د. سهير عبد الفتاح

عبدالوهاب.. فى عيد ميلاده

الجمعة، 27 مارس 2009 12:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم الجمعة قبل الماضى مر عيد ميلاد عبدالوهاب مرور الكرام، لم يتحدث عنه أحد، اللهم إلا خبر يتيم عن أسبوع ثقافى، تقيمه دار الأوبرا بهذه المناسبة متى؟.. لم يذكر الخبر شيئاً عن موعد الاحتفال كيف؟.. لم يتحدث الخبر عما سيقدم فى هذا الاحتفال، لكن عبدالوهاب حاضر دائماً يحتفل بنفسه منذ بدأ طريقه فى عالم الفن قبل تسعين سنة.

وقد بدأ عبدالوهاب طريقه بالغناء، ثم جمع بين الغناء والتلحين، لحن لنفسه أولاً ثم بدأ يلحن لأصوات مختارة، فدخل المسرح ثم افتتح مجال السينما، واستديوهات الإذاعة، ثم أصبح ملك الأسطوانة، ثم ترك الغناء وانصرف تماماً للتلحين للآخرين وأصبح بهذا مؤسسة فنية ضخمة كل شىء فيها يخدم عبدالوهاب، ولأنه لا يعتمد على فنه وحده أو ثقافته فقط بل يدعمها بذكاء عملى رهيب، كانت خطواته كلها محسوبة يتصرف كأنه حاسب إلكترونى كيف يقوم بهذه الخطوة؟ متى يقبل، ومتى يعتذر؟ ما هى المنطقة العذبة فى صوت عبدالمطلب؟ وأين تكمن الشقاوة المرحة فى صوت شادية؟ وكيف يظهر النبل الموجود فى صوت فايزة أحمد؟ وكيف يبتعد عن مناطق الضعف فى صوت عبدالحليم حافظ؟ وكيف يصبح مع فيروز رحبانيا يزاحم الرحبانية؟

ولأنه يحب ويكره ويخاف ويشعر أيضاً بالغيرة ككل البشر، فهو يجامل بعض الأصوات ويعامل بعضها باستخفاف، أو لا يشعر نحوها بأى عاطفة، فأصحاب هذه الأصوات مجرد زبائن عنده يفصل لهم اللحن ويتقاضى الأجر المطلوب!

هذه الخبرة تعلمها محمد عبدالوهاب من تلحينه لنفسه، منذ بدأ الغناء قبل أكثر من ثمانين عاماً، حتى توقف تماماً عن الغناء وقد بدأ صوته مراهقاً صداحاً، ثم وصل إلى قمة الشباب والنضج والقوة والعذوبة، ثم أخذ يهبط فى مرحلة الكهولة حتى وصل إلى مجرد الدندنة فى أغنية «من غير ليه» وطوال هذه المراحل المختلفة، كانت ألحانه لنفسه تساير تطورات صوته يوماً بعد يوم، ومن فهمه لصوته أولاً استطاع أن يفهم كل الأصوات الأخرى التى لحن لها، وهى تزيد على خمسة وأربعين صوتاً، تبدأ بمنيرة المهدية وتنتهى بمحمد ثروت وغيره من المطربين الشباب.

أما فى الاستعراض الغنائى «اللى يقدر على قلبى» الذى لحنه عبدالوهاب لليلى مراد، وشكوكو، وإسماعيل يس وإلياس مؤدب، فى فيلم «عنبر» الذى ظهر سنة 1948، فقد بلغ عبدالوهاب فيه قمة الذكاء والنضج وأثبت قدرته الفائقة كملحن درامى يفهم الشخصيات، ويضع لها الألحان التى تعبر عنها تماماً، كما يفعل الكاتب المسرحى فى الحوار الذى يكتبه لأبطال مسرحيته.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة