ياسر أيوب

المايسترو و أنا

الذين أحبهم.. والذين أبدا لم يحترمهم صالح سليم

الجمعة، 06 مارس 2009 12:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄طلبت من صالح ألا ينسى أنه هيكل.. فقال لى وأنا صالح سليم.. ولو نزلنا نحن الاثنان الآن إلى الشارع.. ستشهد بنفسك من هو هيكل ومن هو صالح سليم
◄طبقا لروايات علاء توكل.. عاش صالح سليم مغامرة.. بداية من نجاة الصغيرة ونادية لطفى وهند رستم وحتى سيدات الصالونات الراقية
◄صالح مات وهو على قطعية مع اثنين من أقرب أصدقائه، الأول زوج فاتن حمامة والثانى محمود الجوهرى الذى أقسم ألايدخل من بوابة النادى الأهلى طوال حياته

لم يكن صالح سليم يضحك من قلبه إلا مع علاء توكل.. ومن بين كل أصدقاء صالح سليم وعلى اختلاف درجات القرب والتاريخ والثقة والمكانة لم يكن هناك من يسمح له صالح بإسقاط كل الحواجز والحدود إلا علاء توكل.. الوحيد الذى كان قادرا على أن يسأل صالح سليم عن النساء فى حياته وعن المغامرات والتجارب العاطفية.. وفى أغلب الأوقات لم يكن علاء توكل يسأل وينتظر إجابة صالح.. بل كان علاء توكل هو الذى يتطوع أيضا بالإجابة.. ولهذا السبب كان صالح سليم يقول لى دائما.. علاء توكل صادق تماما فى كل ما يقوله لك عنى إلا حين يتحدث عن النساء والحب.. إذ أنه طبقا لروايات علاء توكل المتتالية والمتكررة.. فقد عاش صالح سليم ألف مغامرة وألف قصة حب.. بداية من فنانات الزمن القديم مثل فاتن حمامة ونجاة الصغيرة ونادية لطفى وهند رستم وحتى سيدات المجتمع والصالونات الراقية.. وفى إحدى الليالى كنت مع صالح وأصدقاء آخرين.. وجاءنا علاء توكل.. وجلس بجوارى وبدأ يحكى عن مغامرات صالح سليم النسائية أسفل مدرجات ملعب النادى الأهلى.. وصالح يضحك كما لم أره يضحك من قبل وإلى حد أن امتلأت عيناه بدموع البهجة والارتياح.. وحين أبديت أنا دهشتى واستغرابى.. خاصة أن علاء توكل لم يصادق صالح سليم إلا منذ سنة 1992 فقط.. قال علاء توكل إنه فقط يتخيل ذلك.. وهو ليس فى حاجة لأن يسأل أو يفتش من أجل أن يعرف ويؤكد أن غراميات صالح لم تكن لها أول ولا آخر.. وأنه أبدا لن يصدق أن صالح سليم لم يكن دون جوان عصره وأوانه.

وقد كان علاء توكل.. المنتج السينمائى ورجل الأعمال الذى رحل مؤخرا.. هو أحد الأصدقاء الكثيرين جدا فى حياة صالح سليم ولا يعرفهم أحد إلا صالح سليم.. ولا أعرف لماذا تذكرت علاء توكل الآن وأنا أكتب عن أصدقاء صالح سليم.. ربما لأننى وجدت فى علاء توكل أحد الذين أحبهم صالح وأحد الذين أبدا لم يتاجروا بصالح سليم ولا بصداقات حقيقية وجميلة ربطت بينهم وبين المايسترو.. مثل سعيد سيدهم المحامى الخاص لصالح وأحد أقرب أصدقائه.. وقد كان سعيد سيدهم هو الشريك الدائم فى كل المشكلات والقضايا.. كاتم الأسرار وأمين مخازن صالح المالية والقانونية والحياتية.. وكان أيضا هو المكلف باصطحاب صالح إلى ستاد القاهرة أو أى ملاعب خارج القاهرة يسافر ليلعب فيها الأهلى مبارياته فى الدورى أو الكأس.. أما عمر عبد العزيز.. المخرج السينمائى الكبير.. فكان بدوره أحد أقرب أصدقاء صالح لقلبه.. وكثيرا ما كان الاثنان يلتقيان ويدور بينهما حوار طويل عن الرقص والموسيقى والسينما سواء فى مصر أو العالم.. كان أحد القليلين الذين يفتقدهم ويفتش عنهم ويحبهم صالح سليم.. ومثله كان الفنان القدير صلاح السعدنى.. ومحمود عطالله.. ويسرى مرعى.. ونبيل الهوارى.. والفنان الراحل مصطفى متولى.. وعلى سبيل المثال كان سامى زهران.. التاجر الكبير.. هو من أحد أقرب الناس لقلب صالح.. وكان يتابع صالح كلما غاب فى رحلة علاج فى لندن فى السنوات الأخيرة وكأن جزءا من قلبه هو الذى يشكو الوجع والألم.. بل ولم يمنع وقار سامى زهران ومكانته وخبرته وتجربته من أن يطلق العنان لدموعه أن تهطل بين الحين والآخر لثانية أو ثانيتين قلقا وجزعا على صالح.. الوحيد الذى كان يعرف ذلك هو صالح.. والذى اعتاد أن يتقاسم هذا القلق مع سامى زهران ويحمل هم سامى حتى وهو على فراش المرض فى لندن.. أما الفنان الجميل عبدالله فرغلى.. وقد لا يعرف الكثيرون أن عبدالله فرغلى كان أحد الابتسامات القليلة الحقيقية فى السنوات الأخيرة من حياة صالح.. وكانت مفاجأة كبرى لعبدالله ليلة زفاف ابنته أن فوجئ بصالح يأتى لحفل الزفاف ويبقى حتى نهايته وكأنه قرر حبا وطوعا أن يقاسم عبدالله فرغلى فرحته كأب بزفاف ابنته.. وكلما غاب صالح خارج مصر كان صوته يأتى عبر التليفون يريد الاطمئنان على صحة عبدالله فرغلى وأحواله.. كان يسأل ضاحكا إيه أخبار أستاذ الفرنساوى.. ولا ينسى عبدالله أبدا يوم كان مع باقى الأصدقاء يزورون صالحا فى بيته.. والكل جالس فى صالة الاستقبال وصالح سليم بنفسه هو الذى يقدم الأطعمة والمشروبات.. وفوجئ عبدالله فرغلى بعلاء توكل يكرر أكثر من مرة رغبته فى الانصراف هو والآخرون.. وفى آخر مرة كرر علاء توكل ذلك.. اضطر عبدالله فرغلى ليشتم علاء توكل قائلا إنه لن يمشى وسيحاول الاستمتاع إلى أقصى قدر ممكن بالجلوس، بينما الماستيرو شخصيا هو الجرسون الذى يقدم الطعام والشراب.. وقد كان كل هؤلاء لا ينادون صالح سليم باسمه.. ولا كابتن صالح.. ولا المايسترو.. وإنما ينادونه بالماستيرو.. حتى أصبح هذا هو اللقب الرسمى للمايسترو داخل كل هذه الدائرة من الأصدقاء.

وفى حقيقة الأمر.. كانت هناك دوائر عديدة لصداقات صالح سليم.. وكل الأسماء التى ذكرتها كانوا هم أعضاء الدائرة الأولى.. كانوا هم الأقرب لقلب صالح فى سنواته الأخيرة.. وفى مطاعم مثل البلوز والفايف بلز وغيرها.. كان صالح يلتقى بهؤلاء ليلة بعد ليلة ولكن دون أن يخرج أى أحد على القانون الخاص بهم.. لا حديث عن الأهلى أو كرة القدم ولا حتى عن صالح كرئيس للأهلى أو كلاعب سابق للكرة.. وإنما كانت أحاديث كثيرة عن السياسة والنساء والسينما والطعام.. وخارج تلك الدائرة كانت هناك دوائر أخرى للصداقة.. فقد كانت هناك دائرة أخرى تخص الأصدقاء الذين اقتسموا معه إدارة الأهلى وحمل همومه.. وفى مقدمتهم.. حسن حمدى شريك رحلة الحب والثقة والاحترام الطويلة فى الأهلى ومن أجل الأهلى.. ومحمود طاهر الذى أصبح الأقرب إلى قلب صالح والذى كان صالح يثق فيه أكثر من أى صديق آخر وهو من بقى الصديق والرفيق حتى لحظة النهاية.. وإبراهيم المعلم صديق عقل صالح أو الذى كان يعتبره صالح بمثابة وزير ثقافته.. وكان إبراهيم المعلم هو صاحب فكرة كتاب عن سيرة صالح سليم ومسيرته.. وهو الأمر الذى لم يكن صالح ليقتنع به أصلا لولا إبراهيم المعلم، وثقته فى إبراهيم المعلم.. والمستشار عبد المجيد محمود الذى احترمه صالح أكثر من أى شخص آخر وكان أحد القلائل الذين لابد أن يستشيرهم صالح قبل أى قرار أو خطوة وأول من يلجأ إليه لحل أى أزمة أو مشكلة.. وهشام سعيد رفيق صالح فى كل مشاويره.. وقد كان للأمير عبدالله الفيصل دائرة صداقة خاصة به.. فقد جمعت بينه وبين صالح سليم صداقة حقيقية ودائمة وشديدة الخصوصية.. صداقة أسىء تفسيرها طوال الوقت، ورآها بعض الناس بمثابة علاقة المصلحة والمال.. ولم يهتم صالح ولو مرة واحدة.. ولم يقبل.. بتوضيح أن الصداقة وحدها هى ما جمعت بينه وبين الأمير عبدالله الفيصل.. لا عمل ولا تجارة، ولم يكن صالح سليم أبدا خادما أو سمسارا للأمير أو لكل العرب مجتمعين.. ولم يستخدم التوكيل الرسمى من الأمير عبدالله الفيصل سوى مرة واحدة فى حياته.. وكان ليبيع شقة الأميرة التى فوق شقته فى الزمالك لزوجة الأمير.. وكانت هناك الدائرة التى تضم أصدقاء الماضى والعمر الجميل.. مثل عادل هيكل وحلمى أبو المعاطى.. وتيسير الهوارى.. وعمر الشريف وأحمد رمزى.. وأقرب الصحفيين على الإطلاق لقلب وعقل صالح سليم.. الراحل عبد المجيد نعمان.. وحسن عثمان.

وبتعدد الدوائر.. تتعدد أسماء الأصدقاء فى حياة ومشوار صالح سليم.. ولكننى وددت التوقف أمام اسم من هؤلاء الأصدقاء القدامى.. هو الكاتب الكبير والقدير محمد حسنين هيكل.. فقد اقترح إبراهيم المعلم أن يكتب هيكل مقدمة كتابى عن صالح سليم.. لم يقترح المعلم ذلك فقط لمكانة هيكل وحجمه وتاريخه وإنما أيضا باعتباره أحد أصدقاء صالح سليم وأحد رفقاء العمر الطويل.. وكنت سعيدا بذلك.. وأحسست بفخر وفرحة أن أكتب كتابا يحمل اسمى بعد اسم أستاذى هيكل.. واقترحت على صالح أن نزور هيكل فى مكتبه.. وفوجئت بصالح لا يوافق.. سألته عن السبب.. فقال لى صالح ولماذا يذهب هو إلى هيكل ولا يأتى هيكل إليه.. وقضيت وقتا طويلا أشرح لصالح سليم أننا الذين نحتاج لهيكل لأنه هو الذى سيكتب مقدمة الكتاب.. وبالتالى فمن الطبيعى ومن المنطقى أن نذهب نحن إليه.. فعاد صالح ليرفض وقال لى إنه لن يذهب ولا يريد هذه المقدمة ولا يريد هذا الكتاب أصلا.. وعدت من جديد أقول لصالح إننا لن نذهب إلى أى أحد.. وإنما إلى هيكل.. الكاتب الكبير والقدير..

وطلبت من صالح ألا ينسى أنه هيكل.. فقال لى وأنا صالح سليم.. ولو نزلنا نحن الاثنان الآن إلى الشارع.. ستشهد بنفسك من هو هيكل ومن هو صالح سليم.. وبالتالى فهيكل هو الذى لابد أن يجىء إلى صالح سليم.. وكانت أول مرة أرى فيها كبرياء صالح المحلق وسط النجوم.. فقد اعتدت طوال الوقت أن أتكلم وأسمع وأحاور وأشاهد صالحا الذى يمشى على الأرض.. وبعد حوار طويل حرصت على أن أكتبه وقتها على أوراقى بكل تفاصيله لأحتفظ به.. وافق صالح.. وذهبنا صالح وإبراهيم المعلم وأنا إلى مكتب هيكل على شاطئ نيل القاهرة.. وكنت سعيدا ومستمتعا بحضور لقاء قمتين وما تبادله الاثنان من ذكريات وحوارات، منها ما تقال وأخرى لا تقال.. وفوجئت بهيكل يسألنى عن الكتاب وعن تصورى لكتاب يحكى حكاية صالح سليم.. واجتهدت كأى تلميذ يخوض امتحانا صعبا فى أن أجيب عن سؤال الأستاذ.. فتحدثت وربما أكون قد أطلت.. ولكننى أظن أننى نجحت ونلت موافقة الأستاذ الذى اقتنع واستراح إلى أننا لسنا بصدد كتاب عن صالح سليم لاعب الكرة أو رئيس النادى الأهلى.. بل صالح الإنسان الذى بلغ كل هذه المكانة.. كتاب يختصر عشرات الأعوام سبعين عاما من تاريخ الكرة المصرية فى شخص رجل واحد.. كتاب يحاول ويجتهد فى تقديم تفسير: كيف نجح صالح دون منصب أو سلطة أو قوة فى اكتساب كل هذا الحب والاحترام؟..

كتاب لن يحمل اسم صالح سليم حتى وإن كان عن صالح سليم.. بل كتاب أكتبه مستعينا بحكايات كثيرة قالها لى صالح لأستعين بها فى أن أجيب عن سؤال واحد، هو: لماذا صالح سليم؟.. وهكذا أو لهذا وافق هيكل على أن يكتب مقدمة هذا الكتاب.. وأخذ بعد أن وافق يحكى عن صداقته بصالح سليم واحترامه له وإعجابه به.. وصالح بدوره يحكى عن اعتزازه بهيكل ونجاحاته ومكانته.. لحظتها لم أملك لا الصبر ولا الصمت.. فقاطعت الاثنين متسائلا إذا كانت العلاقة بين الرجلين قديمة بهذا الشكل.. وحميمة بهذا المعنى.. فلماذا وافق هيكل وهو رئيس تحرير الأهرام أن يبدأ الأستاذ الراحل نجيب المستكاوى حملة قاسية لإجبار صالح على اعتزال اللعب وبالتحديد فى شهر أكتوبر عام 1965؟.. سؤال طرحته على الاثنين، ومنهما تلقيت ردودا تحولت داخلى إلى أحد أهم الدروس التى تلقيتها فى حياتى وفى مهنتى أيضا.. فهيكل قال لى إنه وإن كان رئيس تحرير الأهرام وكان يملك الحق فى أن يمنع أى هجوم أو نقد لأحد أقرب أصدقائه إلا أنه لم يكن ليسمح بذلك.. فمن ناحية كان هيكل يحترم نجيب المستكاوى وحريته وحقه فى أن يدير القسم الرياضى بالأهرام وفق ما يراه ويعتقده لأنه ليس مجرد صحفى أو رئيس لقسم بل قيمة كبيرة وتاريخ طويل..

ومن ناحية أخرى قال هيكل إنه لا يحب ولم يحب طيلة حياته أن يكون من رؤساء التحرير الذين يحولون من يعملون معهم إلى نسخ مكررة منهم.. فرئيس التحرير الناجح هو الذى يثق فى نفسه وقدراته أولا، وبالتالى لا يزاحم من يعملون معه فى نجاحاتهم وكتاباتهم.. ثم إن رئيس التحرير الناجح أو الذى يريد أن ينجح هو الذى يجيد الفصل بين علاقاته الشخصية أو آرائه الخاصة وبين ما يكتب فى جريدته بقلمه أو بأقلام غيره.. أما صالح سليم فقال لى إنه كان بالفعل وقتها صديقا لهيكل وكان يلتقيه كثيرا جدا ولكنه لم ير فى هذه الصداقة مبررا لإقحام هيكل فى خلاف فى الرأى بينه وبين نجيب المستكاوى.. كان صالح يستطيع كما يفعل كثيرون جدا الآن وقبل الآن أن يذهب لهيكل غاضبا وثائرا ولكنه لم يلجأ لذلك أبدا.. فالخلاف فى الرأى بينه وبين نجيب المستكاوى كان خلافا داخل ملعب الكرة ولا علاقة له بهيكل أو منصبه كرئيس لتحرير الأهرام.

وبعد هذا الاستطراد الذى كان ضروريا عن صالح سليم ومحمد حسنين هيكل.. أعود لأصدقاء صالح سليم.. لهؤلاء الذين أحبهم وهؤلاء الذين احترمهم صالح سليم.. فصالح كان كأى إنسان.. ليس بالضرورة يحب من يحترمه.. أو يحترم من يحبه.. ولكنه فى كل الأحوال كان يحب الذى يعامله كإنسان عادى وليس صالح سليم.. وكان يحترم الذى لا يتغير بتغير الأيام والظروف والحوادث.. وقد يكون رأى صادم لكثيرين جدا ولكنه حقيقى نتيجة المعايشة وبعد حوارات كثيرة جدا مع صالح سليم.. فمن بين نجوم وأسماء كثيرة ارتبطت بصالح سليم فى دوائر الكرة داخل النادى الأهلى.. لم يصطدم صالح سليم بأكثر مما اصطدم بطاهر أبو زيد.. بل إنه حين نجح طاهر فى انتخابات الأهلى منفردا مع قائمة صالح سليم.. كاد صالح يتقدم باستقالته فى اليوم الثانى لإعلان النتيجة لولا تيسير الهوارى، ونحن الذين ذهبنا إلى صالح فى مطعم الفور كورنرز بالزمالك ومع إبراهيم المعلم ومحمود طاهر وهشام سعيد ومحمد عبدالوهاب.. نجحنا فى إقناع صالح بالعدول عن تقديم استقالته.. ورغم كل ذلك.. كان صالح سليم يحترم طاهر أبو زيد ربما أكثر من نجوم آخرين لم يصطدم بهم أبدا طوال مشواره مع النادى الأهلى.. فلم يكن صالح يحترم هؤلاء المزيفين.. الممثلين.. الذين يسعون وراء مصالحهم فيدوسون من أجلها ذاتهم وكبرياءهم واحترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين لهم..

وقد مات صالح سليم وهو غاضب وحزين ويعيش حالة النفور والخصام الحاد مع اثنين كانا من أعز وأقرب أصدقائه.. الطبيب القدير والشهير.. الدكتور محمد عبدالوهاب، زوج السيدة فاتن حمامة، والذى شاركه صالح سليم فى مشروعه الطبى فى المهندسين.. وأحس صالح سليم أنه تعرض لخداع من أحد أصدقاء العمر.. فبدأت القطيعة بين الرجلين دون أن ينجح أحد فى مواجهتها والشروع فى إلغائها وتجميدها لتعود الصداقة القديمة.. حتى فاتن حمامة نفسها.. رغم تقدير واحترام صالح الهائل لها ولصداقته معها.. لم تنجح أبدا فى ذلك.. أما الصديق الثانى فكان محمود الجوهرى.. المدرب العظيم وصاحب أهم نجاحات وإنجازات الكرة المصرية على مر العصور.. فلم ينس صالح سليم أبدا أن الجوهرى قاد تمرد لاعبى الأهلى ضد ناديهم.. وعلى الرغم من الحب المتبادل وكل حكايات الشراكة والزمالة والتقدير والاحترام.. بدأت القطيعة بين الاثنين وإلى حد دفع بصالح ليؤكد أن الجوهرى لن يدخل من بوابات النادى الأهلى طالما كان صالح رئيسا للأهلى..

وحين كنت مع الجوهرى فى رحلة مع المنتخب إلى كوريا الجنوبية تحدثت معه طويلا بشأن هذا الخلاف.. وضغطت عليه ليقبل أن أذهب إليه بعد أن نعود إلى القاهرة وأصطحبه فى سيارتى لبيت صالح سليم.. وتخيلت أنه لو فتح صالح سليم باب بيته ووجد الجوهرى واقفا أمامه.. فسيذوب فى لحظة أى خلاف مهما كان حجمه وكانت قسوته وضراوته.. وعدنا إلى القاهرة.. وترددت فى اللحظة الأخيرة قبل أن أخوض هذه المغامرة أو التجربة.. وأذكر أننى بعدها حكيت لصالح سليم ما كنت أنوى القيام به.. فقال لى صالح ثائرا وغاضبا.. إنه سعيد لأننى لم أقم بذلك.. وإلا لم يكن صالح سليم ليتردد لحظة واحدة فى أن يلقى بى وبالجوهرى أيضا من الدور السادس عشر.

الحلقة الأولى: كبرياء الأهلى.. وحكاية رئيس اسمه صالح سليم
الحلقة الثانية: لماذا نجح صالح سليم رئيسا للأهلى؟
الحلقة الثالثة: عاشق الأهلى.. الذى رقص التانجو بسبب حسن حمدى.. وقرر أن يضرب لاعبى الزمالك
الحلقة الأخيرة.. صالح سليم.. الذى لم يكن شيطانا.. ولا ملاكا أيضا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة