليها، وأن تتقبلها النقابة بلا تردد، عليها أن تعيد بناء آليات عملها بما يسمح لها بحماية كل مصرى يمارس مهنة الصحافة، وأن تتحرر من قوانينها القديمة، لا "جدول تحت التمرين" أصبح ذا معنى، ولا عدم الاعتراف بممارسى الصحافة الإلكترونية أصبح عصرياً، ما قيمة نقابة تنتهج أساليب قديمة للتعامل مع أفراد مهنة يجرى تحديث آلياتها كل دقيقة؟

العدل .. ألا يشعر صحفى بالخوف، لأن جريدته أغلقت أبوابها، العدل أن يجد نقابته ملاذاً، هكذا تصبح ذات قيمة، وهكذا يقوى أصحاب المهنة للقيام بدورهم فى الدفاع عن أفراد المجتمع.

ومثلما استطاع صحفيو "البديل" أن يكونوا سباقين فى تقديم نموذجاً ناجحاً لصحافة يسارية يومية محترفة، هم قادرون على أن يدخلوا بالنقابة عصراً جديداً تقدم فيه حماية حقيقية لجيل جديد من الصحفيين قادر على أن ينتزع ما يريد من حقوق، وأن يهيىء العمل النقابى الصحفى لمستقبل يستحقه الحالمون ببلاط صاحبة الجلالة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة