ميكى وبلوتو رسموا معايا لوحة فنية بالدقيق والمربى على سجاد البيت.. ويقولك ده فار

الجمعة، 06 مارس 2009 12:19 ص
ميكى وبلوتو رسموا معايا لوحة فنية بالدقيق والمربى على سجاد البيت.. ويقولك ده فار
كتب محمد عبد العاطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ميكى ماوس
أتت فكرة ميكى ماوس من فأر كان فى المنزل الريفى لوالت ديزنى والتى سرعان ما رسمها الفنان Ub Lwerks وصارت ميكى ماوس والتى تم عليها تعديلات إلى أن صارت ميكى ماوس المعروف الآن، وكانت الشخصية فى البداية صامتة لعدة سنوات إلى أن بدأت فى التكلم وكان الصوت فى البداية صوت والت ديزنى نفسه مبتكر الشخصية.

صديقى ميكى ماوس تعودت أن أجلس على الكرسى الأحمر البلاستيكى أتأرجح وأنا أشاهده، يجرى ويتنطط بصحبة كلبه بلوتو، أو حتى من دونه. كنت أستغل غياب أنظار أمى عنى وانشغالها فى المطبخ حتى أعيث فى بقية الشقة الفساد، هو أيضا استغل غياب الساحر وأخذ عصاه السحرية ليأمر المقشة أن تقوم بالعمل بدلاً منه ويغرق فى الأحلام بأنه يعزف مقطوعته الكونية، ليأتى الساحر ويعاقبه على ما أفسده. كذلك أمى المسكينة تفاجأ بأنى رسمت لوحتى الخاصة باستخدام الدقيق وبرطمان المربى فوق السجاد وكل ما تصل لديه يداى، حقا لم يدرك الكبار أنى وصديقى كنا نقوم بمهمة من نوع خاص.

تمنيت أن أجد تلك العصا السحرية كى آمر المقشة بعمل واجباتى المدرسية الثقيلة، أو حتى تذهب بدلاً منى، محظوظ هذا الميكى، وعجيب كذلك يطلق عليه الرصاص وتسقط عليه الأشياء وتدهسه العربات ويبقى سليما كما هو رغم أن رأسى كانت تتورم مع أول سقطة عليها من فوق حافة السرير، يعود ميكى دائما لتكملة مغامرته من جديد، أو يخرج للتنزه مع ميمى، التى لا تختلف عنه إلا برموشها الطويلة وحذائها الحريمى الذى يبدو من حجمه وكأنه خاص بأمها.

ميكى له مكانة خاصة بين أبطال الكرتون، فهو الوحيد الذى توجد مجلة باسمه يحتل غلافها، بغض النظر إن كنت أجيد القراءة حينها أم لا، كذلك لم أكن أفهم ما يقوله بالإنجليزية بصوته المبحوح الرفيع، فالصورة تغنى عن ألف كلمة.

ولأن فى أيام الطفولة المشردة كان اتحاد الإذاعة والتليفزيون يأبى أن نستمتع نحن معشر الأطفال بالكرتون بوجه عام، فيصر على قطع الحلقة ونحن فى شدة الانجذاب والإثارة ليعرض شيئا يأتى فى مؤخرة اهتماماتنا، وكما استغنيت عن اللغة والقراءة استغنيت عن المشاهدة أيضاً، وأصبحت أنا البطل الذى يشاركه ميكى شخصيا مغامراته، رافضاً مقولة أن ميكى فأر، فالفأر بلغة جدتى هو الإنسان سيئ الحظ، أما من يقولون أنه «فار» كيف يفور وهو ليس بلبن نسيته أمى على الموقد أثناء انشغالها بإحدى مصائبى البريئة. لم يفهم الكبار وقتها من هو ميكى أنا فقط كنت أفهمه، وأنفق مصروفى البالغ عشرة قروش على شراء صوره ومجلته ليخوض معى ألف عالم وعالم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة