لن يتنحى مهدى عاكف مرشد جماعة الإخوان فى شهر يناير القادم، لن يترك الرجل منصبه سيظل فيه لسنوات قادمة، سيبقى غالباً حتى اللحظة الأخيرة من عمره أو على الأقل سيدوم خمس سنوات أخرى، لن يغادر موقعه رغم كل التصريحات الصادرة عنه، ولن يأتى مرشد غيره للجماعة فى يناير القادم مع احترامى وتقديرى لكل التوقعات.
صحيح الرجل تجاوز الـ 81 عاماً، ولديه رغبة حقيقية فى أن يترك المنصب، ونعم قيادات الإخوان فى الروضة مستنفرة منه بسبب تصريحاته المنفلتة، وما تسببه من مشاكل له ولجماعته، صحيح المرشد ليس له الكلمة العليا فى الجماعة الآن، ولا يستطيع أن يفرض على الجماعة توجهاته، ويشتكى كثيراً للمقربين منه، بسبب تحجيم قيادات مكتب الإرشاد له، وأنه "اتخنق" لأنهم لا ينفذون كلامه، ورغم كل ذلك لن يغادر مهدى عاكف موقعه كمرشد للإخوان فى يناير القادم للأسباب الآتية:
أولاً: ما قاله المرشد الأسبوع الماضى، برغبته ترك موقع مرشد الجماعة بعد أن أمضى دوره واحدة مدتها خمس سنوات ليس جديداً، وذكره فى السابق عدة مرات، لأن الجماعة بالفعل قامت بتغيير اللائحة الداخلية لها، وحددت فيها بقاء المرشد لمدة دورتين على الأكثر مدة كل دورة خمس سنوات، ولكن مهدى عاكف تعمد أن يذكر الكلام ويجدده، حتى يوصل رسالة للإخوان أنه زاهد فى المنصب، خاصة أن مكتب الإرشاد خذله ورفض أن تشارك الجماعة فى إضراب 6 أبريل الماضى، وكان لدى المرشد رغبة حقيقية فى المشاركة فيه، غير أن نتيجة التصويت فى مكتب الإرشاد فى اجتماعه كانت ضد المشاركة.
وأدى ذلك لوقوع المرشد فى موقف حرج، خاصة أنه لم يكن باستطاعته أن يفعل شيئاً، لأنه فى العام السابق عندما أصر أن تشارك الجماعة فى إضراب 8 مايو، وأصدر بياناً بذلك على غير رغبة غالبية أعضاء مكتب الإرشاد، كانت النتيجة أن أمانة تنظيم الجماعة بقيادة د.محمود عزت لم تصدر تعليمات لكوادر الجماعة بالمشاركة أو الحشد للإضراب، وظهر المرشد فى موقف سيئ، وحملته القيادات أنه صاحب التوجه فى المشاركة فى الإضراب، ومن هنا أدرك المرشد أنه حتى لو اتخذ قراراً بالمشاركة فلن يتمكن من تنفيذه، وظهرت لديه رغبة فى أن يوصل لباقى قيادات مكتب الإرشاد رسالة أنه "اتخنق"، بالإضافة يوصل رسالة سياسية أخرى للرأى العام العالمى فى ضرورة التغيير الشامل فى مصر.
ويدرك المرشد أنه الإخوان لا يمكن أن يسألوه عن تصريحه لأنه رسالة سياسية من الجماعة تطالب بالتغيير، كما أنه يسعى لتوصيل رسالة لقيادات الإخوان أنه يمكن أن يفعل أى شىء إذا ظلوا يضيقون عليه الخناق، ويدرك المرشد أن الإخوان لن يسمحوا له بترك موقعه، وهو ما كشفته عنه تصريحات د.محمد حبيب النائب الأول للمرشد فى أن منصب المرشد فى الإخوان صاحبه لا يترشح له، ويتم اختياره، ومعنى أنه لا يترشح له فلا يجوز أن يترك إلا برغبة الجماعة وليس برغبته الشخصية.
ثانياً: جماعة الأخوان الآن لا يمكن أن تقدم على خطوة تغيير المرشد، إلا إذا كانت مضطرة لذلك فى ظل عدم وجود شخصية تحظى بالقوة والإمكانيات لقيادة الجماعة، ونجد أن الترشيحات التى تضع أسماء مثل د.عصام العريان لمنصب المرشد تصل لحد درجة الساذجة، لأن كما هو معروف، فالدكتور العريان لم يتمكن من الحصول على موقع عضو مكتب الإرشاد، رغم أنه تم تصعيد خمسة أعضاء جدد، تم اختيارهم من قبل مجلس شورى الجماعة، والمجلس الأخير يختار المرشد فكيف يختار العريان مرشداً. ولم يختاره مجرد عضو فى المكتب! أما بالنسبة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فلا يمكن أن يصل لموقع المرشد، لأنه بالكاد يستطيع أن يحافظ على موقعه كعضو فى مكتب الإرشاد، خاصة فى ظل وجود حالة خلاف دائم بينه وبين خيرت الشاطر ومحمود عزت، الذين لن يقبلوه، وحتى د.محمد حبيب، رغم أنه الأقوى للموقع بسبب موقعه كنائب أول للمرشد فلن يتم اختياره، لأنه ليس بالقوة التنظيمية لقيادة الجماعة، ولن يسمح د.محمود عزت الأمين العام للجماعة أن يصبح د.حبيب مرشداً عليه حتى لو شكلياً، كما أن د. محمود عزت نفسه نتيجة بعده عن العمل العام، وعدم قدرته على التواصل من القوى السياسية لن تخاطر الجماعة بطرحه لمنصب يحتاج قدرات إعلامية، وسياسية لا يمتلكها د.عزت، رغم أنه يمتلك قدرات تنظيمية.\
ثالثاً: الرجل القوى فى الجماعة خيرت الشاطر الوحيد القادر أن يحتل منصب المرشد مسجون الآن فى القضية العسكرية وعليه حكم بالسجن سبع سنوات، ولا يتوقع أن يخرج من السجن قبل يناير القادم، وخيرت الشاطر بما له من قوة لا يريد أن تتغير الخريطة داخل الإخوان بتغيير المرشد، وهو فى السجن، وقوة الشاطر فى الإخوان كبيرة رغم سجنه، لدرجة أنه المتحكم الأول فى أى تغيير داخل الجماعة، والدليل على ذلك أن الخمس أعضاء الجدد فى مكتب الإرشاد معروفون داخل الأخوان بأنهم من رجال الشاطر.
رابعاً: يدرك مهدى عاكف أن الإخوان لن يسمحوا له بأن يترك الموقع خشية أن تحدث هزة داخل الجماعة خشية حصول أزمة عند اختيار مرشد جديد فى عدم وجود شخصية عليها إجماع.
أخيراً: المرشد لن يتغير فى يناير القادم لأنه يعيش فى مصر وحتى لو أصر على موقفه، ستخرج جماهير الإخوان وتهتف لا تتنحى لا تتنحى .. فلن يتنحى، ونحن فى انتظاركم فى يناير القادم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة