جابر القرموطى

"دويدار" ومعاناة الصحفيين!!

الأربعاء، 04 مارس 2009 11:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام كتب أستاذنا الكبير جلال دويدار مقالا يؤيد فيه قرارات اتخذتها مؤسسة صحفية قومية بشأن عدم جمع صحفييها بين العمل بداخلها وخارجها، معتبرا "دويدار" أن الوضع المالى لغالبية الصحفيين بداخل مؤسساتهم جيد بعد زيادة بدلى التكنولوجيا والنقابة وتجاوزه قيمة الـ500 جنيه.

وفى الواقع أنا لست ضد ما قاله أستاذنا الكبير على اعتبار أن تلك وجهة نظره، لكننى أتساءل بدورى: من من الصحفيين يمكنه تلبية مطالب بيته "زوجته وأولاده" بما قيمته 2000 جنيه على أكثر تقدير، علما أن بعض الصحفيين يتقاضون أقل من هذا المبلغ فى صحف قومية وحزبية، وبالتالى لابد من النظر جديا لهذا الأمر وعدم تطبيق مبدأ الحزم والحسم فى العلاقة بين الصحفى والجهة الأساسية التى يعمل بها، طالما أن تلك الجهة لا تلبى إلا جزءا يسيرا من متطلبات المعيشة لأى زميل فى تلك المؤسسات.

أنا مع القرار إذا كان بالفعل هناك جمع متعمد من جانب أى زميل فى المؤسسات القومية والجهة الأخرى الخاصة التى يعمل بها ويأخذ مؤسسته القومية كواجهة لخدمة عمله الخارجى، أما إذا كان الزميل يلبى مطالب مؤسسته وفى نفس الوقت يعمل فى خارجها ويسعى جاهدا إلى رفع مستوى معيشته - المتردية أصلا- فلابد من احترام هذا السلوك، بل وتقديره طالما الأمور لا تسير فى طريق ملتوى.

أستاذنا جلال دويدار.. عندما تعاقد الصحفيون مع مؤسساتهم لم يكن فى حسبانهم أن سوء الحال سيظل هكذا، وأن استمرار الوضع المالى داخل مؤسسته هو نفسه القائم منذ سنوات، لا تغيير فيه ولا تبديل، نحن جميعا أمام تحديات، لا يجوز فيها قرارات "عنترية"، بل لابد من دراسة الأمر ككل، فالصحفيون مثلهم مثل أى مهنة أخرى، الطبيب يمارس دوره فى المستشفى وعيادة خاصة، والمهندس يمارس دوره فى وظيفته صباحا وفى عمله الخاص مساء، حتى المدرس يبحث عن دور فى إطار تعظيم "الدروس الخصوصية" وإقناع التلميذ بأن هناك ضرورة لتلك الدروس حتى يتفوق.
أستاذنا دويدار.. الكلمات السابقة جزء يسير من معاناة صحفية فريدة داخل مصر، وليس العلاج أن نحكم قبضة المؤسسات على صحفييها، بل البحث عن جذور المشكلة وطرح الحلول بما فيها مصلحة الصحفى والمؤسسة.

وإذا نجحنا فى ذلك تكون سيادتكم وكل أساتذتنا الأجلاء الذين نحترمهم كثيرا قدموا لشباب الصحفيين خدمة العمر كما يقولون، فلا يمكن لصحفى أن يتفرج على تردى معيشته هو وأسرته ويقف مكتوف الأيدى دون البحث عن مخرج يزيد من كفاءته المالية بطريقة شريفة، وإلا فستكون أقلام هؤلاء الصحفيين قنبلة موقوتة تنفجر فى وجه الجميع وليس فى وجه مؤسساتهم فقط.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة