هل بقى شئ من المبادرات العربية للسلام مع إسرائيل؟! وهل أصبح لها محلاً من الإعراب أصلاً. إن ممارسات إسرائيل، بل وأمريكا قد دفنت تلك المبادرة العربية، ومن باب الكرامة والمحافظة على ماء الوجه، أن يقوم العرب أنفسهم ليس بسحب المبادرة العربية كما يطالب البعض أو تجميدها على أساس إعادة تسخينها ودفعها فى الوقت المناسب، ولكن إلغائها من الأساس وكأنها لم تكن.
ما معنى أن تستمر المبادرة العربية بعد كل هذا الدمار والدماء الذى لحق بغزة، وبعد قتل هذا الصلف والغرور الصهيونى, وبعد صعود باراك أوباما إلى سدة الرئاسة، وإرساله وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إلى المنطقة فإذا بها لا تقول جديداً، بل تكرر نفس أقوال ومواقف الوزير السابق الآنسة كوندليزا رايس، وهل هناك فرق الآن ـ فى الجوهر ـ بين بوش وأوباما، وبين كوندليزا وهيلارى أنفسهم إلا أن أوباما أسود وبوش أبيض فى حين أن العكس صحيح فكونداليزا سوداء وهيلارى بيضاء!! وهو ما يثير الطرافة لاشك!! ماذا ننتظر بعد أن اختار الناخب الإسرائيلى أكثر قادة إسرائيل فى التاريخ تعصبا نتانياهو وليبرمان وغيرهما، نتانياهو لا يخفى أنه لن يوقف الاستيطان، ولن يمنع الجدار العازل، ويريد السلام مقابل السلام، أو الاستسلام مقابل السلام بل إن تسيبى ليفنى زعيمة حزب كاديما لا تختلف كثيراً عن نتانياهو فيما يخص القضايا الجوهرية، الجدار العازل واللاجئين والقدس والانسحاب والمستوطنات، كل ما تعرضه هى أوهام عرضها أولمرت عدة سنوات دون أن يقدم شيئا حقيقيا رغم إدراكه أن الطرف الفلسطينى المراهن على السلام فى مأزق حقيقى وخصوصا جماعة أبو مازن.
أما الأكثر إثارة فهو السيد أفجيدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الذى لا يتورع عن تهديد مصر بضرب السد العالى وعن إعلان رغبته فى تدمير غزة بقنبلة نووية، وأنه ينوى مضايقة عرب 1948 حتى يرحلوا عن إسرائيل على حد قوله، والغريب أن نتانياهو قد عرض على ليبرمان حقيبته الخارجية، فهل هناك دلالة أكبر من هذا على أن إسرائيل لا تريد السلام ولا تفكر فيه، وأن الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما غير قادر أو غير راغب فى تقييم الموقف الأمريكى أو الضغط على إسرائيل، وقد شاهد أطفال غزة يقتلون ولم يصدر ولو تصريح إدانة صغير ذرا للرماد فى العيون، وهو لم يفكر للحظة فى الضغط على إسرائيل لتفكيك الجدار العازل الذى يعد رمزاً كبيراً على رفض إسرائيل للسلام. والغريب أن الاستيطان نشط بعد وصول أوباما للبيت الأبيض وليس العكس. من أجل كرامة العرب أو حفظ ماء الوجه نرجوكم قوموا بإلغاء المبادرة العربية أو دفن اللجنة التى ماتت بالفعل لأن رائحتها تزكم الأنوف!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة