منذ اللحظة الأولى، بدا السيناريو متعجلاً لانتزاع الضحك من المتفرجين عبر فاصل طويل من الإفيهات المفتعلة والاستظراف الذى لا ينتهى على طريقة «شوف لى والنبى المعسل فى البورصة سعره كام» بعيداً عن مبدأ الضرورة الدرامية أو الكوميديا النابعة من الموقف نفسه رغم أن حدوتة فيلم «دكتور سيليكون» التى تدور حول العالم السرى لجراحات التجميل وهوس النساء بنفخ الأثداء والشفايف والأرداف كانت كفيلة بتفجير العديد من المفارقات الضاحكة لو تعامل المؤلف خالد حسونة مع الأمر بقليل من الجدية دون خفة أو استسهال! لا يوجد تسلسل منطقى للأحداث أو حبكة درامية ما وإنما مجموعة من الممثلين بدت فى عجلة من أمرها تريد أن «تضرب الأوردر» فى ساعة زمن لتلحق بعمل آخر، ومخرج يرفع شعار «كل توابل السينما التجارية ممكنة»! راهن أحمد البدرى على حسن حسنى باعتباره «علامة تجارية» مضمونة فى السوق، وفاته أن هذا النجم الكبير - الذى أكن له محبة خاصة استهلك نفسه فى أدوار متشابهة ونكات مكررة وأصبح - فى غياب نص جيد - على وشك إعلان إفلاسه الفنى، أما «مروة» اللبنانية فقد رقصت على السلالم، فلا هى كانت صاروخ الجنس كما أطلقه السبكى فى «حاحا وتفاحة» ولا هى تجيد التمثيل أو تملك الحد الأدنى من الحضور والإحساس بالشخصية!
نيرمين الفقى، التى اعتلت لفترة عرش النجومية التليفزيونية، جاء أداؤها باردًا وغير مقنع فى دور الصحفية التى تحقق فى فساد مركز تجميل شهير، والطريف أن اهتمامها بشكلها فى مشاهدها الأولى جعلها ترتدى «بنطلون وشورت» وتذهب لمقر الصحيفة وتخرج به لمقابلة المصادر، وهذا - بالمناسبة - ربما يحدث فى نيويورك أو شيكاغو لكنه - للأسف - لا علاقة له بواقع مهنة الصحافة فى مصر المحروسة! أغانى الفيلم تم حشرها حشرًا داخل الأحداث، وجاءت مشاهد الغردقة بلا أى معنى سوى رغبة المخرج فى الترفيه عن المتفرج بأكبر كم من المايوهات الساخنة باعتبار أن البطل وقع فى قبضة عصابة عالمية وأن الأوروبيات العاريات من اكسسوارات الجريمة فى عصر العولمة، ولم يأت سليمان عيد بأى جديد فى دور المصور الصحفى «اللى همه على بطنه».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة